مستشار المركز الدولي للصحفيين: 3 مشكلات رئيسة للمحتوى في مصر.. والسعي وراء الترافيك أصبح هو الهدف
انطلقت فعاليات الجلسة الحوارية التي نظمتها لجنتا اقتصاديات ومستقبل الصحافة بنقابة الصحفيين تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي ماله وما عليه”، اليوم الأربعاء، ضمن الجلسات التحضيرية لمؤتمر نقابة الصحفيين السادس.
وتحدث عمرو أحمد الأنصاري مستشار المركز الدولي للصحفيين ومدرب في الصحافة الرقمية وصناعة المحتوى، عن التجارب الدولية في التحرير الصحفي اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل.
واستشهد بكثير من النماذج منها (الجارديان) التي طورت شات بوت بناء على اهتمامات كل مستخدم، بإرسال الأخبار المناسبة له على تطبيق ماسنجر، وكذلك القيام بدور المحرر الأول باختيار المحتوى والصور وإعداد الصفحة الأولى الكاملة.
وأضاف: “أشار تقرير كورسيرا إلى ارتفاع نسبة المسجلين في الذكاء الاصطناعي بنسبة 1060%، وتشير التقارير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى زيادة بعض الوظائف بنسبة 10%، وزيادة بعض الفرص بنسبة 12% في مجال الإعلام يستخدم الذكاء الاصطناعي في التفريغ الصوتي وضبط الصياغة، وتحليل المحتوى، وتسويقه، وإعادة تقييمه، وفي قنوات التوزيع، وغيرها.
وأكمل: “أنا ضد التهوين أو التهويل، فهو قد يهدد جزء من الوظائف وقد يخلق وظائف أخرى؛ لكن هو مرتبط بثلاثة مقاييس رئيسة هي: الإبداع، والانفعالات، والمشاعر، ففي كتاب (كتاب قيادة الاستراتيجية الرقمية ) يعتبر أن المحددات الأساسية لاستمرارية أي وظيفة تتمثل في: الروتين، والتكرار، وتوقع النتائج”.
وعن بعض الأخطاء الممارسة في بعض وسائل الإعلام، أشار إلى أن هناك ثلاث مشكلات رئيسة للمحتوى في مصر؛ أولا: عدم وجود استراتيجية وهوية بصرية ثابتة لكل منتجات المؤسسة، ثانيًا: أن الإصدار مع مرور الوقت فقد هويته، واختفت السياسة التحريرية وأصبح السعي وراء الترافيك هو الهدف، أما المشكلة الثالثة؛ هي أن الإصدارات لا تعرف جمهورها.
وأكمل: “هناك نقطة مهمة غائبة عن كثير من المؤسسات والإصدارات، وهي دراسة المنافسين، وخلق الشخصية المثالية، فقد وصل الحد ببعض المؤسسات الصحفية خارج مصر إلى تحويله إلى مجسم في صالة التحرير ليبقى في أذهان الصحفيين أثناء صناعة المحتوى”. وأكد الأنصاري، أهمية أن يكون لكل مؤسسة صحفية ثوابتها وقيمها الصحفية التي تعتمد عليها في بناء علاقة ثقة طويلة مع الجمهور، فضلًا عن إدارة السمعة الرقمية والعمل عليها من قبل متخصصين داخل المؤسسة الصحفية.
وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا مستحدثا من الوظائف في المجال الصحفي وصناعة المحتوى قائلًا: “لا يتسع الوقت لذكرها جميعًا لكنني أود لفت النظر إلى وظيفتي كاتب النشرة البريدية والمسوق عبر البريد الإلكتروني، فمن الممكن الاستفادة منه من حيث الربح بأن تكون مدفوعة وكذلك لكي تكون مروجًا العلامة التجارية”.
وتابع: “ومن الوظائف المستحدثة كذلك هي وظيفة مساعد الذكاء الاصطناعي، وهو شخص يكون لديه حرفة الهندسة عبر الذكاء الاصطناعي، ويعمل على خلق القصة باستخدام الذكاء الصناعي ثم يقوم بعمليات التحقق وأنسنة القصة، لكن في كل الأحوال يجب مراعاة تدريب الصحفيين في المؤسسات، وتطوير المنصات الصحفية، وتدوير المحتوى”.
وطالب مستشار المركز الدولي للصحفيين اللجنة بالتحقيق في ظاهرة بيع (الباك لينك) على كثير من الصحف القومية والخاصة، وهي بيع الروابط على بعض المواقع الصحفية لحساب بعض المؤسسات أو الشركات من خلال السماسرة، لافتًا إلى أن ضبط هذه العملية قد توفر للصحف دخل كبير.
واستهدفت الجلسة الحوارية الخروج بورقة عمل وتوصيات للمؤتمر العام، تكون بمثابة برنامج عمل وخارطة طريق للمؤسسات الصحفية؛ إذ تمثل فرصة مهمة للصحفيين للتعرف على واقع الذكاء الإصطناعي، والتعامل مع المستجدات التكنولوجية في صناعة المحتوى والتطورات المتلاحقة في صناعة الصحافة والإعلام بصفة عامة.