عرض ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي أحدث أفلام المخرج التشيلي بابلو لارين، من بطولة النجمة العالمية أنجلينا جولي، والذي حمل عنوان Maria، وهو فيلم سيرة ذاتية يستند إلى القصة الحقيقية لحياة مغنية الأوبرا ماريا كالاس.
وبهذا يكون المخرج بابلو لارين قد صنع للسينما 3 أفلام تعتمد على السيرة الذاتية لنساء يعتبرن أيقونات عالمية، بالإضافة إلى اهتمامه الخاص بالسيرة الذاتية عموما كنوع من أنواع الدراما، ويتلاعب به ويوظفه في أشكال مختلفة، مثل آخر أفلامه el conde الذي اعتمد فيه على الرعب والمزج بين الواقع والفانتازيا والسخرية لطرح رؤيته للديكتاتور التشيلي بينوشيه، وحصد الفيلم جائزة السيناريو في مهرجان البندقية السينمائي.
علق كثير من النقاد على الفيلم الجديد ماريا، بعد عرضه في مهرجان فينيسيا، ومن بين أبرز ما كتب عن لارين اهتمامه بالسير الذاتية النسائية، وقال نيكولاس باربر في مقال لـ BBC: “يبدو أن بابلو لارين مهووس بأجمل نساء القرن العشرين وأكثرهن ثراءً، تشمل دراما السيرة الذاتية للمخرج التشيلي فيلم جاكي الصادر عام 2016، وسبنسر الصادر عام 2021، والآن أكمل ثلاثيته مع ماريا”.
وتتكون ثلاثية لارين من شخصيات نسائية أيقونية، وهم:
– جاكلين كينيدي أوناسيس والتي جسدتها النجمة ناتالي بورتمان في فيلم جاكي، وبلغت إيراداته 36 مليون دولار، بينما كانت ميزانيته 9 ملايين دولار، والفيلم يتمتع بتقييمات نقدية عالية على المنصات العالمية، منها 88% على روتين توماتوز.
-الأميرة ديانا والتي جسدتها النجمة كريستين ستيوارت في فيلم سبنسر، وحصد إيرادات 25 مليون دولار، تعد تقييماته أقل قليلا من فيلم جاكي، ولكن هذا لا ينفي أنها جيدة إلى حد كبير، مثل 76% على منصة ميتا كريتيك.
-أما فيلم ماريا تلعب بطولته أنجلينا جولي وتظهر في دور واحدة من أشهر سوبرانو الأوبرا في التاريخ، ماريا كالاس.
فيلم ماريا من تأليف ستيفن نايت، الذي كتب سيناريو فيلم سبنسر أيضًا، وتبدأ أحداثه في باريس عام 1977، حيث يتم نقل جثة كالاس من شقتها، ثم تعود القصة إلى الوراء أسبوعًا لتأخذنا إلى أيامها الأخيرة، في هذه المرحلة، كانت قد تخلت منذ فترة طويلة عن التمثيل، وتقضي وقتها تحت أعين كبير الخدم “بييرفرانشيسكو فافينو”، ومدبرة المنزل “ألبا روهرواشر”، وكلاهما مخلص لها.
يذكر أن لارين من مواليد 19 أغسطس 1976، هو صانع أفلام تشيلي، وهو معروف بأفلامه التي تركز على السير الذاتية المشوقة، وإلى جوار عمله كمخرج، فهو يشارك في كتابة السيناريو مثل ما حدث في فيلم إلـ كوندي، بالإضافة إلى أنه أنتج وشقيقه خوان دي ديوس فيلم A Fantastic Woman للمخرج سيباستيان ليليو، والذي كان أول فيلم تشيلي يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية.
تعمل أفلام لارين كاستكشاف للتاريخ عامة والتاريخ التشيلي والنفسية الوطنية تحديداً، على سبيل المثال في فيلم No الصادر عام 2012 الذي يمزج بين لقطات الأرشيف وإعادة التمثيل الدرامي، يوفر للمشاهدين تجربة معمقة للغاية تدفعهم إلى التأمل في التلاعب السياسي وقوة وسائل الإعلام.
وتتناول أعمال لارين التي تعتمد على السيرة الذاتية، مثل “جاكي” (2016) و”نيرودا” (2016)، الصراعات الشخصية وانعدام الأمن ونقاط الضعف لدى هؤلاء الأفراد السياسيين، وتسلط الضوء على إنسانيتهم وراء الواجهة العامة.
