خالد محمود يكتب: بينما تستعد أمريكا لانتخابات رئاسية
• نبوءة سينمائية بسقوط الولايات المتحدة فى «حرب أهلية»
• الفيلم يتوقع انفصال 19 ولاية وتحالفا غربيا لكاليفورنيا وتكساس وفلوريدا.. والرئيس يطارد المدنيين
• 4 محررين عسكريين يوثقون نهاية الديمقراطية لأمريكا المنهارة ومستقبلها البائس
خلال المشهد الافتتاحى للفيلم يدعى الرئيس الأمريكى – الذى لم يسمه المخرج – فى خطابه، قدرته على تحقيق انتصار عظيم على تحالف الانفصاليين، قبل أن يأخذ قرارًا بحل مكتب التحقيقات الفيدرالى، ويقصف المدنيين مع اقتراب القوات الغربية من واشنطن العاصمة.
فى ذلك الوقت، قرر الصحفيون الأربعة الموجودون فى نيويورك الانتقال إلى العاصمة لمحاولة إجراء مقابلة مع الرئيس الذى يجسد دوره «نيك أوفرمان»، لكن وصولهم تزامن مع دخول القوات الانفصالية إلى البيت الأبيض، ليقابلهم الأمن بإطلاق النار بمجرد رؤيتهم، قبل أن تكتب نهاية الفيلم باستيلاء المتمردين على العاصمة فى مشهد سينمائى رائع.
من بين الصحفيين تبرز المصورة المخضرمة «لى سميث» التى تجسدها (كيرستن دونست)، والمحاور جويل (واجنر مورا)، والصحفى القديم سامى (ستيفن هندرسون)، والمراسلة الطموحة جيسى (كايلى سباينى) وهم على طول الطريق فى رحلتهم الطويلة والقاسية نرى مشاهد مختلفة للصراع المدنى.. اشتباكات دموية جراء نقص الوقود.. ومبان محترقة، ومقابر جماعية، جثث معلقة، وعمليات إعدام تتم خارج نطاق القانون لأسرى تلك الحرب والاشتباكات.
فى الفيلم الذى تم تصويره فى أتلانتا وجورجيا ولندن؛ جاءت مشاهد الحرب الأهلية وأهوالها واقعية بشكل مخيف، وتصوير المراسلين الصحفيين لها يعد تسجيلا دقيقًا للغاية حيث تتوالى اللقطات بثبات على الشاشة لتأكيد اللحظة فى الذاكرة البصرية وكأنه يوثق لانهيار أمة بعدة مشاهد، ليذكرنا بأفلام مثل «عام العيش فى خطر» 1982 و«مرحبًا بكم فى سراييفو» 1997.
كان أسلوب سرد القصة من خلال عدستهم الموضوعية جيدا وفرض أجواء سينمائية تلقى بتساؤلاتها المؤرقة فى عقل المشاهد وتدعوه للدهشة وكيف يعكس الفيلم المخاوف السياسية الحقيقية.
فى منتصف الرحلة نقف أمام مشهد مهم، جندى متشدد لم يُذكر اسمه (يلعب دوره جيسى بليمونز)، يستجوب بشكل عارض مجموعة الصحفيين بينما كان هو ورفيق له يقومان بالتنظيف بعد وقوع جريمة فظيعة. يسأل بليمونز الصحفيين بسخرية ممزوجة بجدية وهو ممسك بسلاحه «من أين أتوا، ومن أى نوع من الأمريكيين هم؟.. أحمر أم أزرق؟
السؤال الكبير يفسر مأزق الانقسامات وعدم اليقين، حيث لا توجد إجابة واضحة تضمن لك النجاة وكسب الثقة فى مثل هذه الاجواء، خاصة أنه لم يعد القتل على هوية المنطقة فقط، بل القتل طبقا لرأى الضحية فى الدولة بعد أن انقسم المواطنون إلى منتمين لتحالف الانفصال وغير منتمين. مع تتابع الاحداث سيرا من الاميال وبعض لحظات الصمت الرمادية على وجوه الابطال وخاصة كريستن دونست، نرى أمريكا خيالية بحق وسط صراع مسلح، الانقسامات السياسية المتصاعدة تظهر مشاهد الدمار فى كل مكان.. مقابر جماعية ومشاهد لجنود ودبابات عسكرية تدمر المدن الأمريكية وسط حالة من الفوضى وبينما الدولار بات لا قيمة له، إلى جانب تقارير إخبارية عن الحرب الأهلية التى تظهر فى الخلفية، نسمع مذيع الأخبار يقول فى تعليق صوتى. «لقد انفصلت 19 ولاية وأصدر البيت الأبيض تحذيرا للقوات الغربية وكذلك لتحالف فلوريدا.»
يضع المخرج المتفرج أمام عمق اللحظة المنفجرة .. فى الموقف الذى يجد أبطاله أنفسهم عالقين فيه ويروون مغامراتهم السيئة فى وتيرة مذهلة لفيلم مثير مكثف بإحكام. إنه يبنى عالمًا غامرًا حيث يصبح المشاهدون مشاركين فى مشاهد الحرب الدموية التى يتم تركيبها بشكل رائع.. الصحفية «لى» ورفقاؤها وهم يوثقون نهاية الديمقراطية بصورهم التى تقودنا لنظرة على عواقب أمريكا المنقسمة، فى مشهد ليلى آخر بالقرب من القتال المستمر، قامت المجموعة بتوثيق القتال فى يوم جديد حيث نجح رجال الميليشيات الانفصالية فى مهاجمة مبنى يسيطر عليه الموالون.
وفى تطور لدراما الشخصيات تدرك «لى» إمكانات «جيسى» كمصورة حربية متميزة رغم صغر سنها وتبدأ فى إرشادها لتقوم جيسى بتصوير الانفصاليين وهم يعدمون السجناء، وتقضى المجموعة الصحفية الليلة فى مخيم للاجئين قبل المرور ببلدة صغيرة حيث يحاول السكان الحياة، تحت حراسة مشددة.
مشهد الذروة فى الفيلم يتضمن هجومًا مسلحًا على البيت الأبيض بهدف الإطاحة بالحكومة الموجودة فى السلطة. ويبرز هذا المشهد حقيقة أن إزاحة مثل هذه السلطة أمر وارد حيث استسلم الرئيس فى النهاية وتم السيطرة عليه والخلاص منه.
إنه لأمر مدهش أن يتم عرض مثل هذا المشهد الخيالى فى فيلم معاصر. صحيح أن البيت الأبيض تعرض للحصار من قبل هوليوود فى الماضى عبر عدة أعمال مثل «سقوط البيت الابيض» و«الحصار»، وسلسلة «الولايات المنقسمة الأمريكية»، ولكن ذلك كان إلى حد كبير من قبل قوى خارجية أخرى وكائنات فضائية حاقدة، وليس جيشا من الأمريكيين المألوفين، كما تراه هنا بالسينما فى عام 2024.. عام الانتخابات الرئاسية الفاصلة التى تجرى فى نوفمبر القادم وتشهد صراعا خاصا كما تشتعل فيه نار الخلاف بين الحكومة الفدرالية الأمريكية من جهة، وحاكم ولاية تكساس من جهة أخرى على خلفية قضية الهجرة غير النظامية. وتحاول حكومة تكساس إغلاق نقاط الدخول عبر تثبيت أسلاك شائكة، بينما ترفض إدارة الرئيس جو بايدن الأمر، مما أدى إلى خلافات شديدة، دفعت بالحاكم إلى التلويح باستقلال الولاية الغنية بمواردها عن الولايات المتحدة.
هنا يقدم الكاتب والمخرج أليكس جارلاند قصة تحذيرية مثيرة للشرخ الأمريكى تجبر المشاهدين على مواجهة عواقبها المرعبة فى الحياة الواقعية، فالفيلم يتخيل أمريكا فى المستقبل القريب، وهى رؤية بائسة ولكنها لا تزال واقعية بما يكفى لتكون ككرة نارية مثيرة للقلق بشكل مخيف من خلال مشاهده للولايات المتحدة كساحة معركة تسكنها مخيمات اللاجئين وتغمر شوارعها مقابر جماعية.
لا توجد تفاصيل واضحة عن سبب الصراع أو الرؤى المختلفة لكل جانب لمستقبل البلاد. ولا يوجد ذكر للكونجرس أو المحاكم أو المؤسسات المدنية الأخرى بخلاف الرئاسة وإشارات إلى مكتب التحقيقات الفيدرالى.
كان هذا الغموض السياسى اختيارًا مقصودًا من قبل الكاتب والمخرج البريطانى الذى بدأ العمل على الفيلم فى عام 2020 قبل أعمال الشغب التى وقعت فى السادس من يناير فى مبنى الكابيتول.
والواقع أن أليكس جارلاند يتمتع بأسلوب خاص لا يمكن إنكاره فى جماليات النهاية المأساة، فهو ومصوره السينمائى روب هاردى، يستعرضان صورة تلو الأخرى لأمة محاصرة. تتوقف الكاميرا على المبانى المدمرة، والأرصفة الملطخة بالدماء، وفى مشهد سريالى واحد، طريق سريع تحول إلى مقبرة لسيارات مهجورة تمتد لأميال، مخيم مؤقت حيث يلعب الأطفال بلا مبالاة، وكتلة مزدحمة حيث يصطف سكان بروكلين اليائسون للحصول على حصص من المياه فى الليل يسود هدوء خادع مع سماء برتقالية اللون.
فى الفيلم الذى يبقى كمشهد بانورامى للدمار ويحتمل قراءات مختلفة، كنظرة آسرة عن قرب لحالة عدم اليقين العنيفة التى تخيم على الحياة فى دولة تمر بأزمة، يجىء أداء كريستين دونست أكثر إثارة للإعجاب من خلال عدسة الكاميرا وهى تلتقط المأساة، فشخصية «لى»، التى تؤديها، هى مصورة صحفية ماهرة قامت بتغطية العديد من المعارك والأزمات الإنسانية فى جميع أنحاء العالم بلا خوف ، تذكرك تلقائيًا بـ «لى ميلر»، المشهورة بصورها المذهلة للحرب العالمية الثانية، وحرص سيناريو جارلاند على أن تمنح دونست الشخصية شجاعة مماثلة، واحترافية كبيرة تجعلك تقف إلى جانبها على الفور.
جاءت الحبكة مدهشة وكان سر تميزها فى تدفق التفاصيل القصيرة والغامضة إلى الحد الذى يجعلك قد تشك لحظة فى هذا التحول الخيالى.. تكساس وكاليفورنيا انتفضتا ضد النظام بألوانهما الحمراء والزرقاء، وشكلت القوات الغربية، المحور الانفصالى العسكرى للإطاحة بالرئيس المستبد الذى عين نفسه بطريقة ما لولاية ثالثة.. لم تتأخر فلوريدا عنهم، فشنت حملة انفصالية أيضا. وردا على ذلك، يستدعى الرئيس قواته لشن غارات جوية ضد المواطنين الأمريكيين. ومع مهاجمة هذه الفصائل العسكرية لبعضها البعض بلا هوادة، انحدرت البلاد بأكملها إلى الفقر وانعدام القانون، وقد شاهدت «لى» و«جيسى» كل هذا وصوراه. وهما الآن يضعان نصب عينيهما البيت الأبيض، حيث يبدو أن الصراع سينتهى أخيرا، مع حصار الرئيس وإطاحته تاركة وراءها تيارات من الدماء ويبدو أن هناك المزيد من المذبحة فى المستقبل حيث تكثر أعمال العنف المتفرقة والتوتر الشديد والانعكاس الكئيب، حتى يتحول الفيلم إلى فيلم حرب عظيم فى فصله الأخير الشرس.
قبل أن تصل أحداث الفيلم إلى ضربة عسكرية تؤدى إلى تدمير نصب لنكولن التذكارى، يسأل أحد الصحفيين الرئيس الأمريكى: «هل تندم على استخدام الضربات الجوية ضد المواطنين الأمريكيين؟»، ويقول الرئيس فى تعليق صوتى ردا على ذلك بما يشبه الصراخ: «فليبارك الله أمريكا».
كان طاقم الممثلين «كيرستن دونست وفاجنر مورا وكايلى سباينى وستيفن ماكينلى هندرسون» رائعين فى أداء أدوار امتزج الاحساس فيها ما بين الحذر والترقب والدهشة والإصرار على الحياة بهدف، فى عمل هو الأكثر إثارةً لهذا العام وقد اعتبر البعض أن الفيلم يدور حول الفهم الفاشى للسلطة، على الرغم من أنه لا يوجد فيه ما يقول ذلك صراحة.
شهادات:
قالت النجمة كريستين دونست: «لم يسبق لى أن قرأت نصا كهذا.. بينما كان يكتب أليكس الفيلم كنت أنجب طفلا.. ووصلنى السيناريو، وقالوا لى أنت بحاجة إلى قراءته على الفور. شعرت أننى يجب أن ألعب دور «لى» بالفعل.. وقد بدت بعض الأشياء حقيقية جدًا عندما رأيتها لأول مرة، مثل مشهد المقبرة الجماعية الذى كان مقلقًا للغاية.
المخرج أليكس جارلاند قال: «هذا جزء من رسالة حب للصحافة ومدى أهميتها.. أردت أن أجعل من أهل الصحف أبطالا».
واستطرد: لقد نشأت وسط الصحفيين. عمل والدى كرسام كاريكاتير فى إحدى الصحف، وكان أصدقاؤه صحفيين فى المقام الأول. والكثير منهم مراسلون أجانب.. هؤلاء الرجال كانوا موجودين طوال الوقت. لذلك لم يكن هناك داعٍ للبحث بالنسبة لى عن لقاء مراسلين حربيين، بل مجرد التفكير فى الأشخاص الذين أعرفهم.
وأضاف جارلاند: أود أن أقول إن هذا الفيلم يدور حول الضوابط والتوازنات: الاستقطاب والانقسام والطريقة التى تؤدى بها السياسة الشعبوية إلى التطرف، وأين سينتهى التطرف نفسه وأين الصحافة فى كل ذلك».
أنا أطرح سؤالا: إن ما تسميه بالرئيس الحالى بالفيلم يتم تحديده أيضًا على أنه رئيس لثلاث فترات يهاجم مواطنيه ويقوم بحل مكتب التحقيقات الفيدرالى. لذا فإن السؤال هو: عند أى نقطة تصبح الخلافات السياسية أقل أهمية من محاربة ديكتاتور فاش؟
وأشار جارلاند، الذى صور الفيلم فى جورجيا: «هذا فيلم شجاع من حيث التمويل.. لقد كتبته وأرسلته إلى A24 الجهة المنتجة، وقالوا على الفور: نعم، سننجح، وهو ما كان مفاجئًا».
كيف يعكس فيلم «حرب أهلية» المخاوف السياسية الحقيقية
لامس فيلم «حرب أهلية» الرؤية المظلمة لقلق المواطن الأمريكى فى تلك المرحلة من كون الحالة الواحدة التى تجمع اليمين واليسار هو «الانقسام».
وأشارت ليزا ليرير المراسلة السياسية لصحيفة التايمز أنه فى استطلاعات الرأى يقول جزء من الناخبين إنهم يخشون أن تؤدى الانقسامات فى البلاد إلى معارك فعلية، وليس مجرد معارك خطابية. وأنه من دور العرض السينمائى إلى وسائل التواصل الاجتماعى، انتقل احتمال انهيار أمريكا وانزلاقها إلى صراع مسلح ومن كونه فكرة هامشية إلى تيار نشط فى الحوار السياسى فى البلاد.
فى مناسبات الحملات الانتخابية، يعرب الناخبون عن مخاوفهم من أن الانقسام السياسى قد يؤدى إلى عنف واسع النطاق. وقد نشأت منتديات منزلية لتقييمات جادة حول ما إذا كانت البلاد على وشك الدخول فى نسخة حديثة من أكثر الحروب دموية فى تاريخ أمريكا.
قالت مايا وايلى، رئيسة مؤتمر القيادة للحقوق المدنية وحقوق الإنسان، وهى مجموعة حقوق مدنية أجرت العديد من استطلاعات الرأى حول هذا الموضوع: «لا أعتقد أننا سننحدر إلى حرب أهلية مسلحة رسمية. لكن هذا أمر متوقع. ولا يفاجئنى على الإطلاق أننا نشهد خوفًا صريحًا للغاية من الاتجاه الذى قد تتجه إليه الأمور.
فى أول خطاب انتخابى له هذا العام، حذر الرئيس بايدن من التهديدات التى تواجه ديمقراطية البلاد وأشار إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب قد يؤجج العنف السياسى فى المستقبل.
وقال ترامب: «لا أعلم، هناك مستوى من العاطفة لم أره من قبل. وهناك مستوى من الكراهية لم أره من قبل، وربما يكون هذا مزيجًا سيئًا».
وقال إريك شولتز، الاستراتيجى الديمقراطى الذى التقى المخرج جارلاند فى خريف عام 2021 وعمل كمستشار للفيلم، إن هدفه كان إنشاء فيلم يمكنه توضيح مخاطر الاستقطاب – ليس فقط فى الولايات المتحدة ولكن على مستوى العالم – والوصول إلى أوسع جمهور ممكن، قادر على سد الفجوات السياسية. فقد وجدت المقابلات التى أجريت لصالح شركة A24، التى أنتجت الفيلم، أن نصف رواد السينما حددوا أنفسهم على أنهم «ليبراليون» والنصف الآخر «محافظون».
وتفوق الفيلم على التوقعات فى دور العرض فى تحقيق إيرادات عالية من تكساس إلى بوسطن، مستغلا مجموعة قاتمة من المخاوف الوطنية التى ترسخت بعد اقتحام مبنى الكابيتول فى 6 يناير 2021.
كما تفوق الفيلم على التوقعات فى الأسواق المحافظة تقليديا مثل أوكلاهوما سيتى وكولورادو سبرينجز، وكذلك الأسواق الأكثر ليبرالية مثل بورتلاند بولاية أوريجون. وفى فينيكس ودالاس، حدد غالبية رواد السينما أنفسهم على أنهم معتدلون أو محافظون. ولم يكن السبب الرئيسى الذى ذكره المشاهدون لمشاهدة الفيلم هو الاهتمام بالسينما المستقلة أو أفلام الحركة، بل «خط القصة السياسية» «الديستوبية» الفوضوية.
وفى تعليقها لـ«التايمز» تقول باربرا ف. والتر، عالمة السياسة بجامعة كاليفورنيا، والتى تدرس الحروب الأهلية، إن احتمال نشوب مثل هذا الصراع ليس مجرد احتمال مجازى، فهى تعتقد أن البلاد تواجه عقدا أو عقدين من عدم الاستقرار السياسى والعنف وإن التصوير الواقعى للفيلم لمثل هذا العنف الذى يحدث فى أماكن أمريكية عميقة – ملعب جولف، ومحطة وقود على جانب الطريق، ونصب لنكولن التذكارى – يبرز مشاهد العنف التى يربطها الأمريكيون أكثر بالصراعات الأجنبية.
وتضيف والتر، مؤلفة كتاب «كيف تبدأ الحروب الأهلية»: «لا أعتقد أن البلاد كانت على شفا حرب أهلية أخرى. ولكن إذا وصلت البلاد إلى هذه النقطة، فإن الصراع قد يشترك فى المزيد مع النسخة السينمائية أكثر من النسخة التاريخية»، أن ما يقرب من 1 من كل 4 أمريكيين يؤيدون انفصال ولايتهم عن الولايات المتحدة، وكان سكان ألاسكا وكاليفورنيا وتكساس أكثر انفتاحًا على الفكرة.
الحرب الأهلية الأولى
شهدت الولايات المتحدة حربا أهلية وصراعات داخلية فى الفترة من ١٢ إبريل ١٨٦١ إلى ٩ مايو ١٨٦٥، واجه فيها الاتحاد (الولايات المتحدة) الانفصاليين فى إحدى عشرة ولاية جنوبية مجتمعة معا لتكون الولايات الكونفدرالية الأمريكية. وقد فاز الاتحاد بهذه الحرب التى ما زالت تعدّ الأكثر دموية فى تاريخ الولايات المتحدة.
كان السبب الرئيسى فى الحرب الأهلية انتخابات الرئاسة الأمريكية 1860 ومن نتائجها إعلان تحرير العبيد، وتعديل فى الدستور أما بالنسبة للخسائر فهى وفاة مليون و750 ألف شخص من جميع الأطراف.