فى ليلة تبادلت فيها البكاء مع جمهورها.. سيلين ديون: عدت إلى الحياة من جديد
سيلين ديون هى سيدة الغناء الغربى الأولى خلال الثلاثة عقود الأخيرة، وبالتحديد منذ أن طلت بصوتها عبر أغنية فيلم تيتانيك، نعم قبلها كانت معروفة، لكن هذا العمل ورومانسيته التى بنيت على مأساة حقيقية جعلها تقترب أكثر من عشاق الغناء، صوت سيلين يجمع بين أمرين كلاهما مهم لصوت المغنى، الأول هو قوة الصوت، والشىء الثانى هو الإحساس، الذى يقرب صوتها من القلب، وهى تعتبر منذ ظهورها الأول صوت العاشقين، لأنها تختار كلمات ومفردت شديدة الرومانسية، وتصاحبها موسيقى تترجم تلك المشاعر.
سيلين صاحبة الـ56 عامًا التى ودعت جمهورها قبل عام، عندما ألغت جولتها 2024 فى بيان اعتذار، قالت فيه: «آسفة جدًا لإحباط آمالكم جميعًا مرة أخرى، أبذل قصارى جهدى لاستعادة قوتى».
وأضافت: «ليس من العدل الاستمرار بتأجيل العروض، وهو الأمر الذى يحزن قلبى، لكن من الأفضل أن نلغى كل شىء الآن، حتى أكون جاهزة حقًا للعودة إلى المسرح مجددًا».
عادت منذ أيام قليلة حيث كان الظهور الأول لها على خشبة المسرح منذ فترة، بسبب المرض، للمشاركة فى إطلاق سلسلة عروض الفيلم الذى يتناول حياتها، ولذلك لم تتمالك نفسها بمجرد أن شاهدت الجمهور ودخلت فى نوبة بكاء، بسبب الفرحة للقاء الجمهور، بعد المرض الذى ألم بها قبل عامين، وجعلها تبتعد عن الأضواء والغناء، منذ ديسمبر 2022، حيث كشفت عن تشخيص إصابتها بمتلازمة «الشخص المتيبس»، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التى لا علاج لها. وجاء ظهور المغنية العالمية سيلين ديون، فى إحدى القاعات بـ«مانهاتن»، خلال العرض الخاص للفيلم الوثائقى الجديد الذى يركز على حياتها، I Am:Céline Dion، والذى سيعرض لأول مرة على منصة أمازون برايم فى 25 يونيو الجارى، بمثابة رسالة اطمئنان لجمهورها.
قدمت ديون الفيلم وشكرت جميع المشاركين فى العمل، بما فى ذلك أطفالها، حيث اعتلت ديون المسرح وتحدثت عن الفيلم الوثائقى، وقوبلت على الفور بعاصفة من التصفيق.
فى بداية حديثها شكرت طبيبتها الدكتورة أماندا بيكيه، ومخرجة الأفلام الوثائقية إيرين تايلور برودسكى، مؤكدة لجمهورها أن هذا هو أكبر حشد كانت أمامه منذ سنوات
وصرحت ديون، قائلة: «لم أكن لأكون هنا لولا الحب والدعم اليومى من أولادى»، رينيه تشارلز، 23 عامًا، والتوأم نيلسون وإيدى، 13 عامًا، من زوجها الراحل رينيه أنجيليل.
وتابعت «ديون»، قائلة: «شكرًا لك، رينيه تشارلز.. شكرًا لك، نيلسون. شكرًا لك إدى».
وأكدت «ديون»، قائلة: «وبفضلكم يا جماهيرى، كان وجودكم فى رحلتى هدية لا توصف، إن حبكم ودعمكم الذى لا ينتهى هو السبب فى مواجهتى لكل الآلام والمشاكل التى عشتها، هذا الحب أوصلنى إلى هذه اللحظة، وإحدى القصص التى ستسمعونها منى فى هذا الفيلم عندما كنت أقرأ وأتعرف على حالتى، وقارنت نفسى، وأنا لا أقول هذا لأننا فى نيويورك، لكننى قارنت نفسى بالتفاحة».
قائلة: «إنها لطالما شعرت بأن عليها إنتاج فاكهة لامعة لمحبيها الذين كانوا على استعداد لدفع مبالغ كبيرة والانتظار فى طوابير طويلة لحضور حفلاتها».
وأظهرت «ديون» تأثرًا وأجهشت بالبكاء عندما تطرقت إلى تعليق من أحد محبيها قال لها فى رسالة: «نحن لسنا هنا من أجل التفاح، نحن هنا من أجل الشجرة».
وقالت وسط تصفيق حار: «هذا الفيلم هو رسالة حبى لكل واحد منكم»، مضيفة: «آمل أن أراكم جميعًا مجددًا فى وقت قريب جدًا».
وقالت «ديون»، وهى تمسح دموعها: «لا أستطيع أن أصدق كم أنا محظوظة لوجود أصدقائى فى حياتى».
وواصلت كلامها: «أشكركم جميعًا من أعماق قلبى على كونكم جزءًا من رحلتى، وقالت: على الرغم من الصعوبات الصحية التى تعرضت لها والتى اعتبرها مجرد جزء صغير من حياتى، اليوم عدت إلى الحياة من جديد.
وقالت ديون: «عندما تفرض الحياة عليك أمرًا ما، تكون أمام خيارين: إما التعامل معه أو عدم الرغبة فى مواجهته».
ووصفت قرارها بالتحدث عن مرضها وحالتها فى الفيلم الوثائقى بأنه أعظم هدية وأكبر مسئولية، مبديةً أملها فى أن تكون ملهمة لمَن يعانون من عقبات مماثلة.
وأضافت: «لولاكم كان من الصعب أن أكون هنا أشعر أن هناك دعمًا وحبًا، من كثيرين حولى، وفى مقدمتهم جمهورى حول العالم. وآمل أن يوفّر هذا الفيلم الوثائقى مساعدة، لأنه ساعدنى كثيرًا».
وقالت مخرجة الفيلم إيرين تايلور، إن مطلب ديون الوحيد قبل تصوير العمل هو أن تكون قادرة على رواية قصتها بأسلوبها الخاص.
وأشارت إلى الخطوط العريضة للفيلم الوثائقى لا تتعلق بمرض ديون بقدر ما تتعلق بحبها لعائلتها وأصدقائها وموسيقاها. ويتضح أنها تتألم بسبب خسارة صوتها الذى كانت تتمتع به من قبل، لكن فرحتها فى الحياة وروح الدعابة المستمرة لديها تبرزان فى الفيلم.
كما يعرض الفيلم لقطات أرشيفية للمغنية، بالإضافة إلى مشاهد داخل منزلها مع أولادها وكلابها. كما يوثّق الفيلم أيضًا شدة ألم ديون ضمن مشاهد قليلة، بينها مشهد طويل يظهر تفاصيل مؤلمة، وهى تعانى من نوبة صرع، مما يجعلها ليست فقط عاجزة عن الحركة بل غير قادرة على التحدث أيضًا. وجعلت هذه الحادثة المدمرة بعض المشاهدين يبكون عاليًا.
وكانت ديون قد ظهرت، فى وقت سابق من هذا العام، بشكل مفاجئ خلال حفلة توزيع جوائز «جرامى»، حيث قدمت جائزة ألبوم العام لتايلور سويفت.
محطات فى حياتها
سيلين ديون مواليد 30 مارس 1968، فى كوبيك ــ كندا هى مغنية بوب كندية حائزة على جائزة جرامى وجائزة جونو.
تزوجت مرة واحده من مدير أعمالها الملياردير الكندى سورى الأصل رينيه انجيليل منذ عام 1994 حتى رحيله قبل 3 سنوات، وأنجبت منه ثلاثة أولاد.
بدأت الغناء عام 1980 فى فرنسا، واشتهرت عالميًا عام 1990.
أصدرت أول ألبوم لها فى عام 1981 باللغة الفرنسية، وهو La Voix du Bon، وبعد عام شاركت فى مسابقة موسيقية فى طوكيو، اليابان وحصلت على الجائزة الأولى.
فى عام 1987 أنتجت ألبومًا آخر باسم «Incognito»، والذى حقق نجاحًا كبيرًا. فى عام 1988، بعد أن عاشت فى سويسرا لفترة، شاركت فى مسابقة يوروفيجن للأغانى (Eurovision Song Contest) التى أقيمت هناك، واستطاعت الفوز فيها ممثلة لسويسرا.
أطلقت أول ألبوم باللغة الإنجليزية لها فى عام 1990، وهو «Unison» الذى أكسبها شهرة عالمية.
بعد عودتها إلى أمريكا الشمالية، عملت فى الولايات المتحدة الأمريكية، وقامت بعدة أعمال موسيقية، منها أغنية لفيلم ديزنى الجميلة والوحش. ومما زاد من شهرتها عالميًا أغنية «My Heart Will Go On» التى سجلتها لفيلم تيتانيك فى عام 1997.