أخبار الفن

مخرجة فيلم «سمر.. قبل آخر صورة» تتحدث عن رحلة فيلمها من اللاوعي إلى الواقع

عرض في سينما زاوية، في 18 أغسطس الجاري، الفيلم التسجيلي “سمر.. قبل آخر صورة” للمخرجة آية الله يوسف، وسط حضور وتفاعل من الجمهور الذي اهتم بمشاهدة فيلم عن رحلة سمر نحو إعادة بناء حياتها بعد هجوم بالحمض (ماء النار) من قبل شريكها السابق، ويلتقط الفيلم 5 سنوات من رحلة شفائها النفسي والجسدي من خلال مساعدة امرأة أخرى تعرضت لنفس السلوك العنيف.

حضر الفيلم عدد من الجمهور بالإضافة إلى مجموعة من صناع الأفلام، مثل المخرجة مي زيادي، وأمنية سويدان، والممثلة بسنت شوقي، والمخرج بسام مرتضى، الذي أدار الحوار في ندوة عقب عرض الفيلم، وتفاعل الجميع في نقاش مفتوح حول هذه القضية ومدى صعوبة طرحها على الشاشة.

المرآة والناس والألم.. ما بعد هجوم الحمض

يطرح فيلم “سمر.. قبل آخر صورة” رؤية معمقة وقريبة للغاية حول حياة النساء بعد تعرضهن لعنف بالحمض يؤدي إلى تشوهات ضخمة في الوجه أو الجسد، وتُعرض هذه الرؤية من خلال شخصية سمر، الشخصية الرئيسية في الفيلم، والتي تعرضت لهجوم بالحمض من زوجها السابق، أدى لتشوه في وجهها.

كان التفاعل في صالة العرض من الجمهور قوي للغاية، بسبب المشاهد التي تتعلق بوجوه النساء بعد تعرضهن للعنف، والأمر الذي دفع نحو نقاش ممتد بعد العرض حول أهمية عرض هذه القضية على الجمهور والتوسع في إتاحتها لفئات مختلفة سواء عمرياً أو اجتماعياً.

لذلك يفتتح الفيلم مشاهده الأولى بمرحلة وضع سمر مساحيق التجميل وتركيب العين الصناعية أمام المرآة، أول صديق للمرأة ترى من خلاله نفسها، ثم الكثير من المشاهد الأخرى التي تتعلق بالشارع، والحديث عن الناس وتعليقاتهم الفظة تجاه هذا الأمر، والتي ذكرت سمر واحداً منها: “استفدتي إيه بالطلاق على الأقل كان بيضربك وبتخفي”.

يركز الفيلم بشكل أساسي على ثلاث خطوط درامية، الأولى تتعلق بسمر، السيدة التي تكافح لاستعادة وجهها، ومساندة الأخريات اللاتي تعرضن لنفس العنف من خلال مبادرة أو جمعية خاصة، والثانية سناء، وهي فتاة تبلغ من العمر 22 عاماً تعرضت لهجوم الحمض منذ سنوات على يد ابن خالها بعد فشل محاولة زواجه منها، والثالثة آية، مخرجة الفيلم التي تظهر في تقاطعات مختلفة مع الشخصيات وأيضاً تظهر من خلال مخاوفها تجاه هذا الفعل وإمكانية حدوثه معها.

وفي رحلة بين مصر والإمارات، يعيش المُشاهد التفاعلات الحياتية بين الشخصيات، ما يشعرن به وما يقلقهن وهواجسهن والتحديات التي تعرقل مسيرة كل منهن نحو هدفها.

آية: حلم متكرر تحول إلى فيلم

بدأت فكرة الفيلم منذ عام 2016، 8 سنوات من العمل على هذا المشروع لكي تستطيع آية الخروج به إلى النور، وقالت آية في تصريح لـ”الشروق”: “الدافع للاستمرار كل هذه السنين، هو إيماني الشديد بالقضية، والذي آراه كل يوم متجسداً في حوادث العنف التي تقع ضد النساء، وليس بالضرورة أن تكون مماثلة، ولكن هذا النوع من المهم الحديث عنه، وأتمنى أن يصل إلى أكبر عدد من الجمهور، ويكون لي تأثير إيجابي، لأن للأسف لا يوجد كثير من الأفلام التي تناقش قضايا من هذا النوع، وخاصة الحروق، التي لا يسمع عنها أحد من الأساس، ولا يعرف الناس تفاصيلها، وتقريبا هو أول فيلم يتعرض لهذا النوع”.

وأضافت آية لـ “الشروق”: “الفيلم يتناول رحلة سمر وحلمها وليس ما تعرضت له فقط، واختيارات سمر في الحياة بعد هذا الحادث، التي تركزت حول السفر والبحث عن عمر وأيضاً مساعدة غيرها من الحالات اللاتي تعرضن لنفس النوع من الحروق، وكان من بينهم حالة سناء، من يستطيع أن يكون قد تعرض لعنف وأن يساعد بهذا الشكل ويسعى للأخريات بكل طاقته وهو مستنزف على مستوى شخصي”.

تعرفت آية على سمر بالصدفة، عندما كانت تمر بحالة اكتئاب شديدة، لذلك حاولت صديقتها نرمين، وهي صديق مشترك مع سمر أيضاً، أن تخفف عنها هذا الاكتئاب، وقصت عليها حكاية سمر كنموذج لمحاربة الواقع والقتال وعدم الاستسلام، وقالت آية: “كان لدي حلم متكرر أنني سوف أتعرض لهذا النوع من العنف، على الرغم من عدم وجود أي مؤشر على ذلك، ولكن عندما قابلت سمر عايشت الحلم في رحلتها”.

على الرغم من صعوبة الفيلم في كثير من المشاهد، فإنه لم يخلو من المرح والمزاح ولحظات البهجة أحياناً كثيرة، خاصة في الجزء الخاص أثناء سكن آية وسناء وسمر في شقة صغيرة بالإمارات، والتي حاولت آية من خلال تصويره وعرضه أن تعرض التفاعلات بين شخصيات مختلفة تماماً اجتمعن في مكان بسبب هدف واحد، وكل ذلك جزء من الأمل الذي يحاول الفيلم التركيز عليه ويظهر بقوة في اختيار تراك الموسيقى الخاص بها، في البداية والنهاية، بأغنية فرقة كايروكي “كل حاجة بتعدي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *