آراء وتحليلات

وَيْلٌ للعرَبِ مِنْ شَرٍّ قدِ أٌقترَبَ

دكتور / السيد مرسى

جاء عن أُمِّ المؤمنينَ زَيْنَبَ بنتِ جَحْشٍ – أنَّ النَّبَّي صَّلى اللهُ عليه وسلَّم دَخَلَ عليْها فزِعًا يقولُ: «لا إِله إلَّا اللهُ، وَيْلٌ للعرَبِ مِنْ شَرٍّ قدِ أٌقترَبَ، فُتِحَ اليومُ من رَدْمِ يَأجُوجَ ومَأجُوجَ مثلُ هذه»، وحلَّق بأصبعيه الإبهامِ والَّتي تلِيها، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَنَهلَكُ وفينا الصَّالحُون؟ قَالَ: «نَعَمْ إذَا كَثُرَ الخَبَثُ» متَّفقٌ عليه.
هذا الحديث ورد منذ قرون طوال، وفيه تحذير للعرب من فوضى تكتسح أرضهم وترخص دماءهم – وفى ذلك يقول المؤرخ والكاتب الأمريكي ديورانت ويل: ” أعتقد وبقوة أن إهمال المسلمين أنفسهم لتراثهم وتاريخهم كان السبب الرئيسي الأول لذلك الضياع”. علينا جميعا أن نعي الواقع الجديد جيدا، من يحكم ومن يسود، من هو السيد ومن العبد، الواقع يقول أن أغلب اللاجئين في العالم هم مسلمون، ويقول أيضا أن الفقر والجهل ينتشر بين المسلمين، ويقول أن أكثر الحروب دموية حاليا تقع في بلاد المسلمين”
وهنا نتساءل ما أسباب التشتت والشرذمة ؟ والاجابة : حب السلطة والمال، و المذاهب،…الخ والحل الناجع لذلك الوحدة ، فهي الحل الحقيقي والواقعي الذي من خلاله سوف يتم لم الشمل ، وللأسف كان همنا الأكبر البحث حول الأمور التي تشتتنا ، وتجاهلنا تماما لكل ما يجمعنا، وساعد على ذلك غياب موجهين لا يخافون في الله لومة لائم ، والغرب لا يريد ولا يتمنى النهوض لأمتنا مرة أخرى، ولا يتخيل أن يعود الزمن مرة أخرى بكلا من سليمان القانوني، أو سليم الأول أو حتى طارق بن زياد و صلاح الدين الأيوبي، ولا يتخيل أيضا بروز قائد من هذه الأمة يحاول لم شملها ويكسر شوكتهم كما فعل الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي والأمير عبد القادر الجزائري ويوسف بن تاشفين وعبد الرحمان ناصر، هؤلاء كانوا بحق من رموز الأمة الذين لا نسمع لهم خبرا لا على الشاشات الفضائية ولا في مواقع التواصل
وفى هذه الأيام نشاهد عبر الأقمار الصناعية الحجيج على عرفات ويقدمون الأضاحي، و غزة الأبية تضحي بالأرواح الزكية و السودان الجريح تدك المباني بقاطنيها بالمدافع ولا تعرف حرمة يوم الركن الأعظم وهذا القصف والتدمير مستمر في كل مكان منذ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (المشهور بحميدتي) المدعوم من دولة الامارات
وإذا كانت المقاومة الباسلة في غزة وهى في شهرها الثامن تصنع المعجزات ، فإن أهلنا فى السودانيين، والتي تختلف أخلاقهم وطباعهم عن بقية شعوب العالم من حيث الطيبة والتواضع الجم ويتعامل بسجيته الطيبة وحسن النية والصدق والأمانة والشرف وعزة النفس مع كل من يقابله ويعاشره من شعوب العالم وهم الان يمرون بأوقات عصيبة يتم تدمير المباني السكنية والحكومية والمستشفيات ودور العبادة والمدارس والجامعات ويقولون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن العالم بات يغمض عينيه عن المأساة الحاصلة في بلادهم ، من مجاعة ، ومذابح “التطهير العرقي” في دارفور من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، والتي أجبرت ما يقرب من 700 ألف شخص على الفرار من الحرب الدائرة في البلاد، إلى الدول المجاورة مثل تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا ومصر.
وأخيرا: نتوجه بالدعاء للمولى عز وجل ان تستفيق الأمة العربية من هذه الفوضى التي صنعها لها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ، والتي فيها يتم تفكيكها وانهيارها تلبيه لمخططات صهيونية بحته، من خلال فقدان للبوصلة والدور والوزن العربى على المستوى المحلى والعالمي، فتلك رغبة الصهيونية العالمية منذ نشأتها، لصالح الأمن القومي الإسرائيلي؟!
وإلى اللقاء : دكتور / السيد مرسى

مقالات ذات صلة