أخبار الفن

جدل الأرض كروية أم مسطحة.. ماذا وراء تصريحات محمد صبحي وما رأي العلم؟

تصدر اسم الفنان محمد صبحي التريند على محرك البحث جوجل، بعد تصريحات مدوية في مجالات الدين والفن والسياسة، خلال حواره عبر برنامج نظرة على شاشة قناة صدى البلد، مساء الجمعة 19 يوليو، ومن أبرز التصريحات المتداولة له حديثه عن كروية الأرض ورفضه لهذه النظرية، واقتناعه أن الأرض مسطحة.

وقال صبحي في حواره: “على فكرة الأبحاث أثبتت أن الأرض مش كروية، مش نهاية الأرض القطبين الشمالي والجنوبي، ده في أراضي أنت ماتعرفهاش ولا توصلّها”.

• ما هو جدل الأرض كروية أم مسطحة؟

هذا الجدل منتشر في العالم كله، وهناك أبحاث ونظريات كثيرة تحاول دحض أو دعم كلا الاتجاهين، وكل اتجاه مقتنع برأيه في هذا الشأن، ويحاول دعم رأيه من خلال النظريات والأبحاث والتصورات العلمية، وغالبا تظهر الكثير من الدراسات البحثية في هذا الأمر محاولة أن تضع حداً نهائياً للجدل وتصل إلى إجابة قاطعة.

ولكن هذا الجدل لا ينقطع، كل فترة تظهر محاولات جديدة لإثبات أو نفي كل اتجاه، ومن بين أحدث الأبحاث التي حاولت دعم فكرة أن الأرض كروية وليست مسطحة، النموذج الإحصائي الذي قدمه مجموعة من العلماء في جامعة زيونخ.

يتنبأ النموذج، الذي نشر في مايو 2023، بالوقت الذي يستغرقه الطيران بين مدينتين بعد إدخال المسافة بينهما، حسب ما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، ويُظهر أنه إذا سافرت شمالا من بيرث بأستراليا لمدة سبع ساعات، ويشير النموذج إلى أنه في حال كانت الأرض مسطحة، فإن تلك الرحلة التي تستغرق سبع ساعات غربا ستوصلك فقط في منتصف الطريق إلى موريشيوس وليس هونج كونج.

وذكر مؤلف الدراسة الدكتور مايكل وولف: “كان من المهم بالنسبة لنا ألا نفضل نموذجا على آخر، ولكن إيجاد طريقة بسيطة نسبيا لإثبات ما إذا كانت الأرض عبارة عن كروية أم لا، والأرقام والإحصاءات تعد الأسلوب الأمثل للإجابة على عدد من الأسئلة المثيرة للجدل”.

• هل الأرض مسطحة كما يُصر البعض؟

في عام 2019، أعلن مجموعة من أعضاء جمعية الأرض مسطحة عن قيام رحلة بحرية إلى أنتاركتيكا العام المقبل، لزيارة ما يعدونه موقع “نهاية العالم”، وقد صدر في نفس العام وثائقي بعنوان “Flat Earth: to the Edge and Back” أعده نجم اليوتيوب لوغان بول، كما تنتشر الملايين من مقاطع الفيديو القصيرة على منصة تيك توك بلغات مختلفة حول نظريات المؤامرة وحجب حقيقة الأرض المسطحة.

ويبرز مفهوم الأرض مسطحة لدى هؤلاء من خلال اعتقاد أن هناك تزييف للحقيقة، ووفقًا لجاي ديكاسبي، أحد مؤيدي نظرية الأرض المسطحة، والذي يعمل على إعداد مسلسل تلفزيوني واقعي حول هذا الموضوع، “كل ما يتعين علينا فعله لإنهاء هذا النقاش مرة واحدة وإلى الأبد هو الحصول على مسافة ساحل القارة القطبية الجنوبية، لقد تم ذلك من قبل البحارة الأوائل -قبل إنشاء الأمم المتحدة وإبرام معاهدة القارة القطبية الجنوبية التي جعلت من غير القانوني في الأساس استكشاف القارة القطبية الجنوبية – هؤلاء تمكنوا من قطع أكثر من 60 ألف ميل، وهو ما يثبت بشكل لا يقبل الجدل نموذج الأرض المسطحة، ولكن مثل كل الأدلة على الأرض المسطحة فإن هذا ليس كافيًا للعقول اليوم، وإذا تمكنا من الوصول إلى ساحل القارة القطبية الجنوبية والإبحار حوله بالكامل، فسنحصل على المسافة التي ستثبت أنها الحواف الخارجية للأرض المسطحة ودحض تمامًا كل حجة يمكن لأي شخص أن يحاول طرحها حول كروية الأرض ومركزية الشمس”، وفقاً للتقرير المنشور في مجلة فوربس في مارس 2019.

ومن أشهر المشككين في هذا الأمر هنالك مايك هيوز، الذي قرر في شباط 2020 التحليق على ارتفاع عال جدا؛ ليرى بعينيه شكل الكوكب، الذي كان يفترض أنه مسطح؛ إلا أن هذا الرجل البالغ من العمر 64 عاما توفي بعد تحطم الصاروخ المحلي الصنع الذي طار به، حيث سقط بعد ثوان قليلة من إقلاعه، وفقاً لتقرير نشرته منصة الجزيرة عام 2020.

وفي استطلاع للرأي أجري في فرنسا عام 2018، أظهر أن 9% من المستجوبين يعتقدون بإمكانية أن تكون الأرض مسطحة، أو على الأقل غير كروية كما يتم تعليمنا في المدارس، أما في الولايات المتحدة، البلد الذي شهد ولادة “جمعية الأرض المسطحة” Flat Earth Society، فإن واحدا من كل 10 أميركيين يشكك في كروية الأرض، وفقاً للكاتب سيريل بونيه في تقريره الذي نشرته مجلة “لو نوفيل أوبسرفاتور” (Le Nouvel Observateur) الفرنسية.

• محاولات مواجهة نظرية الأرض مسطحة

أجرت الصحيفة حوارا مع ريازويلو، الباحث في معهد الفيزياء الفلكية في باريس، ومؤلف كتاب “لماذا الأرض كروية الشكل؟”، الذي قدم فيه أدلة تدحض بشكل منهجي نظرية المؤامرة، التي يتم الترويج لها على شبكة الإنترنت.

ومن بين ما ذكره ريازوليو حول هذا الشأن:

– الأفق يبدو مسطحا؛ بسبب الحجم الكبير للأرض، لو كانت الأرض صغيرة؛ لكنا شاهدنا شكلا آخر، وهو أمر عرفه علماء الإغريق مثل أرسطو منذ زمن بعيد.

– الإشارة إلى أن ” لا يمكن أن تدور الأرض حول الشمس، ولو كانت تتحرك في الفضاء؛ كنا شعرنا بقوة هذه الحركة” هو ادعاء مزيف على سبيل المثال فرغم أن السرعة الكبيرة في القطار نرى الماء في الكأس مستقرا؛ بسبب استقرار السرعة، وهو أمر أثبته العالم الإيطالي جاليليو في القرن 17.

– الادعاء أن حجم الشمس يتغير في الغروب والشروق وفقاً لبعدها على الأرض المسطحة، غير حقيقي، في الواقع الشمس تبدو أكبر حجما بسبب توهجها، ويكفي شراء نظارات خاصة تحمي العينين ثم مشاهدة الشمس لنلاحظ أن حجم القرص في الواقع لا يتغير خلال فترات النهار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *