فى ذكرى رحيله الـ16.. يوسف شاهين المخرج الذى لم يعجبه العجب
• هاجم أفلام عادل إمام وقال إنها فى طى النسيان.. ووصف ألقاب الفنانين بأنها دعاية رخيصة
• لم يعترف بمهرجان القاهرة السينمائى.. وانتقده لأنه ينقصه «المخ والفلوس»
• لم يحب تقليد أحمد زكى لجمال عبدالناصر وأنور السادات.. ووصف الأوسكار بالحدث الفنى المحلى لا علاقة له بالعالمية
يبقى يوسف شاهين أكثر المخرجين إثارة للجدل، وتميز بجرأة لا حدود لها، لم يكن يعبأ بأى ردود فعل تجاه تصريحاته الساخنة، وكان يدلى بآرائه الخاصة فى زملائه الفنانين بأريحية شديدة حتى لو كانت سلبية، فكان يضرب ولا يبالى، وكان معروف عنه أنه «لا يعجبه العجب»، ولم يكن يشغل باله بآراء الناس عنه، وهذا هو الجانب الذى اخترناه، ونحن نحتفى بذكرى رحيل هذا الفنان الكبير، حيث نسلط الضوء فى هذا التقرير عن أبرز تصريحات المخرج الراحل يوسف شاهين فى ذكراه الـ16.
كان يوسف شاهين يشعر باستفزاز كبير حينما يصف أحد فنان بـ«النجم»، فهو يرى أن هذا المصطلح معيب وغير لائق، كما رفض الألقاب التى يطلقها بعض الفنانين على أنفسهم، وقال فى لقاء له: «لا أعرف سبب إطلاق فنانة على نفسها بأنها نجمة مصر الأولى أو نجمة الجماهير، أو أن يطلق فنان على نفسه لقب زعيم، وآخر عمدة»، وهناك لقب لو كنت مكان صاحبته كنت قاضيت الصحف التى تداولته، وهو «عذراء السينما المصرية»، فهذه الألقاب أراها دعاية رخيصة، وعلى الفنان أن يروج لنفسه بأعماله وليس بألقابه.
رغم أنه عاصر نجومية الفنان عادل إمام الذى كان متربعًا على عرش إيرادات السينما لسنوات طويلة، فإن يوسف شاهين كان له رأى صادم فى أفلام عادل، حيث قال فى لقاء له: «عادل إمام ممثل جيد، لكن أفلامه فى طى النسيان لن يتذكرها أحد، بخلاف فنان مثل خالد صالح الذى سيتذكره الناس دائمًا بفيلم هى فوضى».
وفى لقاء آخر تمنى يوسف شاهين لو تعاون مع عادل إمام فى أحد أفلامه أو محمد هنيدى بعد أن وصل للنجومية والشهرة، وقال، إن المشكلة فى وجود أدوار تناسبهما.
من أكثر تصريحات الراحل يوسف شاهين إثارة للجدل الإنتقاد اللاذع الذى وجهه للفنان الراحل أحمد زكى، حيث لم يعجبه أداء الفتى الأسمر شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى فيلم «ناصر 56» ولا أداءه للرئيس الراحل محمد أنور السادات فى فيلم «أيام السادات»، وقال: «لقد واجهت أحمد زكى نفسه برأيى هذا، وقلت له إنه لم يقدم فنًا بل كان يحرص على التقليد، وتمسك بلزمات وطريقة كلام، والحاجات المعروفة عن كل واحد منهما».
مع سعى يوسف شاهين الدائم لمشاركة أفلامه بالمهرجانات السينمائية الكبرى، للوصول للعالمية، لم يكن يعترف بالمهرجانات السينمائية بمصر بل وصفها بالمهرجانات الفاشلة، حينما قال: المهرجانات السينمائية الحقيقية الكبيرة، هى بالترتيب، كان وبرلين وفينسيا، أما دون ذلك فلا توجد مهرجانات، وفى مصر توجد «مهرجانات للغلابة»، فنسمع عن مهرجان الإسكندرية والسنبلاوين والقاهرة، وهى مهرجانات فاضلة غير مدروسة جيدًا، ينقصها «المخ والفلوس».
كما نالت جائزة الأوسكار هجومًا كبيرًا من جانبه أيضًا، حيث رفض منح هذه الجائزة صبغة عالمية، وقال: جوائز الأوسكار يتم منحها للأمريكان، ولا يوجد سوى جائزة واحدة تمنح لأحسن فيلم أجنبى، يتصارع حولها العالم كله، فكيف نصفه بأنه حدث عالمى، ولماذا هذا التصارع حولها، رغم أنه معروف أن لهذا الحدث أهداف تجارية بحته، تحكم اختيارات الفائزين.
كان المخرج الراحل يوسف شاهين يشعر باعتزاز كبير لكل الأعمال التى قدمها حتى لو تعرض عمل منها لهجوم شديد، كما حدث مع فيلمه «سكون هنصور»، وقال إنه بخلاف ما ظنه كثير من النقاد والجمهور، لم يخطئ فيه، والأيام ستثبت أن الفيلم ناجح، وقال: «إنه سبق وحقق فيلمه باب الحديد نجاحًا مدويًا بعد عرضه بـ11 عامًا، رغم أنه فشل فى وقتها»، وأشار إلى اعتزازه الكبير بفيلمه الأشهر «الأرض» ووصف فى لقاء تليفزيونى له، كل من لم يرَ الفيلم بأنه «حمار» قبل أن يتراجع عن الشتيمة.
كما كان له رأى جرىء فى كل التكريمات والأوسمة التى نالها، حيث كان يرى أنها لا تمثل له أى شىء، فطوال حياته لم يكن ينتظر أن «يطبطب» عليه أحد.