عصام السيد: «مش روميو وجوليت» أوبرا شعبية تسلط الضوء على خطورة إثارة الشائعات
أتابع ردود فعل الجمهور يوميا.. والحجار ورانيا رحبا بالتجربة وأميرة أحمد فاقت توقعاتي
اعتمدت على تكنيك لا يجعل المتفرج يفرق بين اللايف والمسجل.. وتكلفة العروض الحية باهظة جدا
يواصل العرض المسرحي “مش روميو وجوليت” لياليه على المسرح القومي، والذي يعد تجربة مختلفة تنتمي لنوعية المسرح الموسيقي ولون “الأوبرا الشعبية”، التي تضم أغان وموسيقى واستعراض، ويكون الحوار فيها مُغنّى.
ويقول المخرج عصام السيد، إن هذا اللون تم تقديمه مرة واحدة قديمًا في عرض “انقلاب” على مسرح جلال الشرقاوي من إنتاجه وإخراجه، وكتابة صلاح جاهين وألحان محمد نوح، وكان ذلك عام 1985، وللأسف لم ينجح العرض بشكل جماهيري، وكان تعليق المتفرجين عليه في ذلك الوقت، أنه مُسجّل وأنهم يرون الممثلون يحركون أفواههم فقط، ولكن في عرض “مش روميو وجوليت” تجاوزنا ذلك، حيث يُغني الممثلون على المسرح بشكل يجمع ما بين اللايف والمسجل، بتكنيك لا يجعل المتفرج يعلم الفرق بينهما، وهذا مقصود، وحتى الموسيقى، يشعر المتفرج للحظات أن خلف الديكور موسيقيين يعزفون بشكل حي، مع العلم أن الموسيقى مُسجلة.
وأضاف أنه كان يتمنى أن يقدم هذا العرض لايف، ولكن من أجل تحقيق ذلك نحتاج إلى فرقة موسيقية كاملة، تتواجد يوميًّا في المسرح، وهو ما سيكون مُكلف جدًا على ميزانية العرض، إلى جانب أن الموسيقيين في مصر أصبحت أجورهم خيالية والتزامهم لم يعد كاملا، فكان الحل الآمن أن نسجل الموسيقى ويتم الغناء عليها، وأيضًا هناك أصوات لا تستطيع أن تُغني يوميًّا، لذلك خرج العرض بهذا الشكل، به جزء مُسجّل تلافيًا للمشاكل والعيوب، والحوار المُغنى يزيد عن 85% من العرض.
أما عن ردود أفعال الجمهور على العرض فقال مخرجه: “كنت متخوفا من التجربة، ويوميًّا أقف في الصالة من أول العرض لآخره، لمراقبة ردود الأفعال، في أول ربع ساعة، الجمهور يكون مترقب متى سيتحدث الممثلون، ومع نهاية الفصل الأول تصفيقهم كاف ليعبر عن رضائهم عن التجربة، وهنا اطمئن نسبيًّا، وأكثر تعليق أسعدني وتكرر “إحنا ماشفناش حاجة زي ديه قبل كده”، ودائمًا أبحث في عروضي عن الجديد والمختلف، تقريبًا ليس لدي عرضين يشبهان بعضهما البعض، وأحمد الله أنني وقد تجاوزت السبعين من عمري، ومازلت لدى فرصة وإمكانية أن أقدم شيئًا مختلفا فى كل مرة”.
وأوضح عصام السيد، أننا مازلنا نحتاج مزيدًا من الثقافة والوعي بأهمية العروض الموسيقية والغنائية، ولكن إقبال الجمهور يوميًّا يعطي أملا بأن المسرح الموسيقي والغنائي قادم بقوة.
وعن اختياره لعناصر العرض تمثيليًّا قال: “الفنان علي الحجار هو من سألني عن هذه التجربة، عندما كنت مازلت أُحضّر لها، فأخبرني أنه يرغب في المشاركة فيها، وأخبرته أنها بطولة جماعية والعرض يحمل طابعا خاصا بغناء مختلف غير ما اعتاد عليه، فرحب بالتجربة، وكذلك رحبت الفنانة رانيا فريد شوقي بمجرد عرضي عليها الفكرة، مع أنها كانت متخوفة في البداية من فكرة أنها ستغني بجانب الفنان علي الحجار، والتي وصفته بـ”ليفيل الوحش”، وباقي فريق العمل جميعهم كانوا اختيارات موفقة الحمد الله، ولكن مغنية الأوبرا أميرة أحمد، فاقت توقعاتي في أدائها التمثيلي والتي تمثل لأول مرة على خشبة المسرح، وجميعنا حتى الليلة الأولى للعرض كُنا متخوفين من تقبل الجمهور للتجربة، وأن نقدم أوبرا شعبية، لون جديد على الجمهور، فالعرض بأكمله تقريبًا، حوار مُغنّى.
وأكد المخرج عصام السيد، أن الإشكالية الرئيسية التى يناقشها العرض، هي تدخل الناس مؤخرًا في حياة بعضهم البعض، وفرض أرائهم وتصوراتهم والحكم على الآخر و‘ثارة الشائعات، إلى جانب خطورة السوشيال ميديا، وأن أي شخص أصبح يستطيع أن يراقب الناس دون علمهم، فلم يعد هناك خصوصية ومساحة خاصة للإنسان.
وأشار إلى أن طرحه خلال المسرحية لفكرة الصداقة والأخوة بين الرجل والمرأة مع اختلاف دياناتهم، ليس سببه أن لدينا مشكلة في ذلك لكن التخوف من أن يصبح لدينا مشكلة، خاصة مع كثرة من يدسون أنفهم في حياة الآخر.
وعن تناول ملف التعليم خلال العرض قال: “أصبح هناك حالة تسيب بشكل عام، لم يعد هناك احترام للمعلم، وكذلك المدرس الذي ينام في الحصة ليعطي الطلبة دروسا خصوصية، وحتى لا نكون نسلط الضوء على السيئ فقط ونجور على حقوق النموذج الجيد من المعلمين، فهناك أيضًا مدرسين آخرين يبذلون مجهودا، وهذا ما حاولنا تقديمه خلال العرض، أن نعرض النموذجين”.
وأضاف: “أستخدم هذه الخيوط الدرامية من ملف التعليم والوحدة الوطنية وغيرها من الملفات التي تم طرحها خلال العرض، لتوصيل فكرة أنه يجب ألا نتدخل في حياة الآخر، والعرض يستعرض مشاكلنا الحالية الاجتماعية والتي نُعاني منها الآن، وقصدت أن أقدم هذه الملفات من خلال المدرسة والتي تحمل اسم “الوحدة”، تأكيدًا على أهمية الوحدة بين أفراد الشعب المصري”.
وحول رؤيته في ديكور العرض يقول: “اعتمدت في الديكور على شاشات حتى لا يكون هناك إظلام بين مشهد ومشهد، ويتم التغيير بين المشاهد بدون أن يشعر المتفرج بذلك”.
الأوبرا الشعبية “مش روميو وجوليت” بطولة على الحجار ورانيا فريد شوقي وميدو عادل وعزت زين وأميرة أحمد ودنيا النشار وطه خليفة ومايكل سيدهم وآسر علي وطارق راغب وحمدي حسن.
إعداد عصام السيد ومحمد السوري وصياغة شعرية أمين حداد، موسيقى وألحان أحمد شعتوت واستعراضات شيرين حجازي.