حوار| رانيا فريد شوقى: «مش روميو وجوليت» تحدى.. وكيمياء خاصة تجمعنى بعلى الحجار
• نعتمد فى الدعاية للعرض على جهودنا الذاتية.. وأحلم بتقديم «شجرة الدر»
• العرض أعادنى إلى مسرح الدولة بعد ٢٥ عاما من الغياب
تعود الفنانة رانيا فريد شوقى إلى خشبة المسرح بعد غياب أربع سنوات، بالعرض المسرحى الجديد «مش روميو وجوليت»، والتى تشارك الفنان على الحجار بطولته، ومن تأليف إوخراج عصام السيد ويشاركه الكتابة محمد السورى.
«الشروق» التقت الفنانة رانيا فريد شوقى لتحدثنا عن تجربة العرض وما الذى جذبها للمشاركة فيه؟ وماذا يمثل لها المسرح؟ وكيف كان المسرح فى حياة والدها الفنان فريد شوقى، وكيف ترى تكريمات المهرجان القومى للمسرح المصرى؟
تقول رانيا فريد شوقى: فكرة مسرحية «مش روميو وجوليت» تجذب أى ممثل، فالعرض يتحدث عن التسامح والإنسانيات والحب، دون أن يكون قاصرًا على رجل وامرأة، بل هو حب شامل، وتحديت نفسى فى هذا العرض، لأننى أُغنّى فيه، فهو عرض موسيقى بحوار مطرب كبير، والحوار العادى فيه لا يتعدى الـ20%، ودائمًا ما أحب أن أتحدى نفسى، أبحث عن الجديد والمختلف، خاصة أن هذا اللون من المسرح لم يُقدّم تقريبًا من قبل وأرغب أن اذهب إلى المنطقة التى تجعل المشاهد يترقب ما سأقدمه، فكان العرض تحديًّا مضاعفًا.
– ألم تتخوفى من خوض «مش روميو وجوليت» والتى بها بعض الخيوط الدرامية الشائكة مثل ملف التعليم والصداقة بين الرجل والمرأة؟
الفن يجب أن يطرح المشكلة وليس شرطًا أن يوجد الحل، ربما يجعل المشاهد هو من يبحث عنه، أو يجعل المسئولين يلتفتوا إلى المشكلة، وهذا دور الفن أن يفتح الملفات ويطرحها، وسعدت أننا طرحنا فكرة الصداقة والأخوة بين المسلمين والمسيحيين، من خلال العلاقة التى تجمع ما بين مدرس ومدرسة، والتى نلعب شخصياتهم أنا والفنان على الحجار، وهذا الطرح تأكيد على الوحدة، مصر طوال عمرها يعيش فيها المسلمون والمسيحيون كأسرة واحدة، ربما يأتى فى بعض الفترات بعض الناس الذين يحاولون أن يصنعوا فتنة طائفية لكنهم يفشلون.
– حدثينا عن العودة للمسرح ومن خلال المسرح القومى وبعد غياب 4 سنوات منذ «الملك لير» والتى قدمتيها فى القطاع الخاص؟
جودة النص هى ما تجعلك تقبلين العمل، الفكرة ليست قطاعًا خاصًا وعامًا بقدر ما الرسالة التى ستقدمينها من خلال العمل، و4 سنوات ليست فترة زمنية كبيرة خاصة مع ندرة الأعمال الجيدة، «الملك لير» قدمتها فى القطاع الخاص على مسرح الماركيه مع دكتور يحيى الفخرانى وهبة مجدى وريهام عبدالغفور والفنان الراحل فاروق الفيشاوى، وبدأت من 2019 واستمرت حتى 2020، داخل مصر وخارجها، وكنت أبحث بعدها عن عمل مختلف ويضيف لى، وبمجرد أن عرض علىّ المخرج عصام السيد «مش روميو وجوليت» وافقت فورًا.
– ما سبب تغيبك عن مسرح القطاع العام ما يقرب من ربع قرن؟
آخر مسرحيات قدمتها فى القطاع العام «مولد سيدى المرعب» و«سعدة ومرعى» على مسرح الغد، على ما أذكر عام 1999، أى من 25 عامًا، لكن أكاد أن أجزم بأن القطاع العام قديمًا كان أفضل بكثير من الآن، لأن كان هناك اهتمام أكثر بالعروض، كانت كل مسارح الدولة «منورة»، جاءت على مصر فترة كورونا وما قبلها وبعدها، غياب الجمهور عن المسرح، ربما هذا العام هناك العديد من العروض الجديدة على مسارح الدولة، ونجد انتعاشة مسرحية حقيقية، لكن قديمًا لم يكن لدينا هذه البيروقراطية القاتلة، فعلى سبيل المثال، وزارة المالية قامت بإلغاء ميزانية الدعاية من عامين؟! الأمر أصبح كوميديا سوداء، نحن نعتمد فى الدعاية على اجهاداتنا الشخصية، لأول مرة اشعر بأهمية السوشيال ميديا، أن نُعلن العرض من خلال حساباتنا الشخصية وصفحاتنا، وكل البروموهات التى قدمناها قبل العرض، معتمدة على شطارة عصام السيد، وتم تصويرها بالموبايل، وما زلنا نحتاج إلى مجهود أكبر، وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات فإن العرض بفضل الله تقريبًا «كامل العدد» منذ أن تم افتتاحه فى عيد الأضحى المبارك، لكن مسرح الدولة يحتاج إلى الكثير من الجهد ليعود إلى ما كان عليه.
– «مش روميو وجوليت» اللقاء الثانى لك مع الفنان على الحجار على خشبة المسرح.. حدثينا عن ذلك؟
التقيت من قبل الفنان على الحجار فى مسرحية «اللهم اجعله خير» تأليف لينين الرملى وإخراج محسن حلمى، وكانت بها كوكبة من الممثلين الكبار مثل أشرف عبدالغفور وعبدالرحمن أبوزهرة ولطفى لبيب، وأحمد رزق، وهذا العرض كان من بداياته، والرواية نجحت جماهيريًّا، وقدمناها لمدة 3 سنوات فى المواسم المسرحية على المسرح الكوميدى، الفنان على الحجار لم يختلف تمامًا، نفس الأخلاق والبساطة والتواضع والمحبة للجميع والهدوء، والكيمياء التى بيننا نابعة من عشقنا للمسرح.
– كيف كانت كواليس العرض؟
اعتقد أن الحب وروح الألفة بين فريق العمل تظهر للناس على المسرح، ورسالة العرض والتى قدمناها من خلال أغنية تقول: «بص للعالم بقلبك تلقى كل الدنيا جنبك فيها حب»، هى مُفعّلة بداية من الكواليس.
– ماذا يمثل المسرح لرانيا فريد شوقى خاصة خشبة القومى؟
العشق.. لو بيدى لكنت مثلت مسرح فقط، لكن أين الورق الجيد وفريق العمل الذى يجعلك تقفى على خشبة معشوقك، فكرة أن تظهر رواية مسرحية للنور تحتاج إلى مجهود ضخم، بداية من الورق والتدريبات إلى آخره، لكن المشكلة فى الصعوبات التى يواجهها حتى يخرج عملًا للنور، وللأسف القطاع الخاص لم يعد كما كان سابقًا.
فى المسرح أشعر بأننى فى ملعبى، خاصة أننى خريجة المعهد العالى للفنون المسرحية، وتقريبًا أكثر واحدة من بنات جيلى عملت فى المسرح، أعتقد أن هذه الرواية هى الرواية الـ19، ما بين مسرح القطاع العام والخاص.
قدمت «مولد سيدى المرعب» و«حلاق بغداد» على مسرح السلام وكان لغة عربية مُخففة، و«سُعدة ومرعى».
كما أن المسرح القومى له «هيبة» وقدمت من قبل عليه «غراميات عطوة أبومطوة» مع الفنان الدكتور يحيى الفخرانى، وكذلك رواية «لعب عيال» مع منى زكى وخالد النبوى، وكانت ماتينيه.
– ما الشخصية التى تحلمين بتقديمها على خشبة المسرح؟
«شجرة الدر» وأتمنى أن أقدمها على خشبة المسرح، وبالفعل قبل هذه المسرحية، جاءنى نص مكتوب لتقديم هذه الشخصية وبحرفية شديدة، لكن هناك جدولًا زمنيًا، ولم نستطع تقديمه فى الفترة الحالية.
– وما الذى تعلمتيه من فريد شوقى فى المسرح؟
الالتزام وكيفية اختيار النص الجيد، المسرح مُرعب لكنه ممتع، مفعوله سريع ومواجهة مباشرة مع الجمهور.
– ما المسرحية المفضلة لرانيا من أرشيف فريد شوقى المسرحى؟
هناك الكثير.. لكن على سبيل المثال «الدلوعة»، لكن «الحرامية» العرض المفضل لى، وللأسف لم يتم تصويره بشكل جيد.
– ما سبب غيابك عن السينما؟
بدايتى كانت سينما، وقدمت تقريبًا 9 أفلام، لكن الحظ لم يحالفنى فى السينما، إلى جانب أن لدينا مشكلة فى الإنتاج السينمائى، وقلة عدد الأفلام التى تُنتج سنويًّا بعكس ما كان يحدث قديمًا.