الشيطان يعربد
دكتور / السيد مرسى
في بلاد إنجلترا حيث الضباب فوق النهر، والضباب الذى ينساب بين الجزر الصغيرة والمروج الخضراء للمدينة العظيمة والقذرة، والضباب على المستنقعات إسيكس والضباب على مرتفعات كنتي والذى يحوم حول أشرعة المراكب الكبيرة والصغيرة (هذا وصف تشارلز ديكنز) ، ومنذ أيام وهذه البلاد في حالة تأهب مرتفع بسبب أعمال الشغب والعنف العنصري من جانب اليمين المتطرف ،بعد انتشار العديد من المنشورات الكاذبة على الإنترنت التي تشير إلى أن مهاجر مسلم ، قتل الفتيات الصغيرات الثلاثة طعنًا بالسكين أثناء حفل راقص للأطفال في 29 يوليو في ساوثبورت بشمال غرب إنجلترا ، والحقيقة غير ذلك فبعد أن أوقفت الشرطة شابا يبلغ 17 عاما للاشتباه في ارتكابه “جريمة قتل” تبين أنه من مواليد بريطانيا وليس مهاجرا كما زعمت الجماعات المعادية للمهاجرين والمسلمين وأضافت الشرطة إنها لا تنظر إلى الهجوم باعتباره عملا إرهابيا.
ومهما تحدثنا عن تجاوزات اليمين المتطرف ضد المسلمين والذى رفع شعار “طفح الكيل”، وشعار آخر “أوقفوا القوارب”، في إشارة إلى المهاجرين غير الشرعيين الذين يبحرون إلى بريطانيا من فرنسا ، وحطم متظاهريهم الملثمون نوافذ فندق يستخدم لإيواء طالبي اللجوء في روثرهام بجنوب يورشكير. و فندقا آخر معروفا بإيواء طالبي اللجوء بناحية برمنجهام بوسط إنكلترا، وكذلك تحطيم المحلات وترويع المسلمين ، ولقد قام بعضهم بتدنيس قبور عائدة إلى مسلمين في برمنجهام والتي تضمّ جالية كبيرة من باكستان وبنغلاديش، وأصبح 2000 مسجد في بريطانيا تحت تهديد اليمين المتطرف، والمسلمين وبعض رجال الشرطة يقومون بحراستها الان. وقد أوضحت دراسة عنوانها “عَقد من الكراهية ضد المسلمين”، والتي توضح زيادة مقلقة في حالات الإسلاموفوبيا في بريطانيا خلال السنوات الأخيرة، فهل هي بداية حرب أهلية المقدمات فيها مظاهرات وقتل في الشوارع ونهب المحلات الخاصة بالمسلمين؟ والإجابة جاءت من البروفيسور البريطاني ديفيد ميلر الناشط اليمينى المتطرف “الصهيوني” – شهرته تومي روبنسون ، والذى قال : “ان الاحداث لا يصح تجاهلها، لأنها حرب إسرائيلية على المسلمين البريطانيين، والهدف منها إخراسهم والقضاء على حركات الاحتجاج المنتشرة في طول البلاد وعرضها ” يقصد وقف المظاهرات الداعمة لأهل غزة المحاصرين.
ولا ابالغ إذا قلت ان معظم المصائب تأتى من وراء هذا الانترنت لذلك تبحث الحكومة البريطانية إدخال تعديلات على قانون الأمن على الإنترنت، لأجل تنظيم منصات التواصل الاجتماعي بعد هذه الأحداث التي وقعت من جراء انتشار معلومات مضللة على الإنترنت، قتل بسببها أبرياء وتحطمت ممتلكات ودنست قبور.
والى اللقاء: دكتور / السيد مرسى