رئيس مهرجان كان: ميريل ستريب جزء من خيالنا الجماعى وولعنا المشترك بالسينما
السعفة الذهبية تتوج النجمة الأمريكية فى ليلة تكريمها بافتتاح مهرجان كان الـ77
نوبلوخ وفريمو: فى داخلنا جميعا شىء ما من ميريل ستريب .. وتأثرنا كثيرا بأفلامها
«يشرفنى للغاية أننى سأحصل على هذه الجائزة المرموقة.. فالفوز بجائزة فى مهرجان كان، بالنسبة للفنانين حول العالم يمثل دائما أعلى إنجاز وتميز فى فن صناعة الأفلام، والوقوف فى نفس المكان الذى وقف فيه أولئك النجوم العظام الذين تم تكريمهم سابقا هو أمر مثير للتواضع والإثارة، لا أستطيع الانتظار حتى آتى إلى فرنسا لأشكر الجميع شخصيًا».. بهذه الكلمات علقت النجمة الامريكية ميريل ستريب
على منحها جائزة السعفة الذهبية الفخرية لمهرجان كان السينمائى الدولى، وتكريمها ليلة الافتتاح 24 مايو بقاعة مسرح «جراند لوميير» كونها ضيف شرف دورته لـ77.
ويعد هذا التكريم الفخرى عودة للنجمة ميريل ستريب إلى مهرجان «كان» 35 عاما، إذ تعود مشاركتها الأخيرة فى المهرجان إلى عام 1989 مع عرض فيلمها «ملائكة الشر» للمخرج فريد شبيسى، الفائزة عنه بجائزة أفضل ممثلة عن تجسيدها شخصية ميراندا بريستلى.
إيريس نوبلوخ رئيس المهرجان، وتيرى فريمو المندوب العام قالا: «لدينا جميعًا شىء ما من ميريل ستريب فى داخلنا.. من تأثرنا بأفلام مثل «كرامر ضد كرامر»، أو«الخروج من إفريقيا»، أو «على الطريق إلى ماديسون»، أو حتى «ماما ميا»، نظرًا لأنها عاشت ما يقرب من 50 عامًا من السينما، وسكنت عددًا لا يحصى من الروائع، فإن ميريل ستريب جزء من خيالنا الجماعى، ومن ولعنا المشترك بالسينما».
ميريل ستريب «74 عاما» تبقى واحدة من أقوى نجمات التمثيل على مدار التاريخ بل أحد أعظم فنانى السينما إبداعا وتنوعا. تميزها فى العديد من الأدوار جعلها تستحق لقب «الأسطورة الحية». و«ملكة شرف هوليوود بلا منازع».. نعم ، وهى بحسب نظرة مهرجان كان لها، تستخدم حدسها وعملها الجاد لإعادة اكتشاف نفسها فى كل ظهور لها: فى فيلم «عشيقة الملازم الفرنسى» أحد روائع السينما للمخرج كاريل ريس، حيث تلعب دورين مختلفين هما أنا وسارا اللذان جسدا عالم الواقع وعالم الوهم. تنقلت ستريب بين الشخصيتين بكل سلاسة وكانت كلتا الشخصيتين تحمل بداخلها نفس الألم العاطفى لدى الأخرى.
فى فيلمها «اختيار صوفى» للمخرج آلان جيه باكولا، تطرح أسئلة عن معضلة أخلاقية لا يمكن تصورها بالنسبة للأم. بالنسبة لهذه الشخصية، لم تتردد فى تعلم اللغتين الألمانية والبولندية لتتعلم اللهجة فهى تعرف بقدرتها العجيبة على إتقان جميع اللهجات وإن كانت تكرر دائما أنها تقوم بذلك بفضل مساعدة مدربى اللغات الذين تتعامل معهم وتؤدى أدوارها بروعة وإتقان وفازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة.
تمثل اللوحة الجدارية التاريخية والرومانسية التى لا تُنسى فى فيلمها «خارج أفريقيا» (1985) لسيدنى بولاك نقطة تحول جديدة حيث تشكل هى وروبرت ريدفورد أحد أكثر الأزواج الأسطوريين فى السينما. بعيدًا عن حصر نفسها فى سجل العاطفة الرومانسية، تغامر ميريل ستريب أيضًا بشخصيات أكثر غموضًا. فى فيلم «صرخة فى الليل» لفريد شيبيسى (1988)، لم تتردد فى لعب دور الأم المتهمة بوأد الأطفال وتتوجه بأدائها.
كانت فترة التسعينيات فرصة لها لتجربة الكوميديا السوداء، فقد تحدت الصور النمطية الأنثوية فى فيلمى «قبلات طيبة من هوليوود» لمايك نيكولز و«الموت يناسبك جيدًا» لروبرت زيميكيس. فى فيلم على الطريق إلى ماديسون، ظهرت على الشاشة جنبًا إلى جنب مع كلينت إيستوود فى قصة حب مستحيلة بقدر ما هى خالدة والتى تميز تاريخ السينما. فى «الساعات» لستيفن دالدرى و«العرض الأخير» لروبرت ألتمان، تؤدى دورين غير متوقعين فى بعدهما الكوميدى، حيث تترك انطباعًا مختلفا مرة أخرى.
دون شك كانت مرحلة البدايات مهمة فى مسيرة التألق، مثلما ظهرت فى فيلم «جوليا» أمام جين فوندا وفانيسا ريدجريف، وبسبب تميزها فى تأدية الدور الذى أوكل لها أسندت لها بطولة فيلم «صائد الغزلان» إلى جانب روبرت دى نيرو فى العام 1978 ورشحت عنه لنيل جائزة الأوسكار.
وتعد ستريب الممثلة الأكثر ترشيحا فى تاريخ جوائز الأوسكار بـ 21 ترشيحا فازت بثلاثة منها، كانت الأولى جائزة أفضل ممثلة ثانوية عام 1979 عن دورها فى فيلم كرامر ضد كرامر والثانية جائزة أفضل ممثلة رئيسية عام 1982 عن دورها فى فيلم اختيار صوفى، والثالثة عن فيلم «المرأة الحديدية».
بينما فى 1981 رشحت عن فيلم زوجة «الملازم الفرنسى»، وعام 1983 «الغابة الحريرية»، وعن فيلم «خارج إفريقيا» عام 1985 كما تم ترشيحها عام 1987 للأوسكار عن فيلم «ايرونويد»، وعام 1988 عن فيلم «بكاء فى الظلام».
فى العام 2002 ترشحت ستريب للأوسكار للمرة الثالثة عشرة وذلك عن فيلم «التكيف»، وجاء ترشيحها الرابع عشر فى العام 2007 عن دورها فى فيلم «الشيطان يرتدى برادا».
وترشحت للجولدن جلوب 16 مرة وفازت بها ثلاث مرات، كما أنها فازت 6 مرات متتالية بجائزة (اختيار الجماهير) الأمريكية.
عرفت مرحلة التسعينيات تنوعا فى العديد من إدوار ميريل ستريب منها فيلم «بطاقات من الحافة» ثم فيلم «الموت تجسد فيها» مع جولدن هون وبروس ويليس، وفيلم «بيت الارواح» ، و«النهر الجامح» و«شىء واحد حقيقى» و«موسيقى القلب»، حيث تعلمت من أجل أداء الدور الأخير العزف على آلة الكمان.
طوال حياتها المهنية، لم تكن ميريل ستريب خائفة من التنديد العلنى بعدم استقرار المرأة فى صناعة السينما، وهى تدرك القضايا المحيطة بتمثيل المرأة فى سينما هوليوود وتحرص على تجسيد جميع جوانبها فى تعقيدها وهشاشتها، وتتنوع السجلات والأنواع.