باختيار النقاد «حبيبي دائما» أفضل فيلم رومانسي.. أسباب جعلت منه أيقونة سينمائية
أعلن الأمير أباظة رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما، ورئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي، عن اختيار فيلم “حبيبي دائما” كأفضل فيلم رومانسي بالدورة الـ40 للمهرجان، وذلك عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث قال: “حبيبي دائما يتصدر قائمة اختيارات النقاد لأفضل 100 فيلم رومانسي في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط”.
يعد هذا الفيلم من أبرز الأعمال الفنية السينمائية للثنائي نور الشريف وزجته بوسي، ورغم أن النجمين قدما سوياً عدداً من الأعمال المتنوعة، لكن يظل حبيبي دائماً الأبرز في مسيرتهم على مستوى الأفلام التي جمعتهم وأيضاً الأفلام الرومانسية عامة.
أسباب جعلت من حبيبي دائماً نموذجا للرومانسية
عرض فيلم حبيبي دائماً عام 1980، وهو تأليف يوسف السباعي، وسيناريو دكتور رفيق الصبان وحوار كوثر هيكل، ويمكن اعتبار فريق الكتابة في هذا الفيلم أول وأهم أركان نجاحه، فهو حقق عناصر السيناريو الجيد، مثل الرسم الجيد للشخصيات والدوافع والمبررات والتحولات التي تواجه كل شخصية.
وقدم أدوار البطولة فيه بوسي ونور الشريف بكل خبرتهما الفنية استطاعا أن يقدما علاقة رومانسية تبدو تقليدية حيث تتحطم بسبب الفوارق المادية، لكن الفيلم يقدم ما هو أبعد من ذلك وهو كشف مدى هشاشة الحب أمام الحياة مهما تمسك طرفي العلاقة بها.
ولعل اللغة الشاعرية للحوار بين الشخصيات أضافت عليه سحرا خاصا، حيث ببساطة يستطيع ذهن المشاهد تذكر بعض الجمل التي قيلت على لسان الأبطال مثل: ( اللي عرفوا الحب مش هنخاف منهم.. واللي معرفهوش يجو يتعلموه مننا)، ( الشبه مش تقاطيع وملاح إنما تعبير وروح وإحساس وإنت ساكن جوا روحي بشوف الدنيا يعنيك…).
كما أن الأدوار الفرعية التي قدمتها بعض الشخصيات، مثل شخصية الطبيبة سلوى، صديقة إبراهيم وزميلة الدراسة التي تحبه في صمت، وحاولت دعمه كثيرا حتى يحقق أحلامه، وكأن الكاتب حاول إضافة لمحات من الحب الخالص والتضحية على الشخصيات المحيطة بإبراهيم، وهذا العالم الذي ينتمي له يظهر في تفاصيل إبراهيم الشاب المضحي من أجل شقيقته، ثم من أجل صورة حبيبته أم المجتمع، ثم كل شيء في حياته من أجل علاج حبيبته، التضحية سمة رئيسية من سمات الشخصيات في هذا العالم.
ولعبت الموسيقى التصويرية في الفيلم دورا حيويا في تثبيت هذه اللمحة الرومانسية الحزينة التي تتشابك في أغلب مراحل العمل بين الحب ثم الرفض ثم الانفصال ثم العودة ثم الفراق، حيث ألف الموسيقى الخاصة بالعمل الموسيقار جمال سلامة، والذي دمج بشكل أساسي بين آلتي البيانو والعود ثم الوتريات وكأنه في جنازة يشيع الحب من خلالها، وهو ما يتناسب كليا مع أجواء الفيلم.
أخرج فيلم حبيبي دائما المخرج حسين كمال، الذي اهتم بدقة بكل العناصر البصرية للغة السينمائية للفيلم، وقد حاول التوضيح بين عالم شخصية فريدة أثناء وجود ابراهيم ومع زوجها في باريس بأكثر من صورة، المكياج والملابس والديكورات والموسيقى، شخصية فريدة ذات مكياج ناعم وبسيط في أغلب مشاهدها مع إبراهيم بينما المكياج الحاد والفساتين الأكثر جرأة في عالم زوجها الذي لعب دوره سعيد عبد الغني.
وابتعد صناع الفيلم عن الإيقاع البطيء نظرا لأنه فيلم رومانسي والصراع بين الأطراف ليس بحدة أفلام الأكشن أو الصراعات السياسية وغيرها، ولكن حافظ الفيلم على إيقاع مشوق أغلب الوقت، لأنه يحتوي على أكثر من ذروة للأحداث، الأولى انتظار تطور علاقة فريدة وإبراهيم، والتي تصل لـ”الماستر سين” بالمواجهة بينهما ورفضه زواجه منها دون رضاء والدها، والثانية انتظار المشاهد لرد فعل فريدة على أفعال زوجها وكيف ستنتهي العلاقة، والثالثة حرب إبراهيم ضد مرض حبيبته وحالة الترقب التي خلقها الفيلم حول النهاية.