كلمة العدد 1363.. رفح.. “”آخر أوراق التوت””
يكتبها د. محمود قطامش
غريبه رفح …. في المعادله الفلسطينيه !!!!! رغم ألدمار والقتل المستمر إلا أنها آخر ورقه تلعبها حماس بل يبدو انها ورقة التوت التي تتمسك بها الحركه ويتمسك بها نتنياهو ايضا لضمان استمراره في الحكم ……..لاشك ان القبول المفاجئ من الحركه يوم الاثنين الماضي للهدنه بعد اعلان إسرائيل إجلاء اهل رفح وفي نفس اليوم الاعلان عن الهدنه كشف ان رفح هي آخر الكروت في اجندة حماس التفاوضيه والتي تلعبها الحركه وهي التي تراهن عليها وليس علي الأسري الاسرائيليين الذين لدي حماس ….. فقد وافقت حماس علي نسخه غير متفق عليها بدليل حالة الدهشه التي أصابت الوسطاء واصابت الأمريكيين لحظة إعلان حماس الموافقه علي الهدنه بل اصابت الدهشه الإسرائيليين انفسهم والمجتمع الدولي …
……. واضح ان هدف حماس بهذه الموافقه المفاجئه هو احراج وارباك اسرائيل وإحراجها دوليا امام العالم …… يبدو ان حماس لم تدرك ان من يمارس هذه المذبحه طوال ستة اشهر لن يلتفت كثيرا الي هذا الحرج الدولي ولا حتي ينظر الي الضغط الداخلي لابرام صفقه لإنقاذ الأسري لان نتنياهو يبحث الان صالح نتنياهو نفسه وهو البقاء في السلطه والهروب من المحاكمه المحتمله التي سيتعرض لها لتكون رفح ايضا هي ورقة التوت بالنسبه لنتنياهو يتمسك بها ولا يريد ان يفقدها للضغط لضمان الخروج وقد حقق انتصاراً ولو بسيط يسوق له داخل المجتمع الاسرائيلي ……..يبدو ايضا ان حالة الاستعجال هذه والتي قامت بها حماس بإعلان الموافقه كشفت ان رفح هي آخر أوراق حماس التفاوضيه وليس الأسري لان عددهم حسب بعض المصادر لايزيد عن ٣٠ والباقي لدي الفصائل الاخري والنتيجه اذن ان موقف الحركه بات ضعيفا علي المستوي الدولي وعلي الارض بعد ان اخطأت في قراءة الاحداث وقراءة السلوك الاسرائيلي وقراءة رد الفعل الاسرائيلي وحجمه وقراءة المزاج الدولي الذي يدعم اسرائيل ويبدو ان حماس قد أضعفت كل اوراقها التفاوضيه بل واضعفت أيضا الوسطاء…….. ان دخلت إسرائيل الي رفح لاحاجه لحماس للتفاوض بل في حاجه الي ضامن يؤمن خروجها ويؤمن ايضا المقر الامن لها ……. حماس حرقت كل اوراقها السياسيه التفاوضيه بعد ان تخلت ايران عنها وايضا وبعد كل ماتم ذكره يبدو ان خيارات حماس باتت محدوده وقد فات الحركه العمل بالحكمه القديمه التي تقول (( إذا كنت في حفره فان عليك التوقف عن الحفر ))
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش
[email protected]
مصر تلاتين