
الشبشب فوق المير كافا
دكتور السيد مرسى
سجلات التاريخ هي خزينة الذاكرة لمن أراد أن يستعد لقادم الأيام، والتاريخ القديم والمعاصر، شاهداً على جرائم الصهيونية، في فلسطين وفي لبنان وبعض الدول العربية المجاورة والمجازر العديدة التي تم ارتكابها خلال تاريخهم الأسود في حق العرب ولم تكن عفوية أبداً، وآخرها هذه الإبادة الجماعية بقطاع غزة.
بعد أكثر من 8 أشهر من هذا القصف الإسرائيلي المتواصل والاجتياح البري لقطاع غزة ، ابهرت المقاومة العالم بهذا الصمود والتحدى ، من خلال عمليات احترافية من قنص وتدمير ودهس المعدات العسكرية وتفجرها من المسافة صفر، فذلك نتاج 20 سنة من التخطيط للمعركة فاصلة مستمرة ، من تدريب أفراد ، وتخزن قذائف وصواريخ والتي لم تزل تقصف المدن المحتلة ، اضافة الى استراتيجية معارك الأنفاق كخروج مقاتل من حفرة خلف خطوط العدو بسلاح محلي لا تتجاوز تكلفته أقل من 500 دولار ليدمر كلياً أو جزئياً دبابة ميركافا تكلفتها 7ملايين دولار ، و في بسالة منقطعة النظير ، نشاهدها مع المقاتل الأسود الطويل الأنيق الذى يحمل صاروخا بين يديه ليصطاد دبابة ميركافا ، و آخر يلبس (شبشب بنى) يأسر جندي صهيوني مدجج بالسلاح .. وأخر وليس بأخير حافى القدمين ينطلق في وجه جنود مدججين، مرتدياً بنطلون رياضى ويصعد فوق دبابة أو جرافة عسكرية ليلصق بها شحنة ناسفة أو حتى يشعلها بـ«ولاعة» ثمنها 10 قروش ! وكذلك العديد من الكمائن التي يصنعها رجال المقاومة الأشاوس في شمال وجنوب غزة ورفح وآخرها هذه الملحمة في بيت حانون من خلال تخطيط يفوق الخيال ومع هذه البطولات يتفاعل المغردون معهم في ارجاء المعمورة على منصات التواصل الاجتماعى وتحديدا مع الشبشب البنى لرجل المقاومة أثناء عملية آسر والذي أحدث ذعر لدى قوات الاحتلال وسخرية العالم ومبادرة عدد من دول العالم بالاعتراف بدولة فلسطين.
وفى الأخير : يقول مردخاي كيدار، المحاضر في جامعة بار إيلان الإسرائيلية ” إن قوة عناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تكمن في عقيدة وفهم وإيمان أنهم يقاتلون في سبيل الله، لافتا إلى أن معايير الانتصار لدى الحركة و الإسرائيليين مختلفة لذلك فالنصر سيكون حليف الفلسطينيين في غزة ، وأشار كيدار إلى أن المجتمع الإسرائيلي يقارن جنديا بجندي في المعارك، بينما الرواية الحقيقية لدى حماس هي أنه حتى لو بقي مقاتل واحد مقطوع اليد والقدم وتبقى من يده الأخرى أصبعان فقط، سيقف على مسجد مدمر ويرفع إشارة النصر وسينتصر ” قال الله تعالى “أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ”
وإلى اللقاء : دكتور السيد مرسى