علي الفخراني يروي قصته الملهمة للشغف بالبيانات في عالم الرياضة
مجموعة من الهواة التقوا بشكل عشوائى عبر الإنترنت، وأسسوا شركات منفصلة فى مصر وبريطانيا تحولت فى نهاية المطاف إلى واحدة من شركات البيانات الرياضية الرائدة فى العالم، التى حققت إيرادات ضخمة وتعاونت مع عملاء مرموقين مثل ناديى ليفربول الإنجليزى، وروما الإيطالى، بتلك العبارة استهل على الفخرانى مدونة مطولة يروى فيها تفاصيل قصة شغفه بتحليل الأداء الرياضى باستخدام البيانات.
وأوضح الفخرانى أن هدفه الأساسى منذ أن كان فى الثانية عشرة من عمره أن يصبح نجمًا للتنس، غير أن شعوره بالإحباط من نصائح المدربين، دفعه للقيام بأشياء غير تقليدية مثل تصوير جلسات التدريب الخاصة به بالفيديو، وحمل البطاقات التعليمية أثناء المباريات لحساب نسب الإرسال.
واعتبر الفخرانى أن من المفارقات الطريفة كون ذلك بداية هوس لديه بفهم الرياضة والرياضيين بشكل أفضل.
وأشار الفخرانى، الذى درس التمويل فى مدينة بوسطن الأمريكية، إلى أن تواجده فى تلك المدينة المهووسة بالرياضة ساعده كثيرا حيث تعرف على وسائل الإعلام الرياضية الأكثر استخداما للبيانات ومؤتمر MIT Sloan الرياضى (حدث سنوى يوفر منتدى لمحترفى صناعة الرياضة والطلاب لمناقشة الدور المتزايد للتحليلات فى تلك الصناعة)، وحينها تولدت لديه الرغبة فى العمل بمجال التحليلات الرياضية.
وحول بداية انخراطه فى هذا المجال، قال الفخرانى إنه بدأ فى كتابة تحليلات تستند على البيانات لأى موقع إنترنت يتيح له تلك الفرصة، ودشن مدونته الخاصة «TalataBont».
وأضاف أن حاجته إلى البيانات دفعته للتواصل مع شركات بيانات، لكن تكلفة خدماتها بلغت 25 ألف دولار، الأمر الذى حفزه على تعلم البرمجة لاستخراج البيانات من مواقع الإنترنت العامة.
وأشار الفخرانى إلى أن أحد التوقعات المبكرة التى يفتخر بها، كان توقعه فوز الزمالك بالدورى موسم 2014 – 2015 بعد مضى 6 مباريات فقط من البطولة.
وحول أصعب القرارات، أشار الفخرانى إلى قرار انهاء العلاقة مع مزود البيانات وبدء شركته (شركة أرقام) فى الاعتماد على نفسها فى جمعها مشيرا إلى أن الفضل فى ذلك يعود لزميله بالشركة المهندس هشام، موضحا أنه فى البداية تم ذلك بالورقة والقلم، ثم باستخدام برامج مفتوحة المصدر، إلى أن تم إنشاء أول أداة داخلية لتوليد البيانات لمساعدة المحللين على مشاهدة التطابقات وتسجيلها.
وأوضح الفخرانى: «كنا نستخدم برنامج الإكسل، ثم تعلمنا لغة بايثون، وقمنا بتعيين مهندسى برمجيات لأتمتة تدفق البيانات».
وتابع: «أعددنا تقارير للمدربين باستخدام برنامج «Tableau»، وقمنا بتقديمها فى ملفات بصيغة «PDF»، لكننا واجهنا صعوبة فى إقناع المدربين فى مصر بدفع تكاليف هذه الخدمة».
ومضى قائلا: «حاولنا التركيز على وسائل الإعلام، وبناء علامات تجارية تقدم محتوى يعتمد على البيانات باستخدام بياناتنا، وحققنا نجاحا أكبر قليلا فى ذلك الجانب، مما أدى إلى حصول علاماتنا التجارية على ما يزيد عن مليون متابع.
وحول تفاصيل الاندماج مع شركة «StatsBomb»، أوضح الفخرانى أن العملية بدأت مع تلقى رسالة من تيد، الرئيس التنفيذى للشركة، الذى قدم لشركتنا عرضا للحصول على خدماتها حصريا، مقابل تغطية تكاليفنا وحصة 12% من المبيعات.
وأضاف: «لكن طموحنا كان أكبر من أن نكون مجرد مزود بيانات، لذلك طلبنا حقوق ملكية عبر أسهم فى الشركة، وفى مرحلة لاحقة، أدركنا أن أسهم قليلة لن تحقق الكثير، وأنه لابد من الضغط من أجل الاندماج الكامل».
وتابع: «فى أغسطس 2018، اقترحت «StatsBomb» عملية اندماج، وهو العرض الذى قبلناه»، مشيرا إلى أنه «على مدار ست سنوات، ارتفع عدد عملائنا من عميلين إلى 300 عميل، ونمت الإيرادات التى كانت بقيمة 100 ألف دولار أمريكى إلى مبالغ مالية مكونة من 8 أرقام».
وتابع: «كما تحولنا من شركة ناشئة مكونة من أربعة أشخاص فى القاهرة، إلى أكثر من ألف شخص فى ثلاث قارات».
واختتم الفخرانى حديثه قائلا إنه «على الرغم من النجاح الذى لم نكن نحلم به عندما بدأنا، إلا أن هذه القصة لن تكتمل دون نهايتها المحبطة، فعلى مدى العام الماضى، واجهت المجموعة المؤسسة فى «StatsBomb» تحديات فى معرفة المسار الصحيح لتقدم الشركة للأمام. ولأننا لم نتفق على الاستراتيجية والرغبة فى المخاطرة، قررنا إنهاء شراكتنا».