آراء وتحليلات

خيبة بالويبة

دكتور / السيد مرسي

توقفت طويل أمام المثل الشعبي القائل خيبة بالويبه!!! والذى يرجع أصله للمزارعين المصريين الذين يستخدمون الويبه كمثقال لتقدير وزن الحبوب يعنى عندما تقول عايز ويبه قمح أى ( 24كيلو جرام ) ، وفى عصر الخليفة المأمون كان اعتماد مصر على الزراعة فقط وجامعي الضرائب لا يرحمون الشعب ما بين ضرب واهانة وحبس لعدم دفع الضرائب المفروضة بالويبة وكان سعرها ربع دينار، لذلك قامت ثورة جامعي الضرائب وانتصروا على جيش الوالي وأصابته الهزيمة (الخيبة) بسبب الويبة ، وما حدث مؤخرا مع البعثة الرياضية في أولمبياد باريس هي عبارة عن خيبة أمل ركبة جمل ، ونظرا لأن خيبة الأمل التي وقعت في باريس ثقيلة للغاية لا يستطيع حملَها سوى الجمل (حامل الثقال) ؟! فعبقرية المثل جعلت الفشل أقسى وأشد ثقلا على النفس من خيبة الأمل وكسرة الخاطر وما تحدثه من جروح غائرة بالنفس، وكذلك أيضا ما حدث يتطابق مع هذا المثل الشعبي” خيبة الناس السبت والأحد والرياضة في مصر ما وردتش على حد ” ؟!! فقد شاركت البعثة الرياضية المصرية في باريس 2024 بأكبر عدد من اللاعبين في تاريخ العرب وافريقيا على مدار الدورات الأولمبية، وحصلت على 3 ميداليات فقط وما صاحب ذلك من فضائح مثل هذا السكير وتلك الحامل لجنين وهؤلاء الفشلة من اللاعبين واللاعبات وتسفير أعداد مع لاعبين لا فائدة منهم ؟
والاجابة على هذا التساؤل يفضح وجود فساد ينخر في المنظومة الرياضية بمصر، ولابد من التحقيق في ما يتم إهداره من وقت وأموال وتخليص مصالح، دون الاهتمام برعاية الشباب المشارك، فعلى أي شيء تم صرف أكثر من مليار جنيه على بعثة هذا العام ؟ أخبرونا بالله عليكم، ولماذا يسافر 8 أشخاص مع اللاعب؟ وما فائدتهم وما معايير اختيار الإداريين في اتحادات تلك الألعاب؟ وكيف يتم إدارة هذه الرياضات ؟
وللإجابة على هذه الملفات يقودنا لعلاج الخيبات التي تتهادى بين جنبات المصريين، ولنذهب صوب أصحاب القدوة الحسنة مثل عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه الذى جلس مع أحد الولاة يحدثه في شؤون الرعية وكان موقدا شمعة فلما انتهيا من حديث الرعية وأخذا يتحدثان عن شؤونهم الخاصة قام عمر وأطفأ الشمعة فقال الرجل لم أطفأت الشمعة يا أمير المؤمنين؟ فقال: “إن هذه الشمعة من بيت مال المسلمين فحينما كنا نتكلم في أمر المسلمين تركتها موقدة فلما انشغلنا بالحديث الخاص لا يحق لنا أن نستضيء بها وهي من بيت مال المسلمين”، وقد حذرنا الله بقوله ” وَلَا تَأْكُلُوٓاْ أَمْوَٰلَكُم بَيْنَكُم بِٱلْبَٰطِلِ ” سورة البقرة – الاية 88 .
وخلاصة القول: لا يظن المسئول انه لن يحاسب ، لأن المال العام ملك للجميع على السواء في الدولة وأمانه في أعناقه ، فالمعتدى على الكهرباء يعتدي على جميع المواطنين لأن لهم نصيبا فيها، وكذلك المعتدى على المياه، أو المؤسسات العامة مثل المدارس والجامعات والمستشفيات ، والذي يتربح بمنصبه فإثمه كبير، والذى يجامل من خلال الأموال العامة مثال تسفير اشخاص بالبعثة ليس لهم علاقة بالرياضة والرياضيين
وفى الأخير تنص المادة 116 مكرراً من قانون العقوبات ” بأن كل موظف عام تسبب بخطئه فى إلحاق ضرر جسيم بأموال أو مصالح الجهة التى يعمل بها أو يتصل بها بحكم وظيفته …أو عن إساءة استعمال السلطة، يعاقب بالحبس وبغرامة لا تجاوز خمسمائة جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين ، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ست سنوات وغرامة لا تجاوز ألف جنيه إذا ترتب على الجريمة إضرار بمركز البلاد الاقتصادي أو بمصلحة قويمة لها.” وان كانت هذه العقوبة تحتاج الى التشديد من المشرع ضد مهدر لمليارات الجنيهات لتضاف الى المادة 112 من قانون العقوبات لتكون العقوبة السجن المؤبد .
وإلى اللقاء: دكتور / السيد مرسى

مقالات ذات صلة