مؤلف ففرقة العمال المصرية: أمضيت 7 سنوات في توثيق مشاركة نصف مليون مصري في الحرب العالمية الأولى
تحدث الكاتب الأمريكي كايل آندرسون، مؤلف كتاب «فرقة العمال المصرية» الصادر عن المركز القومي للترجمة، ومترجم الكتاب الدكتور شكري مجاهد، عن تفاصيل مشاركة مئات الآلاف من المصريين في الحرب العالمية الأولى ضمن «فرقة العمالة» التي كانت تشكلها بريطانيا من مستعمراتها؛ لخدمة المجهود الحربي البريطاني في مختلف المواقع، بدءًا من حفر الخنادق وإقامة خطوط السكك الحديدية.
وقال آندرسون خلال برنامج «معكم منى الشاذلي» على قناة «ON E» مساء الجمعة، عن أنه أمضى 7 سنوات في كتابة الكتاب، منها 3 سنوات في جمع المعلومات والبحث، مشيرا إلى أن الكتاب كان في الأساس رسالة الدكتوراة الخاصة به.
من جانبه، قال الدكتور شكري مجاهد، إن جده كان أحد أفراد «فرقة العمالة المصرية» التي شاركت في الحرب العالمية الأولى، معربا عن دهشته إزاء التعرف على تفاصيل مشاركة جده في الحرب من خلال كاتب أجنبي.
وتابع: «المفارقة أن شخصا أمريكيا هو الذي أطلعني على شيء كنت أعيش فيه، وعائلتي لا تعرف له اسمًا!».
وأوضح أن جده كان يحجم عن الحديث عما جرى له في الحرب، قائلا إن ما كان يحكيه أنه كان تحت قيادة فرقة ضباط إنكليز في مارسيليا، ولا يتكلم وكأنه لا يريد الحديث عنها.
وأشار إلى أن جده أصيب برصاصة في كتفه ظلت في جسده حتى وفاته، كما أصيب في إحدى عينيه وفقد بصره بسببها، لافتا إلى وفاة جده عام 1976 بسبب إصابته، متابعا: «كانت الحقيقة الوحيدة الثابتة هي أنه سافر إلى مارسيليا وتركيا واليونان بعد 15 عامًا عشتها معه، فلم ندرس في التاريخ عن فرقة العمالة المصرية ولا عن مشاركة نصف مليون مصري في تلك الحرب!».
ونوه بأن اختيار البريطانيين للمصريين للانضمام إلى «فرق العمالة» لم يكن عشوائيا؛ بل كانوا يختارون الشباب الأقوياء بدنيا، دون اكتراث لظروف أسرهم، مضيفا أنهم كانوا يجرون فحوصات طبية لاختيار الأشداء الأصحاء فقط.
وأوضح أن البريطانيين كانوا يجبرون العمال على العمل حفاة الأقدام تحت حرارة الشمس في رمال سيناء وليبيا وفلسطين الحارقة وبرودة طقس مارسيليا واليونان؛ لتوفير نفقات الحرب.