في ذكرى ميلاده.. محمد رشدي ينعى نفسه في قطر الحياة وأثار جدلا كبيرا بـ«دامت لمين»
تحل اليوم السبت، ذكرى عيد ميلاد الفنان محمد رشدي، هذا الفنان الذي اكتسب العديد من الألقاب فهو المطرب الذي هز عرش العندليب، ونجم الأغنية الشعبية، وغيرها من الألقاب المستحقة لفنان تمتع بموهبة غنائيا نادرا ما تتكرر.
والملفت في حياة هذا الفنان الكبير الذي عمل بالغناء هو في سن 17 حتى وفاته عن عمر ناهز الـ76 عاما، أنه ختم مشواره الغنائي بأغنيتين أثارتا جدلا كبيرا، منها “سياسيا” وهو ما لم يكن ليخطر على بال صاحبها، وهي أغنية “دامت لمين” التي غناها في عام رحيله 2005، وتم تأويل هدفها وفكرتها في أكثر من قصة وحدوتة، ونسج أصحابها تفاصيل كثيرة لها.
ولعل أشهرها والتي كانت مثار حديث مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون “ماسبيرو” وقتها، أن الأغنية كانت عبارة عن رسالة غير مباشرة لوزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف، حيث أنه تردد وجود قرار بمنع عرض أغاني محمد رشدي لفترة طويلة عبر شاشات التليفزيون المصري والمحطات الإذاعية دون الإعلان عن أسباب واضحة، وهو ما عرض الفنان لحالة نفسية سيئة، كان لها انعكاسا واضحا على حالته الصحية.
وأكد أصحاب هذه الشائعة، والذين استشهدوا على صحة كلامهم، أنه عقب مغادرة صفوت الشريف وزارة الإعلام في يوليو 2004.
وجرى عرض أغاني محمد رشدي بشكل عادي، وبعد تصوير فيديو كليب أغنية دامت لمين عام 2005، كان يتم عرضها بكثرة على شاشات التليفزيون المصري.
وأما الأغنية الثانية، فقد أثارت جدلا إنسانيا هذه المرة، وهي أغنية “قطر الحياة”، وهي آخر ما غني محمد رشدي، وفسر الناس الأغنية وقتها بأنها محاولة من رشدي لنعي نفسه، خاصة أن الكلمات التي كتبها مصطفى كامل تقول: “على فين ماتقولي يا قطر رايح على فين، هترجعلي شبابي ولا هتزيد عذابي، وقولي أعمل حسابي نفسي أفرحلي يومين، وقلبي شال الجراح شيلة، قلبي متربي على الويلة، والجاي مش أكتر من الرايح، والسكة مبقتش طويلة”.
يذكر أن الفنان الراحل محمد رشدي ولد يوم 20 يوليو عام 1928 بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وورث حب الفن من والده، الذي كان حريصًا على مرافقته في حفلات القرية للاستماع إلى المطربين.
وفتحت له الإذاعة ميكروفونها غناءً وتلحينا، وسجل للإذاعة ملحمة «أدهم الشرقاوي» ونجح نجاحا كبيراً. من أشهر أغنياته (قولوا لمأذون البلد، وعدوية، وتحت الشجر، وكعب غزال، وياليلة ما جاني الغالي).
وقدم محمد رشدي للسينما 6 أفلام، وكون مع الملحن بليغ حمدي والشاعر عبد الرحمن الأبنودي ثلاثيا فنيا عظيما وكان هذا سبباً لبداية انتشار الأغنية الشعبية.
وغنى محمد رشدي، أغانٍ دينية ووطنية في انتصارات حرب أكتوبر. قدم في رمضان أغاني مسلسل «ابن ماجه» وسجل آخر البوم له بعنوان «دامت لمين».
وعانى من صراع طويل مع المرض، وفي أيامه الأخيرة دخل محمد رشدي المستشفى بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد بالإضافة إلى إصابته بالفشل الكلوي ليرقد فيها قرابة الـ45 يوما حتى حان موعده وتوفي.