أخبار مصر

تفاصيل فعاليات يوم التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين بمقر نقابة الصحفيين بالقاهرة

نظمت نقابة الصحفيين، أمس، يوما تضمانيا مع الصحفيين الفلسطينين، بمقر النقابة بالتزامن مع ذكرى يوم الأسرى، قدمه الكاتب الصحفى والشاعر الفلسطيني ناصر عطا الله، الذي استهلها، قائلًا: “نحمد الله على الجمع على أرض الكنانة لنكون عليها شاهدين وشهودًا”، والتأكيد على حب مصر كحب فلسطين، ثم تأبين شهداء الصحافة الذين قتلوا على يد الاحتلال خلال نقل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

وشهدت الفعالية عرض فيلم تسجيلي من إنتاج تلفزيون فلسطين، يعكس اعتداء الاحتلال الإسرائيلي واستهدافه المتعمد للصحفيين في كل فلسطين، سواء في غزة أو الضفة أو القدس، مصحوبًا بصور شهداء الصحافة الفلسطينية الذين قضوا على يد الاحتلال.

ودعا نقيب الصحفيين خالد البلشي، المشاركون باليوم التضامني الذي نظمته نقابة الصحفيين تضامنا مع الصحفيين الفلسطينيين، وبالتزامن مع ذكرى يوم الأسرى، للوقوف دقيقة إجلال واحترام لكل الشهداء.

وقال البلشي، خلال كلمته، إن النقابة كانت تعد لهذا اليوم للحديث عن الأسرى الفلسطينيين من الشهداء، إلا أن جديد الأحداث من اغتيال إسماعيل هنية، وكذلك استشهاد الزميل إسماعيل الغول، ورامي الريفي، مردفا: “إننا لا نملك غير تضامن الضعاف وهو تضامن القلوب”.

وأضاف أن حشرجات الزميل الصحفي ناعيًا إسماعيل الغول لا تزال في أذنيه، قائلًا: “هذه الحشرجات ستظل شاهدة على عجزنا ونحن نشاهد الشعب الفلسطيني يباد على مرأى ومسمع، كل الأيام التضامنية تبدو صغيرة في ظل المقتلة التي تحدث جوارنا ولا نستطيع أن نفعل شيئا”.

وتابع: “في ظل الحديث عن أكثر من 160 شهيدا، الكلمات أصبحت ضعيفة في ظل ما يحدث، تحية لكل الصحفيين الفلسطينيين، الذين علمونا كيف تكون صحفيًا وتعبر عن الحق حتى لو دفعت ثمن ذلك روحك”.

وواصل: “اليوم ستظل رسالتنا هي رسالة فلسطين، سيحاسبنا التاريخ وسيحاسبنا أبناؤنا على الصمت أمام المقتلة التي تحدث على حدودنا ولا نستطيع أن نفعل شيئا”.

وقال ناجي الناجي المستشار الثقافي لسفارة فلسطين في القاهرة، إنه منذ اليوم الأول في الحرب على قطاع غزة، بدأت رحلة توحيد الكلمة لدعم القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن اليوم الأول للحرب لم يكن مثل اليوم، في الحشد حول القضية.

وأضاف أن رقم الشهداء يمثل عارًا على جبين الإنسانية، ومن المحبط للغاية أن نتحدث بعد هذه الشهور عن أن الفلسطيني يجب أن يكون جسدا على مذبح من ذهب، أو أن تكون القضية الفلسطينية هي القربان لتنفيذ المشروع الامبريالي في المنطقة”.

وتابع: “ربما شهدنا بالفعل تحركا في الشارع الأوروبي والأمريكي، لكن هناك تقلص في عدد وسائل الإعلام المهتمة في الوقت الذي يتزايد فيه عدد الشهداء، مضيفا: “لقد تم تحديد 3 أغسطس لنصرة غزة والأسير لأن ما تعرض له الأسرى خلال حرب غزة غير مسبوق، فقد تم الإعلان عن 21 شهيدا في الأسر وهذا فقط ما تم إعلانه”.

وواصل: “ما يتعرض له الأسرى في السجون لم يرد على السجون من قبل ولكن عندما تختلط هذه القضايا يصبح الأمر أكثر صعوبة؛ هل نتحدث عن الأسرى؟ أم عن استهداف النساء والأطفال؟ أم عن شهداء الصحفيين؟ فكل يوم هناك دماء فلسطينية جديدة تراق؛ لذلك نعيد التأكيد على المطالب الفلسطينية وأولها الوقف الفوري للحرب على غزة، من خلال التحرك عبر المؤسسات الدولية”.

وأشاد بالمداخلة المصرية في محكمة العدل الدولية من خلال تعريف المحتل، مؤكدًا أن الموقف المصري واضح داعما للقضية الفلسطينية من اليوم الأول من خلال الدعم ورفض مشروع الترحيل لكن لابد من ان يدعم بخطوات دولية.

وتابع: “أخيرا هذه اللحظة التي نمر بها ليست كأي لحظة مررنا بها في فلسطين من عام 1984، رغم أن التاريخ الفلسطيني مليء بالمفاجآت لكن دون مبالغات ما نمر به الآن لم يحدث من قبل، هذا القدر من القتل على الهواء لم يحدث من قبل، هذا الاعتياد لم يحدث من قبل”.

وعقب كلمة الناجي تم عرض فيلم تسجيلي “أبعد من الشمس” يعكس قدر الاعتداءات التي يتعرض لها الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال.

وناشد الكاتب الصحفى والشاعر الفلسطينى ناصر عطا الله، كل من له تواصل الجهات الدولية المساهمة في العمل على معرفة مصير الزميل الصحفي نضال الوحيدي.

وبدوره نقل فايق جرادة مخرج مرئية “أبعد من الشمس”، تحية نقيب الصحفيين الفلسطينيين، وزملاء المهنة إلى الحضور، لافتًا إلى أن ما يزيد عن 160 صحفيا فلسطينيا استشهدوا ومئات الجرحى والمفقودين، في استهداف واضح للصحفيين.

وأشار إلى أن الزملاء الفلسطينيين في غزة ينقسمون لقسمين؛ الأول في سجون الاحتلال، ومن خرج منهم ظهرت عليه علامات التوحش والاعتداء والإهانة، والحرمان من الأكل والشرب، والآخر تحت القصف، مؤكدًا أن قضية الأسرى من أسمى القضايا في هذا الملف.

ونقل جرادة شهادة بعض الأسرى التي وصلته قائلًا: “قالوا: تمنينا أن تبلعنا الأرض لشدة ما يفعله بنا جنود الاحتلال الذين يتخذوننا كفرائس لهم”.

وأكمل: “يعاني الصحفيون في غزة معاناة المجاعة والقصف ومعاناة اضطرارهم لأن يكونوا في المقدمة ناقلين الحدث، ومهددين باستهداف بيوتهم وعائلاتهم، لكننا ننقل صوتهم ورسالتهم: بالدم نكتب لفلسطين”.

أما زاهر حسن الكاشف الإعلامي والكاتب الفلسطيني، فأشار في كلمته إلى أن استهداف الصحفي استهداف قديم، منهم: كمال عدوان، ومجدي أبو شرارة، وغسان كنفاني، وعصام التلاوي، وغيرهم، فالقائمة لم تنته عند إسماعيل الغول بل تطول وستطول، لأن الإعلام سلاح قوي في يد الشعب الفلسطيني”.

وأضاف ناقلًا شهادته على العدوان: “عشت الحرب أكثر من 180 يوما، ونزحت وتركت شغلي وبيتي وأدواتي، وعانيت في عملي الإعلامي لشحن الجوالات والكاميرات، وغيرها من المعاناة هي شيء بسيط يتلاشى أمام المعاناة والدم، لا نريد أن يكون الدم الفلسطيني معتاد نحن بحاجة إلى وقفة أكبر من الاستنكار يجب توحيد الإعلام العربي تجاه ضوء واحد ينير القضية
هولاء في دائرة الاستهداف وسنظل في دائرة الاستهداف ما دمنا نصدح بالحق ونكشف جرائم الاحتلال”.

وفي كلمته قال الإعلامي حسين عبد الغني، إن قضية اغتيال الصحفيين، والأسرى من القضايا المركزية في صراع العدو، فاغتيال الصحفيين مستمر، إلا أن الاحتلال كان يكتفي قديما باستهداف الرموز وانتقل حاليا لاستهداف صحفيي الميدان لقمع صوت الحقيقي.

وأضاف أن طوفان الأقصى أثبت انهيار أخلاقي تام لنظام القانون الدولي، متسائلا: “هل رأينا ضعفًا في الدفاع عن حريات الصحافة كما رأينا فيما يتعلق بقتل الصحفيين الفلسطينيين؟ إن ذلك كان سببًا في استمرار ذلك القتل الممنهج حتى الآن،
هناك انهيار حتى في المنظمات الإقليمية مثل مراسلون بلا حدود وغيرهم كان سيمثل رادعا بسيطا، فالإسرائيلين لن يسمحوا بتحقيق واحد في مقتل صحفي، فقد يكون التحرك أكثر قوة في حال عمل الصحفي في مؤسسة دولية أجنبية”.

يذكر أن نقابة الصحفيين قد نظمت أمس الاثنين يومًا للتضامن مع غزة والأسرى، تضمن عددًا من الفعاليات التوعوية للأطفال، ومعرضًا لصور شهداء الصحافة الفلسطينية، وعزاء شهد إشعال الشموع لأرواحهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *