أخبار الفن

في ذكرى ميلاد أمير شعراء الرفض.. محطات في حياة أمل دنقل

“لا تصالح!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى”.

تلك الأبيات الشعرية البليغة من قصيدة “لا تصالح” لأمير شعراء الرفض أمل دنقل، والذي تحل ذكرى رحيله عن عالمنا اليوم 21 مايو.

هو محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل، ولد يوم عام 1940م في أسرة صعيدية بقرية القلعة، مركز قفط على مسافة قريبة من مدينة قنا في صعيد مصر، وقد كان والده عالما من علماء الأزهر الشريف مما أثّر في شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح.

نشأته وشبابه

سمي أمل دنقل بهذا الاسم لأنه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على إجازة عالمية فسماه باسم أمل تيمنا بالنجاح الذي حققه.

رحل أمل دنقل إلى القاهرة بعد أن أنهى دراسته الثانوية في قنا وفي القاهرة التحق بكلية الآداب ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل.

عمل أمل دنقل موظفا بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفاً في منظمة التضامن الأفروآسيوي، ولكنه كان دائما ما يترك العمل وينصرف إلى كتابة الشعر، وكمعظم أهل الصعيد، شعر أمل دنقل بالصدمة عند نزوله إلى القاهرة أول مرة، وأثر هذا عليه كثيرا في أشعاره ويظهر هذا واضحاً في أشعاره الأولى.

مخالفته للمدارس الشعرية السائدة

مخالفا لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات، استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي، وقد كان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانية خاصة.

القومية

عاصر أمل دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيّته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر في عام 1967 وعبر عن صدمته في رائعته «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» ومجموعته «تعليق على ما حدث».

موقفه من معاهدة السلام

شاهد أمل دنقل بعينيه النصر وضياعه وصرخ مع كل من صرخوا ضد معاهدة السلام، ووقتها أطلق رائعته «لا تصالح» والتي عبّر فيها عن كل ما جال بخاطر كل المصريين، ونجد أيضا تأثير تلك المعاهدة وأحداث شهر يناير عام 1977م واضحا في مجموعته «العهد الآتي».

كان موقف أمل دنقل من عملية السلام سببا في اصطدامه في الكثير من المرات بالسلطات المصرية وخاصة أن أشعاره كانت تُقال في المظاهرات على ألسن الآلاف.

عبّر أمل دنقل عن مصر وصعيدها وناسها، ونجد هذا واضحا في قصيدته «الجنوبي» في آخر مجموعة شعرية له «أوراق الغرفة 8»، حيث عرف القارئ العربي شعره من خلال ديوانه الأول «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» الصادر عام 1969 الذي جسّد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكّد ارتباطه العميق بوعي القارئ ووجدانه.

مرضه

أُصيب أمل دنقل بالسرطان وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته «أوراق الغرفة 8» وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام والذي قضى فيه ما يقارب الأربع سنوات، وقد عبّرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته، وهناك أيضاً قصيدته «ضد من» التي تتناول هذا الجانب، وجدير بالذكر أن آخر قصيدة كتبها دنقل هي «الجنوبي».

لم يستطع المرض أن يوقف أمل دنقل عن الشعر حتى قال عنه أحمد عبد المعطي حجازي: «إنه صراع بين متكافئين، الموت والشعر».

الرحيل

رحل أمل دنقل عن دنيانا في يوم السبت الموافق 21 مايو عام 1983م لتنتهي معاناته في دنيانا مع كل شيء، كانت آخر لحظاته في الحياة برفقة الدكتور جابر عصفور وعبد الرحمن الأبنودي صديق عمره، مستمعا إلى إحدى الأغاني الصعيدية القديمة، أراد أن تتم دفنته على نفقته لكن أهله تكفّلوا بها.

أعماله الشعرية

 

صدرت لأمل دنقل ست مجموعات شعرية هي:
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة – بيروت 1969.
تعليق على ما حدث – بيروت 1971.
مقتل القمر – بيروت 1974.
العهد الآتي – بيروت 1975.
أقوال جديدة عن حرب بسوس – القاهرة 1983.
أوراق الغرفة 8 – القاهرة 1983.
أحاديث في غرفة مغلقة – القاهرة 1979.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *