حسين بكر لـ«الشروق» بعد عامه الأول رئيسا للقومي للسينما: أسعى لنشر الثقافة السينمائية فى كل محافظات مصر
– متفاءل رغم صعوبة المهمة وكثرة الملفات.. وقريبا نفتتح نادى سينما بالغردقة
– أتمنى عودة دعم الأفلام..والقابضة للإستثمار الثقافي والسينمائي لن تؤثر على دور المركز
– متحمس لخروج الدورة الخامسة لملتقى «رؤية للنور».. وهناك مكافآت مالية للفائزين
– خبرات المخرجة هالة جلال مع المهرجانات المختلفة رشحتها لتوليها رئاسة «الإسماعيلية السينمائى»
– مهموم بقاعات دور العرض الشاغرة.. وندرس حلولا عملية لجذب أهل الإسماعيلية لمهرجانهم
– لدينا خطة لزيادة حجم إنتاج الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة تؤهلنا للمشاركة بالمهرجانات العالمية
مع اقتراب عامه الأول كرئيس للمركز القومى للسينما، وفى حديث لـ«الشروق» قدم الدكتور حسين بكر كشف حساب لما فعله خلال العام المنصرم، وأعلن عن مشروعاته للمستقبل، وكشف عن الصعوبات التى يواجهها، وأجاب عن كثير من علامات الاستفهام التى تحيط بالمركز فى الفترة الأخيرة، خاصة بعد شائعة انتهاء زمن المركز بإنشاء الشركة القابضة للاستثمار فى المجالات الثقافية والسينمائية، وقضية دعم الأفلام التى تؤرق كثيرا من السينمائيين، والذين كانوا يعتمدون بشكل كبير على هذا الدعم لخروج أفلامهم للنور.
فى البداية قال مدير التصوير حسين بكر: بعد أن توليت رئاسة المركز القومى للسينما، قضيت بعض الوقت بفترة استكشافية، ودراسة لكيفية تحقيق الأهداف التى من أجلها أنشئ المركز، وكى أرى لأى مرحلة وصلت إليها هذه الأهداف، وأعتقد أنه من أهم أهداف المركز هو إنتاج أفلام روائية قصيرة وتسجيلية ورسوم متحركة، وهو ما شرعت فيه على الفور، فكانت هناك أفلام معلقة لم يتم استكمالها، وقررت استكمالها فورا حتى تخرج للنور، ثم التحضير لليوبيل الفضى لمهرجان الإسماعيلية السينمائية، خاصة أننى توليت المنصب قبل إقامة الدورة بأشهر قليلة، ومنحت نفسى فرصة التعلم من هذه الدورة، حتى أستعد للدورة الجديدة، التى ستكون مسئوليتى من الألف للياء، ثم كان الهدف الثالث لى الذى سعيت لتحقيقه منذ اليوم الأول لى فى هذا المكان، هو نشر الثقافة السينمائية، ويراودنى حلم نشر الثقافة فى جميع محافظات مصر، لأنه لدينا عدة نوادى سينما قليلة جدا، بالإسكندرية ودمنهور والقاهرة، وأنشأنا ناديا بالإسماعيلية، وآخر ببنها، وقريبا نستعد لإقامة نادٍ بالغردقة، وأقمنا لأول مرة ناديا لسينما الطفل بالقاهرة ونأمل انتشاره فى المحافظات المختلفة، وأخيرا مسابقة تحدى مونودراما الصورة، ونستعد حاليا لإنتاج السيناريوهات الـ5 الفائزة بالمسابقة.
هناك اتجاه لإقامة نادٍ للسينما بالغردقة فماذا عن باقى محافظات الصعيد الخالية من أى نوادٍ؟
ــ أرى أن الغردقة هى محافظة صعيدية تطل على البحر وذلك لأن كل سكانها من الصعيد، إلى جانب أنه لدى هدف ثانٍ وهو التوجه للآخر، وأن يشاهد السائح الأجنبى مصر من خلال فنها، وعليه فكل الأفلام التى ستعرض بنادى الغردقة سوف يتم ترجمتها بثلاث لغات «الإنجليزية والفرنسية والإيطالية»، والفترة المقبلة ستشهد إقامة أندية أخرى بمحافظات الصعيد بالتأكيد.
تستعد حاليا لإطلاق الدورة الخامسة لملتقى «رؤية» لسينما الشباب، بداية لماذا تأخرت هذا الدورة العام الماضى، وهل هناك أى جديد بشأنها؟
ــ متحمس جدا لهذا الملتقى، لأنه يعتبر إحدى وسائل نشر الثقافة السينمائية عن طريق التواصل المباشر مع الشباب، لكن الدورة الخامسة تأجلت العام الماضى بسبب مرض المونتيرة منار حسنى الرئيس السابق للمركز، والذى أدى لاعتذارها عن استكمال مهام عملها، وبعدها كانت هناك فترة تسيير أعمال، وكل الأمور تعلقت تقريبا، وبعد أن توليت المسئولية حرصت على إقامة الملتقى، لما فيه فائدة كبيرة على شباب السينمائيين، وسوف تنطلق الدورة بعد أيام قليلة، يوم 27 أغسطس الجارى وتستمر حتى 30 من نفس الشهر.
أما فيما يخص الجديد فيها، فلأول مرة تقام عدة محاضرات لكبار السينمائيين، منها محاضرة عن مبادئ المونتاج، تقدمها الدكتورة إيمان يونس، عميدة المعهد العالى للسينما، والثانية عن موسيقى الأفلام تقدمها الدكتورة رانيا يحيى، عميدة المعهد العالى للنقد الفنى، ومحاضرة عن مبادئ التصوير السينمائى يقدمها مدير التصوير الدكتور محمد شفيق، أستاذ التصوير السينمائى، وأخيرا محاضرة عن دعم الأفلام القصيرة، تقدمها المخرجة والموزعة هالة جلال. وهناك جوائز مادية ستمنح للفائزين من قبل الرعاة، وتحديدا 3 جوائز مادية، واحدة مقدمة من المنتج هشام عبد الخالق، والمنتج صفى الدين محمود والثالثة من نقابة السينمائيين.
لكن هل واجهتك أى معوقات لتنفيذ أهدافك خلال الفترة الماضية؟
ــ لا أستطيع أن أصفها بالمعوقات، ولكنه الروتين المتعارف عليه فى أى مكان الذى يتطلب وقتا طويلا فى تنفيذ الأهداف، لكن إجمالا المهمة صعبة بالمركز لكثرة الملفات التى أعمل عليها، فنحن نسعى لمنح كل ملف من ملفات المركز الاهتمام الكافى، سواء إنتاج الأفلام والمشاركة فى المهرجانات والتحضير لمهرجان الإسماعيلية، وأنا بطبعى متفائل، ومؤمن أن القادم أحسن، مهما كانت هناك مشكلة، لابد أن هناك حلا لها.
على ذكرك لمهرجان الإسماعيلية، ما سبب اختيار المخرجة هالة جلال لتولى رئاسته؟
ــ كنا نبحث عن شخص له باع فى المهرجانات المختلفة، وهو ما توفر فى هالة جلال، إضافة إلى أنها سينمائية، والحقيقة كنت أبحث عن شخصية سينمائية لتولى هذا المنصب، مع احترامى للنقاد بالطبع، ولكن كنت أسعى لتقديم رؤية مختلفة ودم جديد.
ولماذا لم تتولَ رئاسة المهرجان باعتبارك سينمائيا، وذلك خشية أن يحدث تصادم بينك وبين الرئيس الجديد؟
ــ حينما توليت المسئولية وجدت أن هناك لائحة تفصل بين رئيس المركز ورئيس المهرجان، ولكن بالتجربة مع الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان السابق، وجدت أن لديه أعباء كثيرة، وأنا لدى أعباء كثيرة، ومن الصعب أن يتحمل فرد واحد كل هذه الأعباء، إضافة إلى أن كل واحد منا يعرف حدوده، وعليه لن يحدث أى صدام بينى وبين رئيس المهرجان، ودورى هنا هو تحقيق أحلامه وفقا لقدراتى.
يعانى مهرجان الإسماعيلية بأنه بلا جمهور.. فهل لديك رؤية لحل هذه الأزمة؟
ــ تشغلنى هذه المشكلة، وشاهدت بنفسى القاعات الشاغرة من الجمهور بالدورة السابقة، وسعيت لوضع حلول عملية لجذب أهل الإسماعيلية لمهرجانهم؛ لأن مهرجانا بلا جمهور ليس مهرجانا، وتم التواصل مع جامعة قناة السويس للتعاون، وإقامة عروض بها، ونفكر فى عمل مسابقة خاصة بشباب الإسماعيلية، وعقد ورش ومحاضرات لهم، وعمل عروض ببعض مراكز الشباب، فلن يقوم المهرجان إلا على اكتاف أبناء المحافظة، سواء مشتركين بالمسابقات أو متطوعين.
كما أن هناك اتجاها لدعوة بعض نجوم الفن لإضفاء مزيد من البريق على المهرجان، وسوف تكون فرصة لهم لمشاهدة سينما مختلفة، وربما تشجعهم على تقديم دعم للشباب والمشاركة فى مشروعاتهم، كما نحرص على وضع برنامج المهرجان مبكرا حتى تكون هناك فرصة كبيرة للدعاية، وفى الحسبان التواصل مع رئيس القناة الخامسة لعمل دعاية للمهرجان على شاشته.
عانى أبناء المركز القومى من استبعاد أفلامهم من الاشتراك بالمسابقات الرسمية للمهرجان فما موقفك من هذا الأمر؟
ــ هناك وجهة نظر صائبة، إنه لا يجوز أن يكون المركز الخصم والحكم، فلجنة التحكيم كانت تضم عددا من أبناء المركز، وعليه أسعى لعمل لجنة تحكيم مستقلة تماما من خارج المركز، وربما من خارج مصر، لضمان النزاهة والشفافية وهنا يحق لأبناء المركز الاشتراك بالمسابقات الرسمية.
باعتبارك مدير تصوير ما تقييمك للتكنيك المستخدم بالمهرجان لعرض الأفلام فى ظل شكوى بعض المتسابقين من رداءة الصوت والصورة وانقطاعها أثناء العرض؟
ــ فكرة انقطاع الصوت أو الصورة واردة فى أى مهرجان، ورغم ذلك تحدث كثيرا فى هذا لأن مسئوليتنا كجهة عرض هو ضمان كواليتى جيد، وهو ما سنفعله فى الدورة الجديدة، ولن نقل عن مستوى تقنى معين.
من أهم ملفات المركز القومى للسينما هو مشروع الرقمنة، فماذا تم بشأنه؟
ــ نبحث حاليا فى ترميم مجموعة من الأفلام، والأمر محل دراسة، لأننا نختار الأفلام القديمة الأكثر أهمية سواء بالنسبة للموضوعات أو لمخرجيها مثل أفلام خيرى بشارة وعلى بدرخان، فلابد تتوفر نسخ مرممة لأفلامهم، هذا إضافة لترميم بعض الأفلام للعرض فى مهرجان الإسماعيلية، وسبق وقمنا بترميم ثلاثة أفلام لعبد القادر التلمسانى احتفالا بمئويته، وفيلم صائد الدبابات، لكن المشكلة أن ترميم الفيلم الواحد مكلف قد يزيد عن مائة ألف جنيه للفيلم الواحد.
هناك من يظن أن ميزانية المركز القومى تذهب معظمها فى شكل أجور، والقليل منها يصب فى إنتاج الأفلام وتنفيذ المشروعات، فما تعليقك؟
ــ كلام غير صحيح، لأن هناك ميزانية خاصة لإنتاج الأفلام، نعم الجزء الأكبر من الميزانية تذهب فى شكل أجور، لكن ميزانية الأفلام موجودة، ربما العام الماضى لم يتم إنتاج عدد كبير من الأفلام، لكن هذا يعود للظروف التى مر بها المركز من مرض الرئيس السابق له، لكن هذا العام تم استكمال الثلاثة أفلام التى توقفت، فانتهينا من فيلم الرسوم المتحركة «بعد نظر» لرانيا محمود، وفيلم «بليغ حمدى»، وفيلم «سوق الخميس» لطارق الزرقانى، وقريبا نشرع فى إنتاج عدد من الأفلام منها فيلم «وش الصبح» للمخرج عمرو عبد العزيز، والمستهدف إنتاج 8 أفلام بالعام، قابلة للزيادة، رغم ارتفاع الأسعار وثبات ميزانية المركز، لكن هناك وعودا بتقديم كل الدعم المادى لنا.
أليس غريبا أن إنتاج المركز القومى للسينما لا يشارك بالمسابقات الرسمية للمهرجانات الكبرى؟
ــ أعتقد أن هذا الأمر سيتغير مستقبلا مع زيادة إنتاج الأفلام، فمن المعروف أن الاشتراك بالمهرجانات مرتبط بسنة الإنتاج، فكل مهرجان يحدد سنة إنتاج الفيلم المشارك بالمسابقات، ومع زيادة حجم الإنتاج، فسوف تكون هناك فرصة كبيرة للاشتراك بالمهرجانات الكبرى، ولكن هذا لا يمنع أن كثيرا من أفلام المركز حصدت على جوائز محلية ودولية، ونستعد حاليا للاشتراك فى أكثر من مهرجان مصرى، منها مهرجان الغردقة السينمائى الذى نشارك فيه بفيلمين رسوم متحركة.
تعانى أفلام المركز من صعوبة فى التسويق فما هى الأسباب، وهل هناك بروتوكول تعاون مع قناة الوثائقية لعرض إنتاجكم؟
ــ كان هناك تواصل مع قناة الوثائقية أثناء إقامة الدورة 25 من «الإسماعيلية السينمائى»، وكان للقناة دور مهم فى رعاية المهرجان ونقل فعالياته، وحدث اتفاق شفهى للتعاون لكن لم يتم ترجمته لتعاقد بعد، وأتمنى أن يحدث قريبا، لكن عن نفسى أتمنى أن يكون لنا منصة أو قناة خاصة لعرض أفلامنا، وهى فكرة قابلة للدراسة فملف التسويق من أولويات اهتمامى الفترة المقبلة.
يردد البعض أنه بدأ العد التنازلى لنهاية المركز القومى للسينما مع تدشين الشركة القابضة للاستثمار الثقافى والسينمائى، فما مدى صحة هذا الكلام؟
ــ لا أعتقد أنه سيحدث، فالمركز مستمر، وسوف يواصل رحلته فى إنتاج الأفلام القصيرة والتسجيلية، فالشركة القابضة تهدف للربح، ولا أعتقد أن لها تأثيرا على دور المركز، وهذا رأيى كسينمائى، فلا أعتقد أنه ممكن حدوث هذا الأمر.
لكن ألا ترى أنه مع تقلص دوره وثبات ميزانيته وارتفاع الأسعار قد يؤثر على أداء عملكم، خاصة أن البعض يرى أن دور المركز يقتصر على إقامة المهرجان فقط؟
ــ يؤثر ثبات الميزانية علينا، لكنه لن يتسبب فى تعطيلنا، فكما قلت إن هناك وعودا بدعمنا ماديا، والحمد لله لم نتوقف عن الإنتاج، وخلال عام قضيته بالمركز لم أحتج لمزيد من الدعم، والعملية تسير بشكل جيد، وأرى أن المركز يمارس دورا كبيرا على أرض الواقع، فهو باب أمل لشباب السينمائيين، فنحن لدينا وحدة هامة لدعم سينما الشباب وتوفير كل الإمكانيات لتنفيذ أفكارهم، وهناك وحدة دعم السينما المستقلة، ولدينا الكثير من المشروعات التى ننفذها ونسعى لتنفيذها على أرض الواقع.
تبقى القضية التى تشغل عددا كبيرا من السينمائيين وهى أزمة الدعم المتوقفة لسنوات، والتى كانت تقدمها وزارة المالية للمركز وصلت لـ50 مليون جنيه بدلا من 20 مليونا، فماذا تم بشأنها؟
ــ للأسف تم إلغاء هذا البند من وزارة المالية، وإن كنت أتمنى أن يتم إعادته من جديد حتى يستفيد قطاع أكبر من السينمائيين، فهذا الدعم ساهم فى خروج أفلام كبيرة للنور مثل فيلم «فتاة المصنع» للمخرج الراحل محمد خان، ومع هذا فنحن لم، ولن نتوقف عن تقديم أى دعم لوجيستى لصناع الأفلام الروائية الطويلة، من معدات واماكن تصوير وغيرها.