آراء وتحليلات

كلمة العدد 1379.. “”العمليات الاستشهاديه (الانتحاريه )””

 

يكتبها د. محمود قطامش
برز في الاونه الاخيره تبني حماس وحركة الجهاد الإسلامي لمحاولة تفجير بالقرب من كنيس يهودي في تل ابيب ولا شك ان ذلك يعيد الي الذاكره الأساليب القديمه في مواجهة اسرائيل بعد عدم القدره علي التصدي لالة الدمار الاسرائيلي ومحاولة تعويض فارق القوه والبطش الي توازن الرعب ونقل معاناة اهل غزه الي قلب تل ابيب .
ولاشك ان هذا التبني لمثل هذه العمليات يعيد الي الاذهان ان حماس قد نجحت سابقا في تبني عمليات ناجحه في داخل إسرائيل حيث غيرت من طبيعة حركة الاحتجاجات السلميه ( الانتفاضه ) ونقلت الضغط الذي كان واقعا علي اسرائيل ليتوجه الي حماس بسبب استهداف المدنيين وعسكرة الانتفاضه وذلك الذي افقد الفلسطينين في ذلك الوقت التعاطف الدولي المحدود الذي كانت تحظي به واعطي اسرائيل المبرر لاعتماد المزيد من القوه في مواجهه الفلسطينين .
ومن المعروف تاريخيا ان الفلسطينين قد منحوا اللبنه الاولي لقيام دولتهم في أوسلو بعد الانتفاضه العظيمه التي قام بها الشعب الفلسطيني وبعدد من الضحايا لايزيد عن ١٣٠٠ شهيد الامر الذي يعيد الي الأذهان جدوي عسكرة المقاومه فبعد قراءه بسيطه في تجارب بعض حركات التحرر وعدم اعتماد القوه في المقاومه فان الاحتجاج المدني والمظاهرات الشعبيه هي كفيله بدفع المحتل الي التخلي عن الارض وتركها الي اصحابها الأصليين هكذا حدث في الهند مع غاندي وحركته السلميه في المقاومه وهكذا ايضا حدث في جنوب افريقيا في مواجهة نظامها العنصري ودفعه الي الاعتراف بحق السكان الأصليين اما العسكره والتسليح في ظل عدم تعادل القوه وانعدام العداله الدوليه يصبح الامر شبيه بالانتحار فعلا …… اعلم ان هناك من يقول ان جهد المقاومه جهد تراكمي يحدث اثره لاحقا لكن الثمن عالي وغالي جدا من ارواح الناس ومقدراتهم مقارنة باللجوء للحلول السلميه بالتظاهر والاحتجاج السلمي (( الانتفاضه )) وقد تم تجربتها واحدثت اثرها بشرط عدم حرفها عن شكلها المدني فلن يجد المحتل سجونا تستوعب كل المحتجين ولن يستطيع استخدام اسلحه اكثر فتكا مثل الصاروخ والطائره والمدفعيه وماشابهها الامر الذي يكسب المقاومه النفس الطويل ويستنزف المحتل اقتصاديا لاعتماده علي الاحتياط لمواجهة الاعداد الكبيره من الجماهير المحتجه في كل ربوع فلسطين فالانتفاضه الشعبيه وحركة الاحتجاج السلمي هي السلاح الفلسطيني القوي لانه يحدث تعاطفا عالميا ويكسبهم اعترافا بحقهم يزيد يوما بعد يوم وصولا الي حقهم في دولتهم المشروعه علي حدود ١٩٦٧ وقبول قرار التقسيم وحل الدولتين .
مع تحياتي
محمود صلاح قطامش
[email protected]
مصر تلاتين

مقالات ذات صلة