«الشروق» تستعيد أهم تصريحات زعيم الفن عن حياته ومشواره وحب الناس له في عيد ميلاده الـ 84 عاما: عادل إمام ونجومية لا تغيب

سأظل موجودا في قلوب الجمهور بأعمالي واسمي وتاريخي
لم أشعر يوما بأنني خارج المنافسة أو أنني تجاوزت النجومية وسعيت طوال مشواري لتقديم الأفضل
حب الجمهور هو أكبر وسام استحقاق حصلت عليه، ولم أشعر بأي لحظة حزن لعدم تكريمي من الدولة
أسعد لحظات حياتي وانا أتلقى مكالمات المعجبات بمحمد إمام
أعتز بصداقة يوسف معاطي وقدمت معه أعمالا كثيرة ناجحة
أشعر أنني مثل كيس القطن المكدس الذي أوشك على الإنفجار..وكنت بحاجة لفترة راحة

يحتفل الوطن العربي غدا بعيد الميلاد الـ84 عاما لزعيم الفن عادل إمام ، هذا النجم الذي أثرى شاشة السينما والتليفزيون برصيد كبير من الأعمال الفنية تعدى عددها الـ150 عملا، بخلاف مسرحياته التي امتد عرض إحداها لـ 11 عاما، فهو المعروف بأنه صاحب أطول عروض مسرحية في العالم العربي كله، وهو النجم الذي نجح في التربع على عرش الإيرادات لأكثر من نصف قرن من الزمان، ليس في مصر والوطن العربي فحسب، بل على مستوى العالم كله، وهو النجم الذي قدم نموذجا مختلفا لمواصفات “الجان بريميه” في السينما المصرية، فلم يكن بحاجة لوسامة رشدي أباظة ولعيون عمر الشريف حتى تقع المرأة في غرامه، وهو الفنان الذي برع في لعب كل الأدوار بنفس الكفاءة والقدرة والموهبة سواء كوميدي أو تراجيدي.

نظريا هو غائب عن الساحة الفنية لقرابة 4 أعوام، منذ أن عُرض آخر مسلسلاته “فلانتينو” عام 2020، لكن عمليا عادل إمام لم يغب يوما، فجمهوره الذي يمتد من المحيط للخليج لم يمل يوما من السؤال عنه، ولا تخلو مقابلة صحفية أو تليفزيونية لأحد نجليه محمد أو رامي من سؤال عن صحة والدهما، وعن كيفية قضاءه وقته بعيدا عن الساحة الفنية، حتى أعلنها نجله المخرج رامي إمام بشكل واضح وصريح أن الفنان عادل إمام اختار أن يتفرغ لحياته الأسرية، وأن ينعم بقضاء وقت طويل مع أحفاده، بعد مشوار عمل اقترب من 60 عاما كان يصل فيها الليل بالنهار كي يقدم أعمالا فنية تحظى على رضا جمهوره العريض.

“الشروق الأقرب لقلبي”

واليوم، ونحن نحتفل بعيد ميلاد الزعيم، اختارنا أن نعيد نشر أهم التصريحات التي أدلى بها عادل إمام حينما فتح قلبه لـ”الشروق” في مناسبات مختلفة، لا سيما وأنها الجريدة الأقرب إليه كما قال في حوار سابق معنا، والتي اختارها من بين كل الصحف المصرية لتكون محور أحداث مسلسله “عوالم خفية” إنتاج عام 2018.

وسألناه حينها عن سر استعانته بـ”الشروق” تحديدا، لتكون ضمن الوسائل التي يعتمد عليها بطل العمل الذي يلعب دور صحفي في رحلة بحثه عن الحقيقة، فقال: “رغم إن كلامي هذا قد يغضب الصحف الأخرى مني، لكن الحقيقة أنني حريص بشكل كبير على قراءة جريدة الشروق، بل أحب قراءتها وأقدر ما يكتب بها، وهذا لا يعني أنني لا أقرأ غيرها، فأنا بطبعي حريص على قراءة كل الصحف والمجلات التي تصدر في مصر يوميا، لكن أميل أكثر لـ(الشروق) واخترتها تحديدا كي نستعين بها في أحداث المسلسل”.

“موجود باسمي وتاريخي”

في عام 2019، اشتعلت الساحة الفنية بخبر تعثر تسويق آخر مسلسلات عادل إمام “فلانتينو”، ولأول مرة منذ عام 2012 ، يغيب الزعيم عن الماراثون الرمضاني بعد مشاركة منتظمة استمرت لـ8 اعوام متتالية، وانفردت “الشروق” في هذا الوقت بحديث معه، وبدأنا بسؤال عن رد فعله بعد علمه غيابه عن موسم رمضان، فانزعج جدا وقال: “عادل إمام لا يغيب، فأنا موجود عند الناس بأعمالى وباسمى وتاريخى، ولا يعنى خروج مسلسل لى من الموسم الدرامى لشهر رمضان، أننى غبت أو غير موجود، فهذا الكلام غير صحيح بالمرة، وسأظل موجودا فى قلوب الناس”.

وعن رأيه في وصف البعض له بأنه فنان تجاوز النجومية، قال عادل إمام لـ”الشروق”: “مقولة خاطئة تماما، فالفنان إذا شعر أنه تجاوز النجومية تكون نهايته بلا شك، وعليه فأنا لا أفهم ماذا تعني هذه الكلمة، فمعناها بالنسبة لي أن الفنان أصبح بلا طموح، وليس لديه ما يقدمه للناس، وهنا تكون نهايته، وبالتالي فهذا الوصف مرفوض تماما بالنسبة لي”.

وردًا على وصف النقاد له بأنه صار خارج المنافسة، وأن المنافسة لم تعد تشغله.. خاصة وأن تاريخه يضم العديد من الأعمال الناجحة، ووصفوا حرصه على المشاركة فى الموسم الدرامى كل عام، بأنه يشبه الهدية لجمهوره الكبير الذى يحب تواجده ورؤيته على الشاشة، ويغفر لأعماله أى خطأ قد يشوبها إكرامًا لمحبته وتاريخه الطويل، ضحك وقال :”هما بيحسدونى ولا إيه”.

وأكمل: “هذا الكلام يحمل معنى جيدًا أتفهمه وأقدره، رغم أنه منذ بدايتى فى العمل الفنى وأنا أتعرض لهجوم شديد من النقاد، وكم من الحملات تعرضت لها، ومنها من تتضمن الكثير من الإساءة لشخصى، على مدى مشوارى الطويل، لكن ردا على هذا الرأي، فأنا لا زلت أجتهد لأختار فكرة مناسبة من وجهة نظرى، أسعد بها الجمهور، وأن أقدم عملًا دراميًا نبذل فيه جميعًا ــ كفريق عمل ــ جهدًا كبيرًا، سواء فى التأليف والإخراج والتمثيل، ثم نترك الحكم للمشاهدين، يقيمون ما نقدمه كيفما يشاءون، فأنا لا أتحدث عن عمل قدمته وأترك دومًا الأمر لمن شاهده.

” لم أنتظر يوما أوسمة ونياشين من الدولة”

رغم مشوار عادل إمام الحافل بالنجاحات الكثيرة، ورغم شهرته الكبيره وحصوله على العديد من التكريمات والاوسمة من عدة دول عربية منها الوسام الوطني للإستحقاق في قطاع الثقافة من الصنف الأول من قبل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، كما منحته المملكة العربية السعودية ممثلة في هيئة الترفيه جائزة زعيم الفن العربي وهي جائزة لم تمنح لأحد قبله، وهو صاحب السبق في الحصول عليها، إلا أنه لم يحصل على أية أوسمة وجوائز من مصر، وكان هذا أمر غريبا دفعنا لسؤاله عن تفسيره لعدم منحه أية جائزة أو تكريم من الدولة، وقال عادل إمام لـ”الشروق”: “لم أنتظر يوما أى أوسمة أو نياشين، وعدم تكريم الدولة لى لم يسبب لى أى لحظة حزن أو ضيق، فلقد حصلت على أكبر وسام استحقاق فى مصر والوطن العربى وهو حب الجمهور، ولا أبالغ إذا قلت إن حب الناس هو الذى صنع اسمى ونجوميتى، وهو الذى فتح بيتى وساعدنى على تربية أبنائى، وسعيد أن حب الناس ممتد لأولادى ويتوج عملهم فى مجال الفن، وعليه لا يمكن أن أفكر فى أى شيء آخر، فما حصلت عليه من حب وتقدير وتكريم من الجمهور يكفينى ويفيض وأنا سعيد جدا به، خاصة أن الحب هو الحاجة الوحيدة التى لا يمكن شراؤها، كما لا يمكن طلبها، فهى تنبع من القلب للقلب، فأنا أيضا أحب جمهورى، وأسعى دوما لإسعاده”.

وتابع: “أنا فقط أنظر لأعمالى التى قدمتها على مدار مشوارى الفنى، وما حققته من نجاح بفرحة شديدة، فلقد تعاونت فيها مع مؤلفين كبار ومخرجين ساهموا فى هذا النجاح، وتذوقت طعم الشهرة وصنعت اسما وتاريخا وأشعر دوما بحالة رضا”.

لا علاقة لي بـ”السوشيال ميديا” وأعوذ بالله من اللجان الإلكترونية

رغم انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبح لها دور كبير في الترويج لأعمال الفنانين، وأصبحت بمثابة جسور قوية تقرب المسافات بين الفنان وجمهوره، لكن الفنان عادل إمام اعترف لـ”الشروق” أنه لا تربطه أي علاقة بهذه المواقع.

وقال: ليس لدي أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن أبنائي يلعبون دورا كبيرا فى هذا الامر، فيقومون ومعهم زوج ابنتى بإبلاغى يوميا بردود فعل الجمهور على أعمالي، وأشعر بسعادة كبيرة بتعليقات الجمهور وتفاعلهم مع أعمالي”.

وبمواجهته بحقيقة الظاهرة التي انتشرت في السنوات الأخيرة بين عدد من صناع الأعمال الدرامية، الذين يلجأون للجان إلكترونية لعمل نجاح وهمي لأعمالهم قال منزعجا: “أعوذ بالله، ولماذا يقدمون على هذا التصرف، العمل الجيد سينجح بدون كل هذه المحاولات، وسيفرض نفسه مهما كانت الظروف”.

” أعتز بكل عمل قدمته مع يوسف معاطي”

لم يقف الفنان عادل إمام صامتا تجاه حملة الهجوم التي شنها البعض على صديقه المؤلف يوسف معاطي الذي تعاون معه في أكثر من 12 عملا سينمائيا وتليفزيونية وهو مؤلف آخر مسرحياته “بودي جارد”، ووصل الأمر لانتشار دعوات أطلقها البعض على مواقع السوشيال ميديا، والتى تطالبه بضرورة تغييره للمؤلف يوسف معاطى بعد أن قدما معًا 6 أعمال درامية متتالية.

وقال عادل إمام: “أشعر بانزعاج شديد بسبب هذا الهجوم الذى يتعرض له يوسف معاطى، فهو صديق عمرى، وهو مؤلف كبير، قدمت معه العديد من الأعمال سواء على مستوى الدراما التليفزيونية أو فى السينما، وكل عمل قدمته معه اعتز به كثيرا، وحققنا سويا نجاحات عديدة، ولا أجد أى مبرر لهذا الهجوم”.

وأضاف: “ربما هذا العدد كان كبيرًا ومبالغًا فيه من وجهة نظر أصحاب دعوة التغيير، لكن يجب وضع فى الاعتبار أن الفنان بحاجة لكى يشعر براحة مع فريق العمل الذى يتعاون معه، وإذا لم أجد هذا العنصر متوفرًا فى علاقتى بيوسف معاطى، لم أكن لأتعاون معه فى هذا العدد من الأعمال الدرامية بخلاف الأفلام السينمائية بالطبع، فأنا تعاونت معه فى أكثر من فيلم سينمائى أيضًا”.

“أشعر بفرحة عارمة بمكالمات معجبات محمد”

كشف الفنان عادل إمام في لقاءاته مع “الشروق” عن أسعد لحظات حياته، قائلا: أشعر بفرحة عارمة حينما أتلقى مكالمات على هاتفي المحمول من معجبين ومعجبات بإبني محمد، فأنا أفاجأ بأصوات شباب صغير السن يقولون لي عبر الهاتف أنهم فشلوا في الوصول لمحمد إمام بشكل مباشر، فحاولوا الوصول له عبر هاتفي لتهنئته على أعماله الناجحة والإشادة بأداءه، وهذا أكثر شيء يسعد الأب حينما يرى نجاح ابنه في عيون الآخرين.

“أشعر أنني مثل كيس القطن المكدس وكنت بحاجة لفترة راحة”

وبدون قصد تحدث الفنان عادل إمام في حوار سابق له مع “الشروق” عن رغبته الشديدة في الحصول على فترة راحة بعد سنوات طويلة من العمل، حينما قال: دائما أقول للمحيطين بي إن حالتى أشبه بالكيس المكدس بالقطن حتى آخره، الأمر الذي يهدد بانفجاره في أي وقت، وعليه هو بحاجة لإفراغه دفعة واحدة، وهذا هو حالي فأنا أشعر بحاجة إلى فترة راحة طويلة بعد كل هذا العناء.