الحقيقة مطموسة
دكتور / السيد مرسى
شغل اغتيال أبو العبد في طهران بمقذوف جوى في الساعات الأولى من فجر يوم الأربعاء الماضى اهتمامات الشرق والغرب، فهل قطاع غزة مع هذا السحق التدميرى أكثر أمانا من الدولة الإيرانية!!؟ وفى إشارة لهيئة البث الإسرائيلية بان القتل جاء بصاروخ أطلق من دولة خارج إيران وليس من داخلها، فهل هذه الإشارة الإسرائيلية تعنى إزاحة ايران من مؤامرة الأغتيال ؟ هذه الدولة التي اعتمدت على سياسة الاغتيالات كما أوضح أفريم سنيه وكيل وزير الدفاع الإسرائيلى للصحف الفرنسية في 24/1/2001بان الاغتيالات هى العلاج السحري حيث أنه يمثل رادعا لعناصر المقاومة الفلسطينية مصدر خوف لهم ، فيجعل اهتمامهم بالاحتياطات الأمنية لضمان عدم تعرضهم للاغتيال ، وهذا يساهم في تقليص قدراتهم على التخطيط وتنفيذ العمليات ضد إسرائيل ، والمرجع فى نجاح عمليات الاغتيال الى جهود العملاء الفلسطينيين وغيرهم من خلال تحديد الاهداف من خلال هذه المادة الكيماوية عديمة اللون والرائحة التي توضع على الشخص او السيارة المطلوبة أو هذا اللاصق والذى لا يمكن اكتشافه والذى يعطى إشارات تلتقطها الطائرة من الجو فتجرى عملية القصف الصاروخي ، وكشفت صحيفة نيويورك تايمز بأن الإغتيال تم بعبوة ناسفة تم تهريبها سرا الى دار الضيافة في طهران ، حيث مقر هنية وذلك وفقا لثمانية مسؤولين تم الحديث معهم بينهم إيرانيان وأمريكي و تم إخفاء هذه القنبلة قبل شهرين تقريبا في دار الضيافة التي يديرها ويحميها الحرس الثورى الإيرانى حيث تم تفجير هذه القنبلة عن بعد ، و هذا الاغتيال تم فى ذات دقة وتفاصيل اغتيال كبير العلماء النوويين الإيراني في عام 2020 فهذا خلل امنى وتقصير يثير العديد من علامات الاستفهام ؟ وإعلان مساعد رئيس السلطة القضائية بإيران صادق رحيمي تشكيل ملف قضائى بقضية ” إغتيال هنية ” وإصدار أمر بتحديد واعتقال كل من يثبت إهماله أو استغلاله من قبل العدو كعميل في قضية الإغتيال ، جعلنى أتذكر كتاب تاريخ الطبري والعالم الاسلامى في العصر الأموي ص 91 عندما وجد على بن ابى طالب رضى الله عنه من شيعته من اهل العراق تخاذلا ولا يمكن ان تنتصر بهم قضية مهما كانت عادلة ، فقال لهم ( ما أنتم إلا اسود الشرى في الدعة، وثعالب رواغة حين تدعون إلى البأس، ما أنتم لي بثقة سجيس الليالي ( قد جاء في كتاب المعاني الجامع سجس الماء أي كدره وفسدت رائحته) ، ما أنتم بركب يصال بكم، ولا ذي عز يعتصم إليه ، لعمر الله، لبئس حشاش الحرب أنتم ! إنكم تكادون ولا تكيدون، ويتنقص أطرافكم ولا تتحاشون، ولا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون، إن أخا الحرب اليقظان ذو عقل، وبات لذل من وادع، وغلب المتجادلون، والمغلوب مقهور ومسلوب).
كما يجدر الإشارة : بان اغتيال رئيس الوفد الرسمي إسماعيل هنية بصفته رئيس المكتب السياسى لحركة حماس وفي مناسبة رسمية ، تنصيب الرئيس الإيرانى الجديد مسعود بزشكيان ومن ثم يكون هذا الوفد يستحق أعلى مستويات الحماية من الأجهزة الأمنية وهذا الإغتيال يرتفع الى مستوى الجريمة الدولية والمتهم الأول فيها دولتى ايران وإسرائيل سواء بالمشاركة في الجريمة او التسهيل او المساعدة من جانب اعلى المستويات في الدولة حتى تصل هذه الجريمة الى هذا المستوى من الدقة في التنفيذ والإخراج .
وفى الأخير : على الرغم مما حدث شهد شاهد من أهلها على لسان باحث بالجامعة العبرية الإسرائيلية يدعى ” مارتان فان كريفلد ” بصحيفة ليبراسيون الفرنسية في أغسطس 2001 ” ان الفلسطينيين يتقدمون ببطء وبثقة من الانتصار في هذه الحرب بينما الإسرائيليون يتجهون نحو الهزيمة ببطء وبصورة أكيدة ”
والى اللقاء : دكتور / السيد مرسى