آراء وتحليلات

كلمة العدد 1377.. “”حماس وحكم التاريخ””

يكتبها د. محمود قطامش

سيتوقف حكمك عزيزي القارئ علي مافعلته حماس في عملية طوفان الاقصي في السابع من أكتوبر من العام الماضي علي ما تحقق من نتائج سواء بالمكسب او الخساره وما حدث بعدها من تداعيات أمنيه واقتصاديه حياتيه وسياسيه علي الشعب الفلسطيني وحكمك وحكم التاريخ عزيزي القاري لن يخرج عن احد الرأيين التالين ……راي يري ان حماس قد احسنت صنعا بفعلتها هذه حيث لفتت الأنظار الي القضيه الفلسطينيه وبعثتها من رقادها واعادتها الي الواجهه وفرضتها علي المجتمع الدولي واحدثت حراكا شعبيا في أوروبا وأمريكا والعالم كله لازال يتفاعل حتي الان معها وقد انتج اعترافا من بعض الدول بالدوله الفلسطينيه ليشكل ركيزه هامه في مسيره النضال والتحرر في طريق الوصول الي الدوله الفلسطينيه وعاصمتها القدس علي حدود ١٩٦٧ م ولأول مره تصدر الادانات من محكمه العدل الدوليه واقترابها من اصدار احكام ضبط للقاده الإسرائيلين واعتبارهم مجرمي حرب تدخل أعمالهم في حكم الاباده الجماعيه المجرمه دوليا ……… وهناك ايضا الرأي الاخر الذي يقول ان حماس قد ارتكبت خطئا تاريخيا وقامت بعمليتها بتهور دور قياس حجم ومقدار النتائج بشكل صحيح ولم تقدر حجم الدعم الاوروبي والأمريكي والدولي لإسرائيل اضف الي ان حماس لم تحسب حساب هذا الرد الانتقامي الإسرائيلي والذي انتج ارضا مدمره لا تصلح للحياه اضافه الي اكثر من ١٣٠ الف من الشهداء والمصابين وخلق واقع لايعاش في قطاع ومحاولة خلق واقع اشد مراره وبؤسا في الضفه الغربيه .
سواء كنت عزيزي القارئ مع هذا الرأي او ذاك تستطيع اثبات صوابية موقفك حيث يتوقف الامر علي اهمية النتيجه التي وصلت اليها بالنسبه لك وفي تقييمك وكيف يتم قياس الامر وفقا لحسابات المكاسب والخسائر …….. لكن يبدو ان المزاج العربي الرسمي في الدول العربيه يميل الي فكرة تسويه سياسيه للقضيه الفلسطينيه وتوفير الامن والاستقرار في المنطقه وطي صفحة الحروب بدلا من الدوران في حلقات من الاقتتال لن تنتهي بفناء اسرائيل ولن تنتهي ايضا بالقضاء علي المقاومه الفلسطينيه وهضم الحق الفلسطيني في دولته المستقله . لاشك ان العالم العربي الرسمي في حالة انقسام بين مؤيد ومعارض لما فعلته حماس بل منهم الكثيرين الذين لهم موقف من حماس نفسها وما احدثته من انقسام في القرار الفلسطيني حتي تستفيد منها اسرائيل متعلله بعدم وجود قياده موحده للفلسطينين لعدم وجود وحده بالقرار الفلسطيني اضف الي التنقل السياسي لحركة حماس من حاله الي اخري لينتهي بها المطاف لتكون ذراعا من اذرع ايران في المنطقه وصلت بقرارها السياسي بأن يكون مستندا الي قواعد متغيره وغير دقيقه وفي غالبها لاتصب في صالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادله بقدر الحرص علي البقاء في السلطه والاستمرار في ادارة غزه ولكن الجميع في النهايه ينتظر حكم التاريخ .
ولكن تحياتي
محمود صلاح قطامش
[email protected]
مصر تلاتين

مقالات ذات صلة