آراء وتحليلات

كلمة العدد 1366 “”القرائن الداله””

يكتبها د. محمود قطامش

علمتنا الحياه ومن واقع الوظيفه ( بالجمارك ) مبدأ هام يساعد علي اكتشاف الحقيقه المخفيه او مؤشرات علي وجود او حدوث امر ما مثلا كنا نستطيع معرفة ما يمكن ان يخفيه ( بعض الركاب في صاله الوصول ) هربا من الرسوم الجمركيه حيث يخفي كاميرا الفديو ( انذاك ) لكنه يحتفظ بالشاحن او العلبه الفارغه والكتالوج داخل حقائبه الأمر الذي يكون كاشفا لحقيقة اخفائه الكاميرا نفسها
………ومن هذه تعلمت ان بالحياة ظواهر معينه تعتبر مقدمات لوجود او حدوث امر ما مخفي الان لكنه مرشح بالظهور قريبا .
وهكذا الامر فبعد تدخل المحكمه الجنائيه في الفصل في عدوان اسرائيل علي غزه وبعد الأحكام الصادره في حق القاده الاسرائيلين وبعد هذه الادانات الدوليه والمظاهرات التي تجتاح العالم نصره الي غزه واهلها وسحب استثمارات والغاء شراكات علميه من الجامعات الاوروبيه والامريكيه مع اسرائيل وغيرها من التصرفات اراه قادما ………. كل ذلك اراه مقدمه تشابه سيناريو ماحدث في جنوب افريقيا قبل اقرار حقوق السود وزوال نظام الفصل العنصري فكيف كان نظام الفصل العنصري بجنوب افريقيا في آخر ايامه ؟؟ واليكم الحكايه …….. ففي تقرير سابق بصحيفة الشرق الاوسط القصه من اولها نظاماً سياسياً قائماً علي التمييز العنصري استمر الي مايقرب من نصف قرن ولد في عام ١٩٤٨ ( نفس عام ولادة الكيان العنصري اسرائيل ) حتي عام ١٩٩٤ مستندا علي ثلاثة ركائز قانون تصنيف السكان وقانون الإسكان وقانون الارض وهي نفس القوانين التي تحكم بين المواطنين الفلسطينين اصحاب الارض الأصليين وبين المستوطنين داخل فلسطين المحتله وكان هناك فصل في الحياة العامه اماكن خاصه وحافلات ومطاعم وشبابيك تزاكر وشواطئ خاصه مع حظر الزواج والسود يحصلون علي تعليم وخدمات صحيه اقل جوده ( وهكذا الفلسطينين تحت سلطة الاحتلال )وحجزت معظم الاراضي للبيض ( ٨٧٪؜ من مجملها ) وتم تهجير قسري لعدد ٣،٥ مليون شخص ونقل السود الي ( بلدان السود ) او ( بانتوستانات ) او ( محميات عرقيه ) كما يحدث للفلسطينين تماما ويتنقل السود بموجب تصاريح كما الفلسطينين ايضا … ليظهر المؤتمر الوطني الافريقي ويتبني وسائل غير عنفيه للحصول علي حقوق السود في بلادهم والامر يسوء باعتقال نيلسون مانديلا وسجنه مدي الحياه في جزيرة روبين وإدانته بالتخريب وهي نفس التهمه التي تلاحق المقاومين الفلسطينين جميعا (( المخربين)) كما يصفهم القانون الإسرائيلي حتي يتحرك الشارع وتبدا اعمال عنفيه وخروج المدارس في مظاهرات ويقتل ستيف بيكو مؤسس حركة الوعي الأسود تحت التعذيب بالسجن وتفتح الشرطه النار علي المتظاهرين في شاربفيل ويقتل ٦٩ شخص من السود حتي تلفت المذابح أنظار المجتمع الدولي الأمر الذي ادي الي بدء عزلة جنوب افريقيا دوليا في ذلك الوقت وتراكمت العقوبات الدوليه واستبعدت من الألعاب الأولمبيه وطردت من الامم المتحده وتم ايضا حظر تصدير الاسلحه اليها وأفرج عن نيلسون مانديلا حتي كادت البلاد ان تدخل في حرب اهليه لينتهي الامر في أبريل عام ١٩٩٤ بانتخابات متعدده طوت صفحة التفرقه العنصريه ليقول نيلسون مانديلا بعد انتخابه رئيسا عبارته الشهيره (( احرارا اخيرا ))
فهل بعد حكم المحكمه الدوليه ومذكرات الاعتقال في حق قادة إسرائيل وهذا الكم من الادانات الدوليه والمظاهرات التي تجتاح العالم والاعترافات بالدوله الفلسطينيه وايقاف التعاون الأكاديمي والعلمي من بعض الجامعات الدوليه مع الكيان الاسرائيلي قد نري يقظة ضمير دوليه حتي ينال الفلسطينين حقهم في دولتهم ويقف احد ابناء فلسطين ليعلن كما اعلن نيلسون مانديلا (( احرارا اخيرا )) لست متفائلا ولكن ربما يكون الامر قد اقترب حتي يبلغ منتهاه وتتحقق نظريه القرائن الداله .
ولكم التحيه .
محمود صلاح قطامش
[email protected]
مصر تلاتين

مقالات ذات صلة