المليار الذهبى
د/ السيد مرسى
منذ أيام قلائل دار حوار متلفز مع فنان مصري حول المليار الذهبى فرأيت من المناسب أن نتناول هذا الأمر وما يكتنفه من غموض ، وفق تقرير لوغانو، والذى ربط مستقبل العالم بعدد سكان الأرض، وهذا التقرير نتاج عمل بحثي لعقول سياسية وعسكرية، استخباراتية واقتصادية، سكانية وبيولوجية، مفاده بأن الرأسمالية في صورتها الليبرالية ، لن يقدر لها البقاء لفترات زمنية ممتدة، طالما بقيت أعداد البشر في ازدياد، الأمر الذي لا بد معه أن يتم استنزاف موارد الكوكب الأزرق، ومصادر الطاقة، والتلوث البيئي، تلك التي تحمل الاقتصاد العالمي ما لا يتحمله، ولهذا فإن الحد من تنامي الأجناس الأخرى قد يكون هو الحل، حتى يستقيم الوضع الاقتصادي العالمي بالقضاء على الأفواه الجائعة… والسؤال هل خطوط تقرير لوغانو ترتبط بحبل سري مع التوصية الأولى المحفورة على ألواح جورجيا، الواقعة في ألبرتا بالولايات المتحدة الامريكية بالاحتفاظ بعدد الجنس البشري عند حدود 500 مليون نسمة فقط وفي توازن دائم مع الطبيعة؟ وهذا يتزامن مع جائحة كورونا بإعتبار انها مؤامرة كونية، أم إحدى المخططات الدولية الكبرى، للحفاظ على مكتسباتها التاريخية، سواء بطرق مشروعة تارة، أو بفوقية إمبريالية ليبرالية كما ورد ذلك عن مؤرخين معاصرين ؟
وتلك التصريحات الصادرة من بيل غيتس عن ضرورة تطعيم كل سكان العالم ضد وباء كورونا، وكذلك فكر رجل الاقتصاد “روبرت مالتوس”، الباحث الإنجليزي الشهير في أواخر القرن 19، والذي أشار إلى أن سكان العالم يتزايدون بمتوالية هندسية (2، 4، 8، 16) في حين أن موارد العالم تتزايد بمتوالية عددية (2، 4، 6، 8)، بالتالي فإن موارد الكوكب لن تكفي الجميع، ولكي يحافظ الأغنياء على حياتهم ومواردهم بنفس النمط والمعدل من الوفرة والثراء، فإن أعداد سكان العالم يجب أن يتم التحكم فيها ، والتاريخ كثيرا ما شهد جرائم القتل الجماعي بحق مجموعات معينة من البشر بقصد إنهاء وجودهم كليا، و سميت بالإبادة الجماعية (وصاحب هذا المصطلح المحامي اليهودي رافائيل ، وابتدعه بقصد توصيف قتل الالمان لليهود في أوروبا )- فقديما أباد المغول قبائل بأجمعها عند غزوها، وكذلك فعل غيرهم من الفرس والإغريق، وخصوصا الرومان، وفى العصر الحديث مذبحة سربرنيتشا، ومذبحة رواندا، وفعلته دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ 1948 من مذابح في (صبرا وشاتيلا ودير ياسين والطنطورة وخان يونس وكفر قاسم والحرم الإبراهيمي و مخيم جنين) .والمجازر التي ترتكب في قطاع غزة في سنوات 2008 و2009 و2012 و2014 و2021، وفى أكتوبر 2023 ارتكبت قوات الاحتلال عشرات المجازر في الأحياء السكنية وفي المدارس والمستشفيات ، وذلك بمباركة من أمريكا والدول الغربية ولم يتحرك لهم جفن حول صرخات الأطفال والنساء والشيوخ من المدنيين ، واذا كانت جميع الاتفاقيات المتعلقة بـ”الإبادة الجماعية” تنص على أنها “جرائم لا تخضع للتقادم، ومرتكبوها لا يستفيدون من الحصانة، إذ تتم ملاحقة كل شخص ارتكبها أو أمر بارتكابها دون النظر إلى منصبه، سواء كانوا حكاما أو موظفين عامين أو أفرادا غير مسؤولين، وفق المادة الرابعة والمادة الثالثة من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية”. والحقيقة عدم معاقبة المتهم أمثال هذا النتنياهو السفاح يتجول في حرية أمريكا ويصفق له أعضاء الكونجرس بحرارة ولم يتم اعتقاله بموجب حكم المحكمة الجنائية الدولية ؟
وهنا يثور التساؤل التالى : فهل كان من صنع ألواح جورجيا يتوقع حرباً نووية مهلكة أم كوارث طبيعية إيكولوجية مدمرة تقضي على غالبية البشر؟ ومن يكون صاحب المقدرة على تنفيذ توصيات “ألواح جورجيا الغامضة” على ذلك النحو إن لم تكن هناك أياد خفية ، أ وحكومة عالمية تدير المشهد من وراء الستارة كما يؤمن فريق كبير في الغرب، وكذلك يجد مشاطرة في الشرق، دون أن نتهم بأننا أصحاب فكر المؤامرة.
الى اللقاء : د/ السيد مرسى