قال الناقد خالد محمود، إن مسلسل «الاختيار» يمثل علامة فارقة في تاريخ الدراما المصرية فيما قبله وما بعده بدراما الوعي الوطني، مشيرا إلى أن قيمة العمل ليس فقط من خلال تقديم ملحمة البرث، وسيرة الشهيد البطل أحمد منسي، ولكنه تعامله بإنسانية وتقديم الإنسان والبطل وتوثيق المعركة الحقيقية، عن طريق المشاهد التمثيلية، والتي أكدتها مشاهد حقيقية من الموقعة.
وتسائل «محمود»، في مداخلة تليفونية ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، والذي يذاع على القناة الأولى، في الذكرى السابعة لملحمة البرث، واستشهاد البطل أحمد منسي، لماذا لا تقدم بطولاتنا المصرية الكثيرة والكبيرة في أعمال درامية وسينمائية عدة؟، مؤكدا أن الفن هو المؤرخ الأكبر للأجيال الجديدة حاليا، متابعا:«فنحن نرى بطولات أمريكية صغيرة يحدث حوليها هالة وضجة كبيرة، بفضل السينما والدراما، فنحن نمتلك بطولات حقيقية كثيرة التاريخ لن ينساها أبدا».
وأشار الناقد خالد محمود، إلى أن مسلسل «الاختيار» ساهم في فتح المجال أمام عودة دراما الوعي الوطني والبطولات العسكرية والأفلام الحربية، موضحا أن جميع العاملين بالمسلسل قاموا بأداء رسالة عظيمة جدا، بإيصال قيمة البطل للمشاهد والتضحيات الكبيرة التي حدثت على أرض الواقع.
وأشار إلى أن المسلسل ترك تأثير كبير جدا، ورفع من درجة الوعي بشكل غير مباشر عند الشعب المصري والعربي، من خلال المشاهد التي اختلتط بها الدموع عن الشهداء، والمشاهد التي أظهرت الإرادة الكبيرة لأبطال الملحمة، وتمسكهم بأرضهم وبلدهم وبمكانهم لأخر نفس فيهم، ووصل هذا للجمهور من سن 12 إلى 20، مدى التمسك بالأرض والوطن، والكفاح ضد عدو ظاهرا أو خفيا، وإيصال الصورة بأن هناك أبطال يدافعون عن مصر على الحدود وفي أماكن كثيرة خارجه، ويجب أن تكون هذه البطولة مشتركة بوعي الجمهور بقيمة الدور الكبير الذي تقوم به القوات المسلحة في تأمين الوطن، وأن يصبح المشاهد بطلا في مجتمعه ومجاله، ويدافع عن كل قيم الوطن.
ودعا الناقد خالد محمود، إلى تقديم فيلم أو اثنين بتقنيات العصر الحديث عن هذه العملية، وأعتقد أنها لو جسدت بفيلم سينمائي بمواصفات عالمية، ستكون ذكرى خالدة تعرض في وقتها كل عام، والبطولات التي قدمت في ملحمة البرث لابد أن تعيش مع أجيال وأجيال، والسينما هي العامل المساعد لهذا الأمر، مؤكدا إن الجمهور يرتبط بالأفلام الحربية، وتنمي لديه الولاء للوطن.
