مرايا إليكترا.. عرض مسرحي يؤكد ترسيخ الموروث الثقافي رغم محاولات الاحتلال الفكري له
• أيمن مصطفى: حاولت الحفاظ على فكرة الرواية الأصلية مع كسر الشكل الكلاسيكي للحكاية
يشارك العرض المسرحي “مرايا إلكترا” تأليف متولي حامد وموسيقى وكيروجراف وإخراج أيمن مصطفى في المسابقة الرسمية للمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته 17، والتي تحمل اسم سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة ايوب، وذلك في التاسعة مساء يومي الجمعة والسبت المقبلين على المسرح العائم بالمنيل، والعرض إنتاج مسرح الشباب التابع للبيت الفني للمسرح.
أحداث العرض تحدث في العصر الأغريقي حول حكاية إليكترا الشهيرة، ولكن مؤلف العرض أيمن مصطفى كشف زوايا جديدة لإليكترا لم نرها بعد، والسينوغرافيا من ملابس وأزياء وإضاءة تتربع على بطولة العرض المسرحي بلا منازع، بداية من دخول المتفرج لصالة المسرح، نجد ممثلين يرتدون ملابس الكهنة أو حارسي البلدة ومعهم مصابيح لتنير للمتفرج وهو يدخل القاعة في الظلام، هذه الأجواء ادخلت المتفرج في حالة العرض قبل أن يبدأ، والموسيقى أيضًا قاسمت السينوغرافيا بطولة العرض، حيث عبرت عن الحالة الدرامية للعرض ولعبت دور الحوار في المشاهد المعتمدة على الدراما الحركية فقط، إلى جانب انصهارها مع كل عناصر العرض المسرحي.
وعن رؤية مخرج العرض أيمن مصطفى في كسر الشكل الكلاسيكي لإليكترا وتقديمها من ثلاثة زوايا قال، في تصريحات لـ”الشروق”: حاولت الحفاظ على فكرة الروايا الأصلية مع كسر الشكل الكلاسيكي لحكاية إليكترا، وتقديمها بثلاثة أشكال أو انشقاق إليكترا، بثلاث شخصيات الحاقدة والحالمة والحائرة، وحاولت أن تكون الممثلات الثلاثة اللاتي يلعبن شخصية إليكترا، إلى حدٍ ما يشبهون بعضهن البعض في الشكل والقوام، وكان اهتمامي بأن تكون لكلٍ منهن نبرة صوت مُعيّنة تُعبر عن حالة الزاوية التي تلعبها الممثلة لإليكترا، كذلك الملابس أن يرتدون نفس الملابس ولكن بألوان مختلفة تعبر عن حالة كل زاوية للشخصية الأصلية، لأنهم في النهاية هم امراة واحدة “إليكترا”.
وأضاف أن العرض يحمل رسالة هامة، وان لا يمكن للغرب أن يحقق وجهة نظره فينا وسيظل بداخلنا أفكارنا وتراثنا وثقافتنا وأصولنا الراسخة بداخلنا حتى لو تتلمذ أحد منا على يدهم، وهذا ما حدث في أحداث العرض عندما حضر أوريست شقيق إليكترا بعد سنوات من انتظارها له، وأنها كانت تراه المُخلّص، والذي سيثأر لوالدهما، إلا أن فطرته وتراثه وثقافته تغلبت على ما تعلمه في الغرب، وظل محافظ على هويته، نحن شعوب لدينا قضية وموروث وثوابت لا يمكن أن تتغير، وأن على الرغم من الاحتلال التي شهدته مصر قديمًا على مدار مئات السنوات من دول كبيرة، إلا أننا مازلنا محافظين على هويتنا المصرية ولغتنا العربية ولهجاتنا، ولم نتأثر بلغات هذه الدول مثل دول أخرى تم احتلالها، وتأثروا بلغات الدول التي احتلتهم، “مرايا إليكترا” هو ترسيخ لفكرة الفطرة والموروث الذي لن يتأثر حتى مع كل محاولات الاحتلال الفكري له.
وعن رؤية أيمن مصطفى في عناصر العرض المسرحي أوضح، لـ”الشروق”: فكرة أن يكون الديكور أسود مجازفة كبيرة وكنت متخوف من ذلك، ولكن مصمم الديكور والأقنعة دكتور محمد سعد استطاع أن يحقق رؤيتي أفضل ما تمنيت، ولكن هذا كان مقصود ليعبر الديكور عن الحالة الصلبة لشخصية لإليكترا، وهذا انعكس على الأزياء التي صممتها هبة عبد الحميد، وكأن الأزياء تخرج من روح الديكور من نفس بالتة الألوان وروح التصميم، كذلك الأقنعة والتي صنعها محمد سعد بحرفية شديدة، كذلك الإضاءة التي تناغمت مع كل عناصر العرض عامة والسينوغرافيا بشكل خاص، والتي صممها أبو بكر الشريف.
واهتم مخرج العرض أن يصنع حالة سينمائية على خشبة المسرح، من خلال تنقلاته من مشهد لآخر بشكل سينمائي، دون أن يخرجنا من الحالة المسرحية الحية.
العرض المسرحي “مرايا إليكترا” بطولة حسام الجندي وريهام سالم وميرنا هشام وبرين شوقي شامخ ومحمد زكي والطفل محمد عز العرب، تصميم ديكور دكتور محمد سعد وتصميم الأزياء هبة عبد الحميد وتصميم الإضاءة أبو بكر الشريف، تنفيذ الإضاءة حازم عويس، رقصتا الغربان والعُرس من تصميم مناضل عنتر، مدرب الراقصين أحمد رامي، الراقصين: سهيلة عامر ومهاب الخديوي وشادي المهدي وصلاح خوجلي، مكياج رحاب طايع ودعاية أحمد جمال، مساعدي الإخراج: إيمان الغنيمي ومنة زعيمة ونور عادل، مخرجان منفذان ياسر أبو العينين وأحمد صفوت.