حوار| نجلاء بدر: أدخل محكمة الجنايات مع مسلسل «سراب»
• تجسيد دور المحامية «علا» تحدٍ لم أخضه من قبل.. وأعجبتنى جرأة المخرج فى اختيارى
• السيناريو أهم شىء بالنسبة لى فى أى عمل.. وأتأثر بالشخصيات التى أجسدها وزوجى أكثر من يعانى
تجسد الفنانة نجلاء بدر دور محامية جنايات فى مسلسل «سراب» وهو النسخة المصرية من المسلسل الأسترالى العالمى «سبعة أنواع من الغموض»، وذلك من خلال تجربة جديدة، وفى حوارها لـ«الشروق» وصفتها بالتحدى الذى يخرجها من القالب المحصورة فيه منذ زمن، حيث تجسد شخصية مختلفة تماما عما قدمته طوال مسيرتها الفنية.
< ما الذى شجعكِ على المشاركة فى مسلسل «سراب»؟
ــــ السيناريو هو أهم شىء فى أى عمل، وهو أول ما يهتم به أى ممثل، خاصة أننا دائما ما نبحث عن أفكار جديدة وقضايا مهمة وحقيقية، لذلك كان السيناريو بالنسبة لى هو الشىء المثير للاهتمام ، فضلا عن عرض المسلسل على منصة عالمية.
< وماذا عن الشخصية التى تقدمينها فى المسلسل؟
ــــ ألعب دور «علا»، وهى محامية فى الجنايات، تحاول تحقيق التوازن بين عملها وبيتها وأسرتها واهتمامها بأبنائها، وهى شخصية لم أقدمها إطلاقا فى حياتى، كما أنها بالنسبة لى التحدى الذى سيخرجنى من القالب المحصورة فيه منذ فترة.
< كيف كان تحضريك للدور؟
ــــ البداية كانت مع تحضير الملابس الملائمة للشخصية والشكل المناسب لها مع استايلست العمل، ثم طلبت من المخرج أن أجلس مع محامية جنايات، لأن المحاميات فى الجنايات عددهم قليل جدا، وأنا أعتقد أن السبب فى هذا أن أحكام الجنايات تصل إلى الإعدام والمؤبد، فلا أظن أن شخصا مقبل على الإعدام سوف يذهب لسيدة، وقمت بعمل معايشة معها، لأحصل منها على كافة التفاصيل، مثل كيف تدخل مكتبها، وما الذى تلبسه، وما الذى تشربه، وكيف تتحدث، وكيف تدخل المحكمة، وكيف تتعامل مع النيابة والقضاة، ثم شاهدت بعد ذلك العديد من المرافعات لمحامين ومحاميات، لكى لا تفوتنى أى تفصيلة يمكن أن تفيدنى فى تجسيدى للشخصية، وأعد الجمهورأنه سيشاهد شيئا قويا يعجبه.
< هل تأثرتِ بأحد المحامين الذين شاهدتِهم؟
ــــ هناك محام تأثرت به، فعندما رأيت مرافعاته شعرت أنه ممثل أمام كاميرا، ولاحظت من طريقته أن المرافعة تشبه التمثيل المسرحى، فهناك حوار وجمهور يشاهد، وقضاة يريد أن يقنعهم بوجهة نظره، تماما كما يريد الممثل أن يجعل الجمهور يصدق شخصيته.
< هل تتخوفين من ردود الفعل على الشخصية؟
ـــــ بالعكس، أنا أعجبت بجرأة المخرج أحمد خالد، لاختيارى فى شخصية بعيدة تماما عن القالب الذى وضعنى به الجمهور والسوق، وأنا حاولت كثير أن أخرج من العباءة التى وضعت فيها، وكل مرة أخرج أحصل على إشادة، ولكن دائما ما يقومون بوضعى مجددا بنفس القالب الذى أحاول الخروج منه لكى يكونوا مطمئنين. كل ممثل لديه طاقات كبيرة لم تستغل بسبب الحصر فى أدوار وقوالب معينة متكررة لأن الصناع يرون أنه قام بأدائها جيدا لذلك من الأفضل أن نأتى به فى أدوار مشابهة لكى يطمئن ويحفظ نجاح العمل، ويبعد عن المجازفة والمخاطرة، وهذا خطأ كبير جدا فى حق الممثل.
< ما أصعب شىء قابلك أثناء العمل على شخصية «علا»؟
ــــ الصعوبة كانت فى أن الشخصية جديدة علىّ، ودائما ما يدور فى ذهنى، هل أجسد الشخصية بالشكل الصحيح أم لا، وهو الأمر الذى لا أعرف إجابة له، ولن أعرفها حتى يعرض المسلسل، ومتابعة أراء الجمهور، هل اقتنعوا بها وقمت بتأديتها على النحو المطلوب أم لا.
< هل تفضلين رؤية المشاهد التى صورتِها مباشرة بعد التصوير أم بعد انتهاء العمل؟
ــــ ولا أى من الأمرين، أنتظر حتى يعرض العمل، ومشاهدة الجمهور له، وأنتظر حتى يخبرنى عن رأيه فى الشخصية وأدائى، وأنا أخاف أن أشاهد نفسى بعد تصوير المشاهد لأننى أنتقد نفسى بشدة، ولن أستطيع أن أكمل تصوير أو أكمل الشخصية، فأقرر أن أترك الحكم للجمهور، وكلى ثقة بأن الله لا يضيع تعب أى شخص، وفى العادة الممثل أكبر ناقد لنفسه. ودائما أول شخص أنتظر رأيه هو زوجى، لأنه أقرب ناقد لى وهو حاد فى نقده لى، وأستمع لرأيه، لأن الجمهور يجامل إذا أحب الفنان ويغفر له كل أخطائه.
< هل تؤثر عليكِ الشخصية التى تؤدينها فى أى عمل؟ وكيف تتخلصين من هذا التأثير؟
ــــ أتأثر بشدة بكل شخصية أقدمها، وزوجى أكثر من يعانى من هذا الأمر، ودائما ما يسألنى قبل أى عمل عن الشخصية التى سأقدمها، حتى يعرف من هى الشخصية التى سوف يتعامل معها فى المنزل. على حسب عمق الشخصية التى أقدمها، ومدى تعقيدها، ويمكن أن تظل معى لشهر أو شهرين، فأى ممثل يتأثر بالشخصيات التى يقدمها ويأخذ منها وتتشتت شخصيته الحقيقية مع الوقت، وذلك لأن الممثل مخزون شخصيات، وطوال الوقت يتجرد من شخصيته الحقيقية ويدخل فى عالم شخصية أخرى.
< هل شاهدتِ النسخة الأصلية من المسلسل؟
ـــــ فضلت ألا شاهدها، فلماذا أشاهدها ونحن نصنع نسختنا الخاصة، فنحن نأخذ من المسلسل الأصلى الفكرة أو الإطار الخارجى فقط، ونصنع نسخة خاصة بنا تشبه طباعنا وثقافتنا، تخص المشاهد المصرى والعربى.
< وكيف كانت الأجواء أثناء التصوير؟
ــــ التصوير فى حرارة الصيف دائما ما تكون مرهقة، خاصة وأنه لا يوجد أى مصدر للهواء أثناء التصوير لأن هذا يؤثر على الصوت، وبالنسبة لى فى هذا المسلسل الأمر ازداد صعوبة بسبب ارتداء البدلات والملابس الرسمية التى تفرضها علىّ الشخصية.
< فى رأيك أيهما تفضلين؛ المسلسلات القصيرة أم الطويلة؟
ــــ أفضلها كلها، فبالنسبة لى ما دام هناك سيناريو جيد يستطيع أن يجذب المشاهد حتى لو استمر 100 حلقة، فهذا جيد، والجمهور المصرى على أتم الاستعداد لأن يشاهد مسلسل حلقاته بالمئات، مثل المسلسلات التركية، إذا وجد سيناريو جيدا يجذبه، ويمكن أن يكون هناك مسلسل قصير ولكن السيناريو الخاص به لا يجذب المشاهدين، والذى يحكم هذا الأمر هو كيف تم عرض المعالجة الدرامية، لكى تؤثر فى المشاهد ليتابعها، وهناك أعمال 10 أو 15 حلقة، عندما تنتهى يطالب الجمهور بأجزاء أخرى منها، فتصل فى النهاية لـ30 و45 حلقة، وفى النهاية الأمر يعتمد على ما الذى جذبك وجعلك تشاهد 10 أو 100 حلقة، هو السيناريو الذى يحتوى على شخصيات حقيقية يتأثر بها المشاهد، فأنت تسوق لقصة وليس لمدة.