آراء وتحليلات

جدل بيزنطي بالجبلاية

دكتور / السيد مرسى

عند إعلان الجمهورية الجديدة علق بأذهان وأبصار المصريين ذلك المفهوم الذى ظهر على الشاشات التليفزيونية من خلال اللوجو، ودون الغوص في مفاهيم هذا المصطلح الذى ترجع جذوره الى حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، بمعرفة مفكري وسياسي فرنسا، خلال مرحلة من عمر الثورة الفرنسية التي اندلعت في 1789 واستمرت حتى 1799. وكانت من عادتهم اطلاق المصطلحات والاسماء والعبارات بين الحين والآخر لأجل الحفاظ على حيويتها وتوهجها وتأثر العديد من دول العالم – ونحن معهم وتم اطلاق هذا المصطلح في مصر أثناء الندوة التثقيفية التي نظمتها القوات المسلحة في ذكرى يوم الشهيد، في التاسع من مارس 2021 ، بمناسبة إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة ، لم يكن متعلقًا فقط بتطوير المباني والجدران، وإنما يتعلق أيضا بتنمية البشر والإنسان والكائنات التي تدير المنظومة الاجتماعية والاقتصادية والرياضية ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر اتحاد كرة القدم المصرية الذى لم يلحق بركب الجمهورية الجديدة ، ولازال بين أروقته جدل بيزنطي لا طائل منه بين أعضاء مجلس ادارته ، دون أن يقتنع أحدهما برأي الآخر، أو يتنازل كلاهما عن وجهة نظره. مما تسبب فى هذا الخلل والاختلال الكبير بالمنظومة الكروية المصرية، والتى تحظى بعشق الملايين، وأصبح العنوان الأبرز لهذا الاتحاد ومجلس ادارته الفشل في كل شيء منذ الخروج المبكر من مسابقة كاس الأمم الافريقية ” كوت ديفوار 2023، والأزمات المتلاحقة مع الأندية من بسبب جدول المباريات، واشكاليات الحكام والتحكيم، وهذه الإخفاقات المتوالية للمنتخبات على كافة المستويات، البداية من مباراة السنغال، وفضيحة المنتخب الأوليمبي والخروج المهين من بطولة الأمم الإفريقية
وذلك لأن أعضاء الجبلاية فاقدون للقدرة المهنية، لإدارة منظومة تعتمد بشكل جوهرى على «العمل الجماعي» فلا يوجد فريق كرة قدم فى العالم يفوز بالبطولات معتمدا على الأداء الفردى، الذى يعتمد عليه، عضو الاتحاد الحالي ، الذى يرى فى نفسه الجدارة المهنية، والقدرة على اتخاذ القرارات، دون العودة لباقي زملائه، فتجد خطابا يرسل لجهة لا يعلم عنه شيء باقى الأعضاء ، ناهيك عن القرارات الغير مدروسة ، والتي سببت أزمات ويخرج معظمهم يتساءلون في دهشة عن مصدر القرار لانهم جميعا بجزر منعزلة.
والحقيقية ان كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل تخطيطً بعيد ومتوسط المدى، ولا يجب أن ننتظر وقوع المصيبة لنضع الحلول لها، وهذه أكبر المصائب التي منيت بها هذه الإدارة على خلاف ما يحدث في كثير من البلدان العربية والأفريقية التي وضعت ضوابط وقواعد مستدامة لإعداد الناشئين وجلبت خبراء حقيقيين في كرة القدم وفق خطة طموحة ومعتمدة لا يتم تجاهلها من الإدارات اللاحقة، حتى لا يتم تقديمهم للعدالة بتهمة إهدار المال العام. فهذه الخطة ميثاق وعهد لصالح الأجيال الحالية والقادمة، وندع العشوائية الحالية التي لن ترتقي بها كرة القدم أو أي لعبة رياضية أخرى ولا نكون مثل وزارة الصحة، التي وضعت برنامج “حماية القلب للرياضيين”، بعد واقعة وفاة اللاعب أحمد رفعت بصورة مفاجئة إثر توقف عضلة القلب، هكذا لا يجب ان تكون حلول اتحاد كرة القدم وفق ردود الأفعال، على الجانب الآخر، لدينا نموذج رائع وفريد يقدمه لنا اتحاد كرة اليد المصرية، والتى نجحت في تحقيق العديد من الإنجازات في هذه الرياضة. من خلال إعداد برنامج لكرة اليد مطبق منذ 32 عامًا وحتى الآن، ومن خلاله أصبحت مصر من الأربع دول الأوائل في كرة اليد، ومن المنتظر أن تحصل مصر على ميدالية دولية في كرة اليد وفق هذا التخطيط الطموح- فإن كان الامر كذلك فهيا شمروا عن سواعدكم واشحذوا هممكم وضاعفوا جهودكم يا أصحاب الجبلاية أو استقيلوا.
الى اللقاء: دكتور / السيد مرسى

مقالات ذات صلة