أخبار الفن

افتتاح فعاليات الدورة الـ31 لمهرجان المسرح التجريبي

شهد المسرح الكبير لدار أوبرا القاهرة مساء أمس الأول انطلاق الدورة 31 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، الدورة التي تحمل اسم الدكتور علاء عبدالعزيز، وذلك بحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، وعدد من قيادات العمل الثقافي ونجوم المسرح والفن بمصر والوطن العربي.

واعتمد الحفل الذي أخرجه الفنان وليد عوني وقدمته الفنانة نورهان، على محور أساسي هو دعم قضية شعب فلسطين، والذي كان حاضرا من اللحظة الأولى مع استعراض قصير تناول من خلاله المخرج فكرة وحدة شعب فلسطين في مواجهة العدوان الصهيوني على غزة، مستخدما غصون الزيتون وألوان العلم الفلسطيني وماسكات أيقونة الدورة 31، كمفردات أساسية للتعبير عن الفكرة.

أما مفاجأة حفل الافتتاح فكانت مع عرض “صدى جدار الصمت” للمخرج وليد عوني، والذي قدمته فرقة الرقص المسرحي الحديث بدار الأوبرا المصرية، وعلى ألحان مجموعة من أشهر أغاني قضية العروبة، وأصوات فيروز، وأم كلثوم، وعبدالوهاب، وقدم مجموعة من اللوحات الاستعراضية الحركية، والتي تحكي عشرات القصص عن مأساة الشعب الأسير في غزة والضفة والقدس، ويستعرض جذور الصراع منذ خيانة العشاء الأخير، ومرورا بالحروب الصليبية، وصولا إلى المجازر الدائرة في غزة.

خطف عرض الافتتاح مشاعر ضيوف حفل الافتتاح، والذين تابعوا تفاصيلة باهتمام شديد، وقدموا التحية لمخرجه وصناعة عبر عاصفة من التصفيق بعد كل مشهد، ويخاصة المشهد الأخير والذي يشير لاستمرار مسيرة النضال، ونقطة ضوء مثلتها طفلة تلعب بفستانها الأبيض، وتسخر من الجدار الذي تستخدمه كـ”مرجيحة”.

وخلال الحفل قدم الدكتور سامح مهران، أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، والتي تشكلت برئاسة الشاعر والسيناريست مدحت العدل من مصر، وتضم في عضويتها كلا من الفنانة سلوى محمد علي “مصر”، وجون سيبي أوكومو “كينيا”، وساڤاس پاتساليدس “اليونان”، مارت ميوس “استوانيا”، والأكاديمي الدكتور عبدالإله السناني “السعودية”، والكاتب والروائي هزاع البراري من الأردن.

وكرم وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ورئيس المهرجان الدكتور سامح مهران، عددا من الشخصيات المؤثرة في الحياة المسرحية في مختلف دول العالم، وهم الفنان محمود حميدة من مصر، والدكتور محمد عبدالعاطي، ومهندس الديكور الدكتور صبحي السيد، والناقد فتحي العشري، وفريق البرشا المسرحي، ومن لبنان كرم المهرجان الفنان والمخرج وليد عوني، ومن مملكة البحرين الفنان يوسف الحمدان، ومن العراق الدكتور ميمون الخالدي، ومن اليونان الفنان ساڤاس پاتساليدس، ومن الإمارات كرم المهرجان الكاتب محمد سعيد الظنحاني، ومن السعودية تم تكريم الكاتبة والناقدة ملحة عبدالله، ومن استوانيا الفنان مارت ميوسي، من كينيا الفنان جون سيبي أوكومو، وكما تم الاحتفاء بالكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله رئيس الهيئة العربية للمسرح باعتباره شخصية العام وهي الجائزة التي استحدثها المهرجان التجريبي هذا العام.

ومع إعلانه عن انطلاق الدورة 31 للمهرجان التجريبي، أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، سعادته بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الذي يضيء سماء العاصمة بالإبداع، ويفتح نافذة على عوالم جديدة من الخيال والفن.

وقال: “نحتفي بأكثر من 3 عقود من مهرجان رائد ومتفرد، هو مرآة تعكس روح الإبداع، حيث تتحد الحداثة مع التراث، وتلتقي التجربة بالتقليد، ليولد من هذا الاندماج فن جديد، ولغة مختلفة للتعبير، دعوة للتجربة، ومحاولة لاكتشاف آفاق جديدة في عالم الفن”.

وأشار الوزير في كلمته إلى إهداء الدورة لمبدع استثنائي من مبدعي المسرح المصري المعاصر، هو الدكتور علاء عبدالعزيز، ونلتقي على مدار 11 يومًا من الفعاليات والورش والندوات، وبمشاركة نخبة من القائمين على تطوير الحركة المسرحية في مصر والعالم، لنشهد أحدث التيارات والاتجاهات نبني جسور التواصل بين الثقافات والشعوب المختلفة والفنانين، مما يساهم في إثراء المشهد المسرحي العربي والعالمي.

ومن جانبه أشار الدكتور سامح مهران إلى دور المهرجان في إثراء الحركة المسرحية بشكل خاص والحياة الثقافية بوجه عام، وقال إن المهرجان العريق أصدر حوالي الألف كتاب عن التجريب في المسرح، منذ بداية القرن العشرين، مع الموجه الطليعية الأولى، وصولاً إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث تغير المسرح في معناه.
وأعرب عن تمنياته لضيوف المهرجان بمشاركات مفيدة تعمل على الرقي بالأوطان عبر حوارات هادفة لا تنتقص من أحد، بقدر ما ترسخ للديموقراطية الثقافية، التي هي أملنا الوحيد في عالم السياسة المعقد والأناني، والذي لا يؤمن إلا بالعقل التقني والمكسب المادي على حساب الأرواح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *