رغم مرور 38 عامًا على إنتاج وعرض فيلم “اليوم السادس” للمخرج الراحل يوسف شاهين، إلا أن الساعات الأخيرة شهدت جدلاً كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الأسباب التي دفعت المخرج العالمي للاستعانة بالمطربة داليدا في أول وآخر بطولة لها، بعد أن اقتصرت مشاركتها على عدة أفلام مصرية ككومبارس قبل أن تحترف الغناء وتهاجر مصر وتتجه للعالمية، وتوفيت بعد عام واحد من عرض الفيلم.
سبب الجدل هو انتشار فيديو يتضمن لقاء تلفزيوني مع الفنانة الراحلة محسنة توفيق، في آخر ظهور إعلامي لها عقب تكريمها بمهرجان أسوان عام 2019، أي قبل وفاتها بأشهر قليلة. في هذا اللقاء، تحدثت محسنة عن الدور الذي تمنت تجسيده في أحد أفلام يوسف شاهين، مشيرة إلى أنها كانت قد صورت مشاهدها الأولى لكن تم استبدالها بداليدا. وقالت محسنة: “شعرت بالقهرة حينما شاهدت فيلم اليوم السادس وظللت أصرخ: “ليه كده يا يوسف، مش أنا كنت عملته أحسن؟’.
وأكدت محسنة أن دور “صديقة” الذي لعبته داليدا كان من المفترض أن تقوم به، مشيرة إلى أنها بدأت بالفعل تصوير المشاهد الأولى للفيلم لكن شاهين فضل داليدا العالمية، وأضافت: “كنت سأقدم الدور بشكل استثنائي جدا، ورغم حبي لداليدا كممثلة، إلا أنني أرى أن هذا الدور فلت منها فهي لم تفهمه ولم تشعر به”.
وعقب انتشار الفيديو، تعرض المخرج الراحل يوسف شاهين لحملة انتقادات لاذعة، حيث اعتبر كثيرون أنه أخطأ باختياره لداليدا التي لم تكن مناسبة للدور. في حين قال البعض إن شاهين لم يكن يتعامل مع الممثلين بجدية، متسائلين إذا ما كان ما يصلح لمحسنة يصلح لداليدا.
ورد المخرج يسري نصر الله، أحد تلاميذ يوسف شاهين، على هذه المزاعم، نافياً صحة ما ذكرته محسنة في الفيديو. كتب نصر الله عبر حسابه على فيسبوك: “مع احترامي وحبي للأستاذة محسنة، ولكن ما حصل هو أنه عُرض عليها الدور بالفعل، لكنها كانت مرتبطة بمسلسل في عجمان، وطلبت تأجيل التصوير إلى بعد انتهاء المسلسل. كما عُرض الدور على فاتن حمامة وسعاد حسني ونبيلة عبيد لكنهن رفضن”.
وأشار يسري إلى أن محسنة توفيق لم تبدأ الفيلم من الأساس ولم يتم استبدالها كما حكت، وأن يوسف شاهين لم يصل معها إلى مرحلة البروفات. وذكر أن شخصية “صديقة” كانت تتطلب طاقة أنثوية مكبوتة، وهو ما كان سببًا في صعوبة إيجاد ممثلة تناسب الدور.
وأضاف نصر الله أن ما تردد عن ترشيح فردوس عبد الحميد وسناء جميل للدور غير صحيح. وأوضح أن محمود ياسين لم يُستبدل في فيلم “الإختيار” بل كان مشغولاً بأعمال أخرى، وأن شاهين كان يشترط تفرغ كامل من الممثلين.
يُذكر أن فيلم “اليوم السادس” يتناول فترة انتشار وباء الكوليرا في عام 1947 في القاهرة وبعض المدن المحيطة، من خلال قصة “صديقة” (داليدا) التي يحاول حفيدها الوحيد المصاب بالمرض إنقاذه قبل مرور مهلة الأيام الستة. الفيلم تأليف وإخراج يوسف شاهين، ومعالجة درامية وسيناريو حسن الجريتلي، وبطولة داليدا، ومحسن محيي الدين، ومحمد منير، وعبلة كامل، وحمدي أحمد، وسناء يونس، وصلاح السعدني.
