«طابا.. كامب ديفيد».. رحلة ثرية في أروقة الدبلوماسية المصرية والعالمية للراحل نبيل العربي
مجموعة من المحطات التاريخية حول أروقة الدبلوماسية المصرية والعالمية، إطلالة قوية على أسس التفاوض والتحكيم وفض النزاع، قدمها الدبلوماسى القدير نبيل العربي وزير الخارجية المصري الأسبق، والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، الذي رحل عن عالمنا اليوم، وذلك في كتاب «طابا… كامب ديفيد… والجدار العازل ــ صراع الدبلوماسية من مجلس الأمن إلى المحكمة الدولية» ــ الصادر عن دار الشروق.
تميز الكتاب بقدرته الفائقة على الجمع بين الدقة والوضوح الشديد، ففي الوقت الذي تناول فيه قضايا حساسة ودقيقة، فإنه فعل ذلك بلغة سلسة وضوح، حيث كشف النقاب عن الكثير من المحطات التاريخية، وذلك فى معرض سرده للعمل القانونى والسياسى والدبلوماسى المكثف والشاق لاستعادة طابا من خلال التحكيم الدولي.
وركز العربي في كتابه على أهمية العمل الجماعى وضرورة الاستفادة من خبرات المتخصصين وبناء القرارات على أساس من المعلومات والتحليل، فكان فى كثير منه سياسي وقانوني، مايكشف عن عمق فكر مؤلفها وإلمامه الواسع بموضوع الكتاب.
اشتمل المؤلف على هذا المزيج النادر بين التحليل العميق واللغة السلسة، حيث يسد نقصًا كبيرًا في المكتبة العربية، فمؤلفه دبلوماسي مصري استثنائي، وهو الدكتور « نبيل العربي » الذي شغل مواقع دبلوماسية بالغة الأهمية داخل مصر وخارجها، وكان مسئولًا عن أهم الملفات السياسية المصرية على مدى نصف القرن الأخير. يقدم الدكتور « نبيل العربي» في هذا الكتاب الحقيقة الكاملة عن مُجريات ملف المفاوضات المصرية – الإسرائيلية التي انتهت باسترجاع طابا واستكمال تحرير الأرض المصرية، وقد كان الدكتور «نبيل العربي » رئيس الوفد المصري في هذه المفاوضات التي اعتُبرت انتصارًا دبلوماسيًّا ساحقًا.
غير أن المؤلف يأخذنا إلى جذور القضية منذ عام 67، ويكشف من موقعه المهم في أروقة الدبلوماسية المصرية والعالمية باعتباره من صُناع الحدث، عن أهم محطات الصراع العربي الإسرائيلي منذ ذلك الحين. من ناحية أخرى، يُقدم الكتاب شهادة حية على تاريخ الدبلوماسية المصرية بما يتمتع به المؤلف من مصداقية ومسئولية رَجُلٍ عَملَ رئيسًا لمجلس الأمن الدولي، وبضمير قاضٍ في محكمة العدل الدولية، وبوعي مثقف وأكاديمي نال الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة نيويورك.
يمثل هذا الكتاب إضافة نوعية للمكتبة العربية، فهو لا يقتصر على تقديم معلومات قيمة حول القانون الدولي وقواعد التفاوض، بل يتجاوز ذلك ليقدم رؤية عميقة لأعمال الدبلوماسية الدولية وكيفية اتخاذ القرارات في المحافل الدولية. إن المؤلف، الدكتور نبيل العربي، بصفته دبلوماسيًا مخضرماً، يمنح القارئ نظرة فريدة من نوعها على عالم الدبلوماسية، مستفيداً من خبرته الواسعة في التعامل مع أهم الملفات السياسية.
يأتي هذا الكتاب ليلبي حاجة ملحة في المكتبة العربية، حيث يقدم قراءة تحليلية عميقة لقضايا معاصرة تهم الرأي العام العربي، إن المؤلف، بحنكته الدبلوماسية وخبرته الواسعة، يقدم لنا تحليلات معمقة وشاملة لهذه القضايا، مستنداً إلى مصادر موثوقة ومعلومات دقيقة. وبفضل هذه المزايا، فإن هذا الكتاب يعد إضافة قيمة للمكتبة العربية، ويستحق أن يكون مرجعاً لكل من يهتم بالشأن العربي والدولي.