أخبار الفن

في ذكرى رحيله الثالثة.. محطات في حياة الشاعر العراقي سعدي اليوسف

تحل اليوم الذكرى الثالثة لرحيل الشاعر العراقي سعدي يوسف أحد كبار الشعراء في العالم العربي خلال العقود الخمس الماضية، وأحد أبرز الأصوات الشعرية في عالم الشعر من حيث التجربة الشعرية وغزارة الإنتاج.

ويعد سعدي يوسف، ومظفر النواب الجيل الذي تلا جيل الرواد ممن عرفوا بالشعر الحر أو التفعيلة، الذي أطلق على رواد تحديث القصيدة العربية، من أمثال نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي.

ولد عام 1934، في بلدة “أبي الخصيب” بالبصرة في جنوب العراق، أكمل دراسته الثانوية في البصرة.

وحصل على إجازة في آداب اللغة العربية، وعمل في التدريس والصحافة الثقافية، “وتنقّل بين بلدان شتّى، عربية وغربية، شهد حروباً، وحروباً أهلية”.

وتعرض سعدي يوسف، مثل كثير من الكتاب والشعراء العراقيين للسجن بسبب مواقفه السياسية، واضطر إلى الهجرة من بلده ليعيش في المنافي والغربة.

وفي أعقاب الانقلاب الذي قاده حزب البعث في الثامن في فبراير 1963 ألقي القبض على سعدي يوسف، لكن أطلق سراحه قبل ليلة واحدة من انقلاب الناصريين عليهم أواخر العام نفسه.

وذهب إلى طهران ودمشق ثم إلى الجزائر، حيث أقام لسنوات قبل أن يعود الى وطنه بعد انقلاب البعث الثاني في يوليو 1968.

لكن لم تطل إقامته هذه المرة، إذ كان الوضع يتدهور وكانت هناك حملة قمع واسعة ضد الشيوعيين، وضد كل من يشتبه في معارضتهم للنظام وإن كانوا بعثيين.

وتنقّل سعدي بين مدن كثيرة مثل بلغراد، نيقوسيا، باريس، بيروت، دمشق، وعدن والجزائر والرباط؛ ليستقر أخيراً في لندن، ويحصل على الجن سية.

غزارة إنتاج سعدي يوسف فريدة ولافتة، فقد بلغ عدد دواوينه الشعرية التي نشرها حتى الآن 43 ديواناً على مدار ما يقارب سبعة عقود من الزمن، كان أولها “القرصان” عام 1952، وآخرها “في البراري حيث البرق” عام 2010 مروراً بـ “الأخضر بن يوسف ومشاغله” و “الشيوعيّ الأخير يدخل الجنّة”.

وترجم عشرات القصائد لأشعار كبار الشعراء العالميين، أمثال والت ويتمان ولوركا وكافافي، ويانيس، ريتسوس.

كما ترجم نحو 12 رواية لكبار الروائيين الأجانب مثل النيجيري وولي سوينكا، والإنجليزي جورج أورويل، والياباني كينزابورو أوي.

وألف رواية تحت عنوان “مثلث الدائرة”، ومسرحية “عندنا في الأعالي”، ومجموعة قصصية قصيرة بعنوان “نافذة في المنزل المغربي”، إضافة الى عدد من اليوميات والنصوص السياسية والأدبية مثل “يوميات الأذى”، و”يوميات ما بعد الأذى”، وسية البريطانية.

ونال جائزة سلطان العويس التي سحبت منه لاحقا لأسباب سياسية، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة (كافافي) من الجمعية الهلّينية.

وفي العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ، ويقيم الشاعر منذ عام 1999 في بريطانيا.

وتوفي عام 2021 في العاصمة البريطانية عن عمر يناهز الـ87 عاما، وبعد معاناة مع مرض سرطان الرئة في سنواته الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *