آراء وتحليلات

وزارة الأخلاق الحميدة

دكتور / السيد مرسى

الوِزَارَةُ هي عبارة عن الذراع الحكومي المسؤول والمختص بتسيير إحدى القطاعات وإدارتها بشكل يتماشى مع سياسات الحكومة وتقع هذه الوزارة تحت إدارة شخص يسمى وزير وهو المنصب الأعلى في الوزارة، ونظرا لهذا الدور المحوري والمجتمعي للوزارات الناجحة استحدثت دول عديدة مناصب وزارية غير تقليدية مثل وزارة مكافحة الشعور بالوحدة فى أبريل 2018 في بريطانيا، ووزارة السعادة بدولة الامارات ، ومؤخرا اعلن رئيس مجلس وزرائها بإنشاء وزارة اللامستحيل، وهى وزارة غير تقليدية، بدون وزير، طاقمها أعضاء مجلس الوزراء ، وهذه الوزارة الجديدة تعمل على ملفات وطنية مهمة وبناء أنظمة حكومية جديدة للمستقبل وبناء منصة إلكترونية لتسهيل مشتريات الحكومة واختصار وقتها من 60 يوما إلى 6دقائق… وإنشاء أنظمة تخصصية لاكتشاف المواهب في كل طفل في دولة الإمارات ، ثم أضاف أن المستحيل ليس في قاموسنا…وليس جزءا من تفكيرنا … ولن يكون جزءا من مستقبلنا ، ونحن أيضا في مصر نقول بأننا في حاجة ماسة وشديدة جدا جدا الى وزارة الاخلاق الحميدة ، لنشر مبادئ الاحترام والأدب والذوق العام .
حيث أن انفلات الأخلاق وصل في كل مكان سواء بالشارع والعمل والمدرسة والجامعة وكذا الموصلات العامة والخاصة في القيادة المتهورة ووسائل الإعلام والافلام والمسلسلات الهابطة التي تدعوا الى فساد الذوق العام وقد اصبح البلطجي هو القدوة ، ورجل الدين والمعلم عرضة للمهزلة وموضوعا مثيرا للسخرية ، الأمر الذى يستدعي وقف هذا السيل الجارف من التدني في الاخلاق ، والتوعية بحسن الخلق ونشر مبادئ الاحترام الواردة بالدين الاسلامى والمسيحي ، والتوقف عن نغمة العنف والتحرش الجنسي والتنمر والتخريب والحرق الذى طال المكاتب والوثائق والمتحف ومصالح حكومية وما تم من نهب وسرقة أموال عامة للدولة ، واذا اخطأ حكم في مباراة يقوم الجمهور المغيب عن الوعى والإدراك ، بتكسير الكراسي وتحطيم مصابيح الانارة
وهنا يقول د. حسن الخولي استاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة علينا الاعتراف بوجود انفلات أخلاقي أدي الي انهيار الذوق العام لأننا افتقدنا جزءاً كبيراً من عاداتنا وتقاليدنا بسبب انتشار المواد اللا اخلاقية على برامج السوشيال ميديا وبسبب الدراما والأفلام غير الهادفة والتي لا تحافظ علي قيمنا الأخلاقية وتسببت في ظهور بعض الأفراد بهذه الصورة السيئة فلابد أن نقوم بإعادة التوازن للمجتمع مرة اخري من خلال مسئولي الدولة. وندعو الي إنشاء وزارة للأخلاق تكون رقيبة علي كل ما يقدم للجمهور العام وضرورة أن تقام ندوات ومؤتمرات توعوية عكس ما يقدم من خلال المواد غير الهادفة والتي تشجع علي الانحراف المجتمعي وان تخضع هذه الوزارة الي وزارة الشباب مؤقتا حتي تجد صدي مناسباً لها وأن يتقبلها الناس بصورة طبيعية.

مقالات ذات صلة