هاني خليفة: ليس هناك وصفة سحرية لتوجيه الممثل
قال المخرج هاني خليفة، إن العلاقة بين المخرج والممثل تحمل في طياتها صراعات داخلية، حيث يرى كل منهما الآخر من منظور مختلف.
وأضاف خليفة خلال “الماستر كلاس” التي عقدت على هامش فعاليات منصة سيني جونة بالقاهرة تحت عنوان “توجيه الممثلين”، بحضور لفيف من الفنانين والمهتمين بتعلم فنون الإخراج من الشباب، أن التمثيل هو أن تعيش بصدق في ظروف متخيلة، وأنه إذا لم يجرب المخرج التمثيل أو دراسة التمثيل، فسيظل الممثل بالنسبة له كائنًا غامضًا.
وأكد أن الإلهام هو جوهر توجيه الممثل، قائلاً: “ليس هناك وصفة سحرية لتوجيه الممثل، بل نحن نفتح أبواب الخيال، فالخيال هو كل شيء. يمكن أن أقول للممثل في لحظة ما أن هذه هي الأدوات التي أستطيع التعامل بها، وأدعوه لتخيل ما سيفعله بالتحديد في الدور الذي سيقوم به”.
وأشار إلى أن الأخطاء في الفنون قد تكون محمودة أحيانًا، بعكس المهن الأخرى، حيث يجب التعامل معها بحكمة وقبولها، وعدم الدخول بأفكار مسبقة. وأضاف أن فهم المخرج لكيفية تفكير الممثل والصعوبات التي يواجها هو أمر ضروري، مشددًا على أهمية تقدير هشاشة الوضع الذي يكون فيه الممثل، وربما القيام بالتمثيل في ورش عمل.
وخلال الجلسة تحدث خليفة عن تأثير سانفورد مايزنر، أحد أكثر مدربي التمثيل تأثيراً في القرن العشرين، وتقنيته الشهيرة “التكرار” التي تهدف إلى تحرير الممثل من مراقبة نفسه. وأكد أن أسوأ شيء في التمثيل هو أن يؤدي الممثل من دماغه.
أوضح خليفة أن هناك صراعًا بين الممثل والمخرج، حيث يأتي كل منهما من عالم مختلف، وهناك نوع من الحسد للفنان. وأكد أن المخرج يجب أن يرى الجوانب الجيدة عند الممثل التي تتناسب مع الدور. وأشار إلى أن المخرج لديه سلطة كبيرة، حيث يختار الأدوار الثانوية ويجد حلولًا لكافة العراقيل، وجزء من وظيفته هو حماية الممثل.
وأكد أن مايزنر أشار إلى أن الممثل يجب ألا يقيم نفسه، وأن يترك ثقته في المخرج، موضحًا أن الثقة بين المخرج والممثل ضرورية لتحقيق أداء ساحر. كما أوضح أن المخرج يجب أن يعطي التوجيه للممثل بصمت، حتى لا يحرجه أمام الآخرين.
ولفت خليفة إلى أنه يجب على المخرج تجنب السلوكيات غير الإنسانية ووسائل الضغط على الممثل، موضحًا أنه يدرك تمامًا هشاشة الممثل. وأكد أن العنف في العمل لا يخرج أداءً أفضل.
وأشار خليفة إلى أن الإخراج أنواع، وأن أجمل شيء في الممثل هو أنه آلة إبداع متفردة، يجب على المخرجين تعلم كيفية التعامل معها. واختتم بقوله: “لا بد أن أحب الممثل فعلاً، فالمغامرة معه عادة ما تأتي بنتائج مبهرة لم نكن نتوقعها”.
وأوضح أيضا اختلاف أساليب التعامل مع الممثلين، حيث يتبع بعض المخرجين طرقًا نفسية أو عدوانية. وأوضح أنه يفضل التحضير للمشهد دون إخبار الممثل بالأداء المطلوب، ليبقى دائمًا في حالة تفكير وإبداع.
وشارك خليفة تجربته مع واحدة من أسوأ البروفات التي مر بها، حيث ظهر على وجهه عدم الرضا مما تسبب في انهيار الممثل الذي امامه. وأكد أن المخرج هو سند الممثل وظهره، ويجب أن يحميه دائمًا.