جريدة الشروق تحتفل بصحفييها الفائزين بجوائز الصحافة
• إبراهيم المعلم: التطور التكنولوجى المتسارع يحتم على الصحف مواكبة العصر وصناعة منتج يلبى احتياجات القراء
• كرم جبر: صحافة «الشروق» تتمتع بمعايير منضبطة تمامًا وتدعم الدولة والمهنة واحتياجات القارئ
• محمود محيى الدين: اليوم وليس المستقبل فقط هو للمحتوى المتداول عبر الإنترنت
• خالد البلشى: نحتاج إلى استعادة بيئة تنافسية كاملة فى العمل الصحفى يفيد المواطن ويتواصل مع الحكومة
• محمد زهران: التحدى هو السيطرة على مخاطر الذكاء الاصطناعى مع تعظيم الاستفادة من إيجابياته
احتفلت «الشروق»، مساء أمس السبت، بصحفيى وكتاب الجريدة الفائزين بجوائز نقابة الصحفيين وجوائز من جهات أخرى.
وكان المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس الإدارة، فى مقدمة مستقبلى الضيوف.
وحضر الاحتفال، الذى أقيم فى نادى السيارات بمنطقة وسط البلد، الدكتور محمود محيى الدين، الوزير الأسبق والمدير التنفيذى بصندوق النقد الدولى، ورائد المناخ للرئاسة المصرية فى مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخى، وكرم جبر، رئيس المجلس الأعلى للصحافة، وعبدالصادق الشوربجى، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وخالد البلشى، نقيب الصحفيين، والدكتور أحمد هيكل، رئيس مجلس إدارة شركة القلعة، وفريد زهران، رئيس اتحاد الناشرين، وشريف المعلم، العضو المنتدب للشروق، وأحمد بدير، مدير عام الشروق.
ومن كبار الكُتاب والصحفيين الأساتذة جميل مطر وحسن المستكاوى وعبدالله السناوى وعاطف معتمد ومحمد زهران ونيفين مسعد وبسمة عبدالعزيز وليلى إبراهيم شلبى والأب رفيق جريش ومدحت نافع. إضافة الى الزملاء الفائزين ومديرى التحرير ورؤساء الأقسام بجريدة الشروق.
فى بداية الاحتفالية رحب المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس الإدارة، بالحضور معبرًا عن اعتزازه بالكفاءات المهنية التى تضمها «الشروق» وبكتابها وأصحاب مقالات الرأى فيها، كما وجه الشكر إلى المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة ونقابة الصحفيين للاهتمام بالمؤسسات الصحفية والتواصل المستمر مع إداراتها، والحرص على تكريم المتميزين من الصحفيين.
فائزون رغم الصعاب
وفى كلمته رحب المهندس إبراهيم المعلم وحيا الحاضرين جميعًا، وشكر كبار المسئولين فى المجالس الإعلامية ونقابة الصحفيين، الذين يساعدون فى إنجاز العمل الصحفى.
وحيا «المعلم» الكاتب الكبير الراحل سلامة أحمد سلامة وجميل مطر وحسن المستكاوى وكبار الكتاب والإعلاميين، الذين أخذوا على عاتقهم إصدار «الشروق» فى أوائل عام ٢٠٠٩.
واستحضر «المعلم» فوز المفكر الكبير عباس محمود العقاد، حينما كرمته الدولة لفوزه بجائزة الدولة التقديرية، وقال وقتها: «إن الشعوب والأمم والدول حينما تكرم النابغين من أبنائها فهى تكرم نفسها».
وأضاف «المعلم»، إننا نقدر ونحيى الزملاء السبعة من أبناء «الشروق» الذين فازوا بالجوائز، لأن هذا الفوز تحقق فى ظل العديد من التحديات والصعوبات، هم فازوا لأنهم متفوقون ويحبون مهنتهم.
وتطرق «المعلم» إلى العزوف الكبير فى العالم العربى عن الصحافة، لأنها لا تقدم إلى القراء ما يحتاجونه. وبالتالى لا بد أن ندرس لماذا عزفت الأجيال الجديدة عن الصحف، وما الآثار المترتبة على اتجاه الكثيرين إلى الإعلام الرقمى، وضرورة وجود معادلة لكى تغطى الصحافة الرقمية تكلفتها.
تحدث «المعلم» أيضًا عن خطورة التحديات العصرية خصوصًا التزييف العميق والتضليل الإعلامى، والصراع الكبير بين ما هو حقيقى، وما هو مزيف، وكيف يتمكن التزييف العميق من الانتصار فى مرات كثيرة، وأثر كل ذلك على المستقبل.
وأشار «المعلم» إلى التحديات الكبيرة التى تواجه الصحافة فى العالم كله، وفى مصر والعالم العربى بشكل خاص، تحت وطأة التطور التكنولوجى المتسارع الذى يحمل الكثير من الإيجابيات والسلبيات، والمزاحمة المتصاعدة من مواقع التواصل الاجتماعى، ما يحتم على إدارات الصحف السعى لمواكبة العصر وصناعة منتج صحفى ينجح فى تلبية احتياجات القراء.
وطرح «المعلم» للنقاش مدى حاجة الصحافة المصرية لدخول عالم الاشتراكات الرقمية، لتتمكن من بيع منتجها الصحفى للقارئ المتعطش للمعلومة والرأى والتحليل، وهو ما يتطلب بالضرورة رفع كفاءة العمل الصحفى والحرص على تفرده.
حسن المستكاوى وحرمه وأحمد هيكل وإبراهيم المعلم وكرم جبر وعبدالصادق الشوربجى وعماد الدين حسين- تصوير: أحمد عبدالفتاح وسلمى محمد خضر
ورحب عماد الدين حسين، رئيس التحرير، بالضيوف مشيدًا بالأداء المهنى الراقى لصحفيى «الشروق» رغم الظروف الصعبة التى يعملون فى ظلها.
بعدها قال الكاتب الصحفى الكبير كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن حصد «الشروق» العديد من جوائز الصحافة المصرية والعربية خلال السنوات الأخيرة يؤكد ما تتمتع به من مزايا تتمثل فى قدرتها على إنتاج المحتوى الوطنى الأصيل، فهى لا تنحاز إلى أحد إلا لمصلحة القارئ، ما جعل لها مكانًا مميزًا فى المشهد الصحفى المصرى منذ تأسيسها قبل 15 عامًا.
وأضاف «جبر» أن صحافة «الشروق» تتمتع بمعايير منضبطة تمامًا، فهى تدافع عن الدولة المصرية، بكل المهنية والمصداقية، وفى الوقت ذاته تمضى موضوعاتها ومقالاتها فى مساحات من الجرأة والموضوعية، تدعم مصلحة المهنة واحتياجات القارئ.
وتقدم الكاتب الصحفى خالد البلشى، نقيب الصحفيين، بالتهنئة إلى الزملاء فى «الشروق» على الجوائز التى حصلوا عليها، واعتبر أعمالهم الفائزة برهانًا على قدر رفيع من المهنية والجودة، على الرغم من الواقع الصعب الذى تعيشه مهنة الصحافة والصعوبات المتزايدة على مستويات مختلفة نتيجة مناخ المجال العام والتطورات التكنولوجية والظروف الاقتصادية الصعبة.
وأشاد «البلشى» على وجه التحديد بعمل الزميل مجدى إبراهيم، رئيس قسم التصوير بـ«الشروق»، الفائز بجائزة أفضل صورة لعام 2023، وكيف أنه لخص بعدسته ما يصعب إجماله فى عشرات الموضوعات الصحفية عن أبرز الأحداث السياسية العام الماضى.
وأوضح «البلشى» أن الأعمال الفائزة فى جائزة الصحافة المصرية -بشكل عام- عبرت عن قدرة الصحافة الجيدة على تسليط الضوء على مشاكل المواطن وطرح حلول لها، وخلق هامش مهم لحرية التعبير، ما يعطى الأمل فى النهوض بالأوضاع المهنية.
وشدد البلشى على احتياج المجتمع إلى صحافة حرة قادرة على الحركة فى الشارع وإعطاء المواطن ما يريده من معلومة وتحليل ورأى متفاعل، مشيرًا إلى استحالة بقاء صناعة الصحافة على قيد الحياة، وهى غير قادرة على مواكبة احتياجات القراء.
وأكد البلشى أهمية استعادة بيئة تنافسية كاملة فى العمل الصحفى، من شأنها تقديم المحتوى القوى المفيد للمواطن وتحقيق التواصل بينه وبين الحكومة، وأن هذا سينعكس بالإيجاب على مداخيل الصحف وأوضاعها الاقتصادية وأجور الصحفيين، التى كانت فى أفضل أحوالها على الإطلاق عندما كان المشهد الإعلامى يحظى بدرجة تنافسية وحرية عالية، موضحًا أن مجلس نقابة الصحفيين سوف يطرح تلك الموضوعات للمناقشة فى المؤتمر السادس للنقابة المزمع إقامته هذا العام.
عاطف معتمد وعماد الدين حسين وشريف المعلم وإبراهيم المعلم ومحمود محيى الدين ومحمد زهران وأحمد بدير- تصوير: أحمد عبدالفتاح وسلمى محمد خضر
أى مستقبل لعلاقة الصحافة والذكاء الاصطناعى؟
وسيطرت على مناقشات الحضور التساؤلات عن علاقة الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الجديدة بالصحافة والنشر والصناعات الإبداعية الأخرى، لا سيما أن تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى إنتاج المحتوى المعرفى والتحكم فى مواقع التواصل الاجتماعى والمنصات الإعلامية، هى حديث الساعة حول العالم.
تثير تلك التطبيقات قلقًا متصاعدًا إزاء حماية الخصوصية البيانات الشخصية والرسمية، والملكية الفكرية، وتأثيرها السلبى أو الإيجابى على سوق العمل والمداخيل والأجور، ومعدلات البطالة التى قد تنتج عن التوسع فى استخدامها.
وفتح المهندس إبراهيم المعلم ساحة للنقاش المتخصص حول التأثير الاقتصادى والمهنى للذكاء الاصطناعى.
فتحدث الدكتور محمود محيى الدين، المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعنى بتمويل خطة التنمية المستدامة لعام 2030، عن النمو الكبير فى الصحافة الرقمية والضعف البادى على مردود الصحافة الورقية، مدفوعًا بسمات الأجيال الجديدة التى تميل إلى القراءة والكتابة عبر المنصات الإلكترونية، وضرورة تحديث معايير نشر الموضوعات والمقالات، لتصبح أكثر تفاعلية واتساقًا مع سلوك القراءة على الإنترنت.
أضاف «محيى الدين» أن اليوم، وليس المستقبل، هو للمحتوى المتداول عبر الإنترنت، ومع تنامى أهمية الذكاء الاصطناعى فمن الضرورى استخدامه والتفاعل معه بصورة مفيدة تجنى ثمار إيجابياته، وتقلل من آثار سلبياته.
وبحديث عفوى انطلق من استعراض التاريخ إلى نقاش المستقبل، أوضح محيى الدين أن التقدم التكنولوجى دائمًا ما يصيب البشرية بمربكات، ويضع المجتمع أمام اختيار إما أن يكون منغلقًا وفاشلًا أو يسارع لاستخدام التكنولوجيا الجديدة واعتناقها دون تردد.
وشدد على أن السوابق الإنسانية تعلمنا أن محاولات منع استخدام الآلة والتكنولوجيا، خشية الاضطراب الاجتماعى أو تسريح العاملين، لا تمنع أبدًا انتشار التكنولوجيا والآلات، لكن ما كان يحدث دائمًا هو الاستفادة من تلك المستجدات رغمًا عن ما يظهر من «مربكات» وخلق «مسارات» للتعامل معها تفضى إلى بيئة تكنولوجية متكاملة ومفيدة.
محمود محيى الدين ومحمد زهران ومدحت نافع ونيفين مسعد وجميل مطر وبسمة عبدالعزيز ورفيق جريش- تصوير: أحمد عبدالفتاح وسلمى محمد خضر
وفى سياق قريب تحدث الدكتور محمد زهران، أستاذ علوم الحاسبات الفائقة فى جامعة نيويورك، محذرًا من إقبال العالم على «أيام صعبة» بفعل الذكاء الاصطناعى، الذى سيؤدى دون شك إلى الاستغناء عن العديد من الوظائف بوتيرة تختلف من دولة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر، لكنه سيؤدى أيضًا إلى خلق وظائف جديدة بمتطلبات وواجبات مختلفة لما هو قائم ودرجة أعلى من العلم والخبرة التكنولوجية.
وأضاف زهران أن التخوف من تنامى الذكاء الاصطناعى أمر طبيعى، لكن على الإنسان السعى لتحقيق أكبر استفادة علمية ومهنية ممكنة دون ترك المجال للذكاء الاصطناعى ليتحكم هو فى مقدرات البشر، مؤكدًا أهمية أن يستذكر الإنسان دائمًا أن الذكاء الاصطناعى لن يماثل أبدًا الذكاء البشرى، فلكل منهما مواصفات وسمات، والعقل البشرى ينتج المعرفة معجونة بالثقافة والتجربة الشخصية، وليس بمجرد سرد للمعلومات وترتيبها.
وأوضح زهران أنه فى ظل انهيار السياج الافتراضى حول خصوصية البيانات الشخصية، بالذات فى مواقع التواصل الاجتماعى، فإن التحدى الأهم للإنسان حاليًا هو السيطرة على مخاطر الذكاء الاصطناعى، بالتوازى مع تعظيم الاستفادة من إيجابياته والتكامل معها.
أقامت “الشروق” الحفل تكريما للزملاء الفائزين بجوائز الصحافة المصرية التي أعلنتها مؤخرا نقابة الصحفيين للأعمال المنشورة عامي 2022 و2023 وهم: محمد بصل بجائزة أفضل مقال صحفي لعام 2023، ومجدي إبراهيم بجائزة أفضل صورة صحفية لعام 2023، ومحمد عمار بجائزة أفضل إخراج صحفي لعام 2022، ومحمد بصل ومحمد جمعة ومحمد نابليون بجائزة إحسان عبدالقدوس للانفراد الصحفي لعام 2022، ومحمد علاء بجائزة صحافة البيئة لعام 2022، والشيماء أحمد فاروق الفائزة في جائزة نوال عمر عن موضوعات القضية الفلسطينية لعام 2023.