قبل نظير عياد.. ماذا نعرف عن مفتي الجمهورية ورؤساء دار الإفتاء المصرية السابقين؟
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، قرارًا جمهوريًّا بتعيين الدكتور نظير محمد عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، مفتيًا للجمهورية، لمدة أربع سنوات بناءً على ترشيح من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
من جانبه، هنأ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الدكتور نظير محمد عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بتكليفه مفتيًا لجمهورية مصر العربية، متابعا للمفتي: “لقد امتحنكم الله تعالى بهذا المنصب المهم، وكم هو أمر جلل ومسؤولية كبرى؛ فسَخِّرْهُ في صناعة الخير للناس والتيسير عليهم”.
فيما تقدم الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، بخالص التهنئة للدكتور نظير عياد لتعيينه مفتياً للديار المصرية، بعد رحلة عطاء أزهرية خالصة في مجمع البحوث الإسلامية، مؤكدا أن الدكتور نظير عياد استطاع أن يقدم إبداعاً وإدارةً وتأليفاً، وشارك بعقلية العالم المدقق في كثير من جوانب الحراك العلمي والمجتمعي.
ولكن، ماذا نعرف عن مفتي الجمهورية ورؤساء دار الإفتاء المصرية السابقين؟
تناولت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني السيرة الذاتية لأبرز مفتي الجمهورية ورؤساء دار الإفتاء المصرية السابقين على رأسهم شوقي علام وعلي جمعة وأحمد الطيب وجاد الحق.
نظير عياد
قبل توليه منصبه كمفتي للجمهورية، كان الدكتور نظير محمد محمد نظير، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، حيث بدأ عمله أستاذا للعقيدة والفلسفة ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ.
وحصل عياد على ليسانس أصول الدين في العقيدة والفلسفة في مايو عام 1995، ثم تابع رحلته العلمية ليحصل على الماجستير في أصول الدين تخصص العقيدة والفلسفة عام 2000، ثم الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عام 2003.
وترقى عياد في التسلسل الأكاديمي حيث عمل كمعيد ثم مدرس مساعد ثم مدرس ثم أستاذ مساعد في كلية أصول الدين جامعة المنصورة، حتي انتقل منها إلي كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفرالشيخ فرع جامعة ليعمل كأستاذ مساعد بقسم العقيدة والفلسفة ثم حصل على الأستاذية عام 2016.
شوقي علام
تقلد الدكتور شوقي إبراهيم عبد الكريم علَّام، أستاذ الفقه، بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع طنطا، منصبه كمفتي جمهورية مصر العربية بداية من 4 مارس 2013م.
وأصبح علام، المولود في قرية “زاوية أبوشوشة” مركز الدلنجات، محافظة البحيرة، في الثاني عشر من أغسطس عام 1961م، مفتي الديار المصرية، بداية من 4 مارس سنة 2013م، وذلك بعد حصوله على أكثر أصوات هيئة كبار العلماء في الاقتراع الذي أجرته لاختيار المفتي، وتصديق رئيس الجمهورية على قرار تعيينه.
علي جمعة
ولد الدكتور علي جمعة محمد عبد الوهاب سليم عبد الله سلمان، ببني سويف بصعيد مصر في يوم الإثنين 7 من جمادى الآخرة 1371هـ، الموافق 3 من مارس1952م.
ونشأ في أسرة طيبة صالحة حيث تربى على مكارم الأخلاق والديانة والعفة، وبدأ تلقي العلم النظامي منذ كان في الخامسة من عمره فحصل على الشهادة الابتدائية سنة 1963م، والإعدادية سنة 1966م من مدينة بني سويف، كما بدأ حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة وأتمه قراءة على الشيوخ في سنة 1969م، وكان مُغرمًا بالقراءة والاطلاع مما كان له أثر كبير على تنمية ملكاته الفكرية المختلفة.
ثم انتقل إلى القاهرة فحصل فيها على الشهادة الثانوية عام 1969م، ثم التحق بكلية التجارة بجامعة عين شمس حتى تخرج فيها حاصلا على درجة البكالوريوس في مايو عام 1973م، والتحق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر الشريف عام 1975م، فبدأ في تلقي العلوم الشرعية واللغوية على كبار الشيوخ، نذكر منهم: الشيخ محمد محمود فرغلي، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق، والشيخ السيد صالح عوض، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق، والشيخ علي أحمد مرعي، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق، والشيخ إبراهيم أبو الخشب، أستاذ الأدب بالأزهر.
كما حفظ المتون العلمية في التجويد، والحديث، واللغة، والفقه، والفرائض، وجَدَّ في الطلب والقراءة على الشيوخ حتى تخرج في عام 1979م، ثم أكمل مرحلة الدراسات العليا بكلية الشريعة والقانون ، حتى نال درجة التخصص “الماجستير” في سنة 1985م بدرجة ممتاز، ثم حصل على درجة العَالِمية “الدكتوراه” بمرتبة الشرف الأولى سنة 1988م.
وتقلد منصبه كمفتي لجمهورية مصر العربية عام 2003 وظل في المنصب حتى عام 2013.
أحمد الطيب
ولد الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب، بقرية القرنة التابعة لمدينة الأقصر في 3 من صفر من عام 1365هـ الموافق 6 من يناير عام 1946م في أسرة عريقة طيبة المحتد، ووالده من أهل العلم والصلاح، نشأ ببلدته ثم تعلم في الأزهر فحفظ القرآن وقرأ المتون العلمية على الطريقة الأزهرية الأصيلة، ثم التحق بشعبة العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالقاهرة حتى تخرج منها بتفوق عام 1969م.
حصل على درجة الدكتوراه شعبة العقيدة والفلسفة من جامعة الأزهر عام 1977م، وتولى الإفتاء وعمره 56 عامًا، وظل في هذا المنصب حتى غرة شعبان لعام 1424هـ الموافق 27 سبتمبر 2003م حيث صدر قرار بتعيينه رئيسًا لجامعة الأزهر الشريف، وقد أصدر خلال فترة توليه الإفتاء حوالي (2835) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء المصرية.
وفي يوم الجمعة الرابع من شهر ربيع الثاني سنة 1431هـ الموافق 19 من مارس سنة 2010م، أصدر السيد الرئيس محمد حسني مبارك القرار رقم 62، بتعيين الدكتور أحمد محمد الطيب شيخًا للأزهر الشريف خلفًا للإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي.
نصر فريد واصل
ولد الشيخ نصر فريد محمد واصل، في مارس سنة 1937م، تعلم في الأزهر فدرس بكلية الشريعة، وبعد تخرجه منها بدأ العمل في النيابة العامة عام 1966م، ثم حصل على الدكتوراه في الفقه المقارن عام 1972م، فأصبح مدرسًا ثم أستاذًا بقسم الفقه بجامعة الأزهر، ثم رئيسًا للقسم، وأعير لجامعة صنعاء ثم لجامعتي المدينة المنورة ومحمد بن سعود بالرياض كأستاذ للفقه المقارن.
ثم عمل عميدًا لكلية الشريعة والقانون بأسيوط في الفترة من عام 1981م حتى عام 1983م، ثم انتدب لشغل منصب عميد كلية الشريعة والقانون بالدقهلية منذ عام 1995م وحتى صدر القرار الجمهوري بتعيينه مفتيًا للديار المصرية.
فبقرار جمهوري صدر في 28 من جمادى الآخرة سنة 1417هـ الموافق 10من نوفمبر سنة 1996م، عُيِّن الدكتور نصر فريد واصل مفتيًا للديار المصرية، وقد أصدر خلال فترة توليه الإفتاء 7378 فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.
محمد سيد طنطاوي
ولد الدكتور محمد سيد عطية طنطاوي، بقرية سُلَيم الشرقية مركز طما بمحافظة سوهاج في 14 من جمادى الأولى لعام 1347هـ الموافق 28 من أكتوبر سنة 1928م.
تلقى تعليمه الأساسي بقريته، وبعد أن حفظ القرآن الكريم التحق بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1944م، وبعد انتهاء دراسته الثانوية التحق بكلية أصول الدين، وتخرج فيها سنة 1958م، ثم حصل على تخصص التدريس سنة 1959م، ثم حصل على الدكتوراه في التفسير والحديث بتقدير ممتاز في 5 من سبتمبر سنة 1966م.
عُيِّن الدكتور طنطاوي في عام 1960م إمامًا وخطيبًا ومدرسًا بوزارة الأوقاف ثم عُيِّن مدرسًا للتفسير والحديث بكلية أصول الدين سنة 1968م، ثم أصبح أستاذًا مساعدًا بقسم التفسير بكلية أصول الدين بأسيوط عام 1972م. ثم أعير إلى الجامعة الإسلامية بليبيا من سنة 1972م إلى 1976م ثم رجع منها لينال درجة أستاذ بقسم التفسير ثم عميدًا لكلية أصول الدين بأسيوط سنة 1976م، ثم اختير رئيسًا لقسم التفسير بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من سنة 1980م إلى 1984م،ثم رجع منها فصار عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين سنة 1985م.
وتم تعيين الدكتور طنطاوي مفتيًا للديار المصرية في 22 من صفر عام 1407هـ الموافق 26 من أكتوبر سنة 1986م، وظل في منصب الإفتاء قرابة عشر سنوات حتى تم تنصيبه لمشيخة الأزهر، وقد أصدر خلال تلك الفترة حوالي 7557 فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.
عبداللطيف حمزة
ولد الشيخ الدكتور عبد اللطيف عبد الغني حمزة، في شهر رمضان من عام 1341هـ الموافق أول مايو سنة 1923م بقرية البريجات التابعة لكوم حمادة بمحافظة البحيرة، وأتم حفظ القرآن الكريم بكتَّاب القرية ثم التحق بالأزهر، وبعدها التحق بكلية الشريعة حيث حصل على درجة العَالِمية «الدكتوراه» من المجلس الأعلى للأزهر عام 1950م.
تدرج بالمناصب من موظف بالمحاكم الشرعية ثم باحث في دار الإفتاء حتى عُيِّن بالنيابة في مطلع السبعينات، وتقلَّد مناصب القضاء حتى انتدب لمدة ثلاثة شهور للقيام بعمل مفتي الجمهورية في ربيع الأول 1402هـ/ يناير سنة 1982م بعد خلو هذا المنصب بتولي الشيخ جاد الحق منصب وزير الأوقاف، ثم عُيِّن مفتيًا للجمهورية في أواخر جمادى الأولى 1402هـ /مارس سنة 1982م وذلك بعد تولي الشيخ جاد الحق منصب مشيخة الأزهر، وقد ظل الشيخ في منصب الإفتاء قرابة ثلاث سنوات ونصف أصدر خلالها 1115 فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.
جاد الحق علي جاد الحق
ولد الشيخ جاد الحق علي جاد الحق يوم الخميس 13 من جمادى الآخرة عام 1335هـ الموافق 5 من إبريل عام 1917م ببلدة بطرة مركز طلخا محافظة الدقهلية في أسرة صالحة فحفظ القرآن الكريم وجوَّده وتعلَّم القراءة والكتابة في كُتَّاب القرية على يد شيخها الراحل سيد البهنساوي، ثم التحق بالجامع الأحمدي بطنطا في سنة 1930م، واستمر فيه حتى حصل على الشهادة الابتدائية سنة 1934م، وواصل فيه بعض دراسته الثانوية، ثم استكملها بمعهد القاهرة الأزهري حيث حصل على الشهادة الثانوية سنة 1939م، بعدها التحق بكلية الشريعة الإسلامية، وحصل منها على الشهادة العَالِمية سنة 1363هـ/1943م، ثم التحق بتخصص القضاء الشرعي في هذه الكلية، وحصل منها على الشهادة العَالِمية مع الإجازة في القضاء الشرعي سنة 1945م.
عُيِّن فور تخرجه موظفًا بالمحاكم الشرعية في 26 من يناير سنة 1946م، ثم أمينًا للفتوى بدار الإفتاء المصرية بدرجة موظف قضائي في 29 من أغسطس سنة 1953م، ثم قاضيًا في المحاكم الشرعية في 26 من أغسطس 1954م، ثم قاضيًا بالمحاكم من أول يناير سنة 1956م بعد إلغاء المحاكم الشرعية، ثم رئيسًا بالمحكمة في 26 من ديسمبر سنة 1971م، وعَمِلَ مُفتشًا قضائيًّا بالتفتيش القضائي بوزارة العدل في أكتوبر سنة 1974م، ثم مستشارًا بمحاكم الاستئناف في 9 من مارس سنة 1976م، ثم مفتشًا أول بالتفتيش القضائي بوزارة العدل.
ثم عُيِّن مفتيًا للديار المصرية في 22 من رمضان سنة 1398هـ الموافق 26 من أغسطس سنة 1978م، وقد كرَّس كل وقته وجهده في تنظيم العمل بدار الإفتاء وتدوين كل ما يصدر عن الدار من فتاوى في تنظيم دقيق حتى يسهل الاطلاع على أي فتوى في أقصر وقت.
كما توَّج عمله بإخراج الفتاوى التي صدرت عن دار الإفتاء في عهوده السابقة حتى تكون متاحة لكل من يبغي الاستفادة منها، فقد أصدر 1284 فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء، كما اختير عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية سنة 1980م.
وتم تعيينه وزير الدولة للأوقاف بالقرار رقم 4 لسنة 1982م بتاريخ 9 من ربيع الأول 1402هـ الموافق 4 من يناير 1982م، حيث مكث الشيخ في الوزارة أشهرًا قليلة ما لبث بعدها أن تولَّى مشيخة الأزهر في 22 جمادى الأولى 1402هـ الموافق 17 من مارس سنة 1982م، بالقرار الجمهوري رقم 129 لسنة 1982م، فأصبح هو الشيخ الثاني والأربعين من سلسلة شيوخ الأزهر، وفي سبتمبر عام 1988م تمَّ اختياره رئيسًا للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة.
وقد شهد الأزهر الشريف في عهد الإمام الراحل نهضة كبيرة، فقد انتشرت المعاهد الأزهرية في كل قرى ومدن مصر، كما لم تنتشر من قبل، فقد بلغ عدد المعاهد الأزهرية في عهده أكثر من ستة آلاف معهد.