أخبار مصر

بالخرائط – سد النهضة.. كيف استغلت إثيوبيا المفاوضات لتكريس الأمر الواقع؟

خطاب مصر إلى مجلس الأمن يشدد على رفض التصرفات الأحادية والإضرار بحصتها من المياه

 

“لقد أنجزنا سد النهضة” أعلنها رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد مؤخرا: “بحلول ديسمبر، ستولد 7 توربينات الطاقة، كما سنحتفظ بـ70 إلى 71 مليار متر مكعب من المياه”.

هذه التصريحات شكتها الخارجية المصرية في خطاب إلى مجلس الأمن أمس الأول، مؤكدة أنها مستعدة لاتخاذ جميع التدابير والخطوات المكفولة بموجب ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن وجودها ومقدرات شعبها ومصالحه.

وقال أحمد، في لقاء تلفزيوني من موقع سد النهضة قبل أيام، إن السد يحتجز يوميًا (في هذه الفترة من العام) ما لا يقل عن 900 مليون متر مكعب، مشيرًا إلى تمرير كميات إضافية من المياه عبر بوابات المفيض للحفاظ على منسوب المياه منخفضًا عن قمة الممر الأوسط، حيث يجري تشييد جسر أعلى السد.

وتوقع رئيس وزراء إثيوبيا انتهاء الأعمال الإنشائية بانتهاء تشييد الجسر في ديسمبر، واكتمال المشروع بعد خريف العام المقبل، مضيفًا: “لقد أنجزنا سد النهضة، لن نواجه أي مخاطر في السد، سواء من حيث التمويل أو الجوانب الفنية بعد ذلك”.

وبين وضع حجر الأساس في أبريل 2011 والإعلان عن اكتمال سد النهضة، لم تسفر المفاوضات، المباشرة وعبر وسطاء، عن التوصل إلى اتفاق.

واتهمت مصر، في خطاب وزير الخارجية إلى مجلس الأمن، هذا الأسبوع، إثيوبيا بأنها “ترغب فقط في استمرار وجود غطاء تفاوضي لأمد غير منظور بغرض تكريس الأمر الواقع”.

وتظهر صور الأقمار الصناعية، التي يوفرها برنامج “جوجل إيرث”، كيف استغلت إثيوبيا المفاوضات لتحويل سد النهضة إلى “أمر واقع”.

البداية في مايو 2013، حيث شرعت إثيوبيا في تحويل مجرى النيل الأزرق لبدء أعمال البناء فعليًا، ويظهر في الصورتين كيف كان مسار النهر قبل وبعد.

وفي الصورة التالية بتاريخ يناير 2016، بدأ ملامح سد النهضة تظهر، حيث تشير الصورة إلى الجانبين الأيمن والأيسر، بينما أعمال البناء لم تبدأ في الممر الأوسط.

وفي 2018، تظهر صور الأقمار الصناعية تقدم الأعمال في الممر الأوسط والجانبين الأيمن والأيسر، واستمرار تحويل مجرى النيل الأزرق.

وتظهر الصورة التالية، والملتقطة في نوفمبر 2019، بحيرة سد النهضة، وقد بدأت تتكون.

وبصورة منفردة، أعلنت إثيوبيا في صيف 2020 بدء ملء سد النهضة، دون اتفاق مع مصر والسودان، وفي الصورة التالية تظهر المياه تفيض من الممر الأوسط.

وفي فبراير 2022، أعلنت إثيوبيا اكتمال 80% من سد النهضة، وبدء إنتاج الكهرباء من التوربين الأول، وتظهر في الصورة حركة المياه بالناحية اليمنى حيث تشغيل التوربين.

وفي أغسطس 2022، أعلنت أديس أبابا تشغيل التوربين الثاني، بطاقة 375 ميجاوات.

ومطلع سبتمبر 2023، أعلنت إثيوبيا الانتهاء من الملء الرابع لسد النهضة، بعد نحو 6 أشهر من الإعلان عن اكتمال 90% من المشروع.

ومطلع الأسبوع الماضي، أعلن رئيس وزراء إثوبيا تشغيل توربينين جديدين لتوليد الكهرباء، وفتح بوابات مفيض السد، فيما أشار وزير المياه الإثيوبي السابق وسفير بلاده لدى الولايات المتحدة إلى أن التقدم الآن ينتقل من البناء إلى التشغيل.

ونبّه خطاب مصر إلى مجلس الأمن بأن ارتفاع مستوى فيضان النيل في السنوات الأخيرة، وكذلك الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة، أسهما في التعامل مع الآثار السلبية للتصرفات الأحادية لسد النهضة في السنوات الماضية.

وجدد الخطاب رفض مصر القاطع للسياسات الأحادية الإثيوبية المخالفة لقواعد ومبادئ القانون الدولي، والتي تُشكل خرقًا صريحًا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا في عام 2015، والبيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 15 سبتمبر 2021.

وفي ديسمبر 2023، أعلنت مصر انتهاء المسارات التفاوضية مع إثيوبيا بشأن سد النهضة.

وبيّن خطاب مصر إلى مجلس الأمن أن انتهاء مسارات المفاوضات بعد 13 عامًا من التفاوض بنوايا مصرية صادقة، جاء بعدما وضح للجميع أن أديس أبابا ترغب فقط في استمرار وجود غطاء تفاوضي لأمد غير منظور بغرض تكريس الأمر الواقع، دون وجود إرادة سياسية لديها للتوصل لحل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *