يجب أن تتخطى موقف رد الفعل.. رؤية نبيل العربي للسياسة الخارجية لمصر في أعقاب ثورة يناير
توفي الدبلوماسي الكبير الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية الأسبق، اليوم الإثنين، عن عمر ناهز 89 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.
وحضر الدكتور نبيل العربي، بشكل بالغ التأثير في الدبلوماسية المصرية؛ حيث عمل مستشارًا قانونيًا للوفد المصري أثناء مؤتمر كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 1978، فضلًا عن قيادته للفريق القومي للمفاوضات التاريخية والتي انتهت باستعادة طابا، واكتمال السيادة المصرية على أرض سيناء كافة.
واستمرت مسيرة العربي في التمثيل الدولي لمصر، وعمل كقاضٍ في محكمة العدل الدولية بين عامي 2001 و2006، إذ كان واحداً من بين فريق القضاة الذين أصدروا حكماً في يونيو عام 2004، بإدانة الجدار الفاصل التي بنته إسرائيل واعتباره غير قانوني.
وكان العربي عضوًا بلجنة الحكماء التي تشكلت إبان أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير المطالبة بإسقاط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وبعد أيام قليلة من الإطاحة بمبارك، نشرت الشروق في 19 فبراير 2011، مقالًا قدم العربي من خلاله تقييم للسياسة المصرية الخارجية في العهد القديم، ورؤيته للصورة التي يجب أن تكون عليها:
*السياسة الخارجية القديمة: مجرد ردود فعل
وقال العربي في مقال جاء عنوانه: “حان الوقت لمراجعة سياستنا الخارجية”،” لم تكن سياسة مصر الخارجية في السنوات الأخيرة تعالج بأسلوب علمي عصري يؤدي إلى اتخاذ القرارات بعد دراسة متأنية لجميع أبعاد المسائل المطروحة بواسطة خبراء متخصصين.
وكانت لا تعدو أن تكون ردود فعل للأحداث، وكانت القرارات تتخذ بأسلوب فردي وقد يكون أيضا أحيانا عشوائيا يتم بدون الدراسة المطلوبة”.
*غزة: موقف لا يتفق مع مكانة مصر
وأكد العربي، أن مصر لها وزن كبير ولها دور تاريخي مهم ولها إسهامات في جميع المجالات الدولية وليس فقط في العالم العربي ومحيطها الإفريقي.
ولا يليق بمصر أن تتسم سياساتها الخارجية والمواقف التي تتخذها بالارتجالية أو بمخالفات جسيمة لقواعد أساسية في القانون الدولي مثل الموقف الذي تتبناه مصر تجاه الحصار المفروض على قطاع غزة والذي يتعارض مع قواعد القانون الدولي الإنساني التي تحرم حصار المدنيين حتى في أوقات الحروب هذا الأسلوب في اتخاذ قرارات تتعلق بالأمن القومي لا يتفق مع مكانة مصر وتاريخها.
*مجلس أمن قومي
واقترح العربي، أن تقرر الدولة إنشاء مجلس أمن قومي دائم يشرف على اتخاذ القرارات التي تتعلق بالسياسة الخارجية، وهذا التوجه لا يمس اختصاص وزارة الخارجية الأصيل في معالجة الشئون الخارجية، ولكن العديد من المسائل طبيعتها متشعبة متشابكة وتحوي جوانب تخرج من اختصاص وزارة الخارجية بحيث يلزم رأي أكثر من جهة في الدولة.
* من هو نبيل العربي
ولد نبيل عبد الله العربي في 15 مارس 1935، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1955، وحصل على ماجستير في القانون الدولي، ثم على الدكتوراه في العلوم القضائية من مدرسة الحقوق بجامعة نيويورك.
ترأس نبيل العربي وفد مصر في التفاوض لإنهاء نزاع طابا مع إسرائيل بين عامي 1985 و1989، وقبلها كان مستشارًا قانونيًّا للوفد المصري أثناء مؤتمر كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 1978.
عمل نبيل العربي سفيرًا لمصر لدى الهند (1981 – 1983)، وممثلاً دائمًا لمصر لدى الأمم المتحدة في جنيف (1987 – 1991)، وفي نيويورك (1991 – 1999).
كما عمل مستشارًا للحكومة السودانية في التحكيم بشأن حدود منطقة أبيي بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.
وفي الفترة بين 2001 و2006 عمل العربي قاضيًا في محكمة العدل الدولية، وقبلها كان عضوًا بلجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي من 1994 حتى 2001، ثم عمل كعضو في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي منذ 2005.
وفي 7 مارس 2011، اختير نبيل العربي كأول وزير للخارجية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير في حكومة عصام شرف، ثم عين أميناً عاماً لجامعة الدول العربية خلفاً لعمرو موسى في 15 مايو.