أخبار الفن

مائة عام على ميلاد الأستاذ.. فؤاد المهندس الابن البار لنجيب الريحاني والصديق الوفي لعبدالمنعم مدبولي ومكتشف عادل إمام

يشهد اليوم 6 سبتمبر، مرور مائة عام على ميلاد الفنان الراحل فؤاد المهندس، صاحب لقب الأستاذ، وأحد رواد مدرسة الكوميديا في السينما العربية، الفنان الذي قدم ما يزيد عن 150 عملا سينمائيا ومسرحيا وتليفزونيا وإذاعيا، وغنائيا، الذي لم يترك لون من ألوان الفنون إلا وله بصمة واضحة ومميزة به.

قدم أعمالا للكبار والأطفال، وهو صاحب أشهر برنامج إذاعي “كلمتين وبس”، ارتبط بعلاقة زوجية وفنية كبيرة مع الراحلة شويكار، وقدما معا أشهر ثنائي فني شهدته الساحة الفنية في مصر والوطن العربي، ولكن من ضمن السيرة الذاتية، ومشواره ورحلته الفنية التي امتدت لأكثر من 60 عاما له، نقف كثيرا عند علاقته القوية التي جمعته بين ثلاثة من أشهر أعمدة الكوميديا في السينما العربية، مختلفة الأجيال والأزمنة، وكان أحد أهم عناصر المعادلة الكوميدية لكل واحد من هؤلاء الثلاثة، التي نرصدها في هذا التقرير.

التلميذ النجيب بمدرسة ملك الكوميديا الحزينة

منذ أن تتلمذ فؤاد المهندس علي يد الضاحك الباكي نجيب الريحاني رائد مدرسة الكوميديا السوداء، وقد ظل ابنا بار به حتى آخر يوم في حياته، ولم يخلو لقاء تليفزيوني لفؤاد المهندس، إلا وهو يحكي عن علاقته القوية بنجيب الريحاني، التي بدأت وهو طالب بكلية التجارة، حينما ذهب له بمسرحه ليجري معه حوارا لمجلة الكلية، وبعد الحوار يطلب منه فؤاد أن يخرج له ولزملاءه بالكلية مسرحية، وبالفعل يوافق الريحاني، ويقوم بإخراج المسرحية التي فازت لأول مرة بكأس يوسف وهبي، على مستوى مسرح الجامعة، ومن هنا تبدأ بوادر علاقة مبشرة بين الأستاذ والتلميذ، ويوافق الريحاني على تواجد فؤاد بمسرحه يوميا ليتعلم، وكان الوحيد الذي سمح له بالوقوف في كواليس أعماله، وكانت عقدة فؤاد المهندس أن الأستاذ لا يتذكر اسمه، ولا يناديه إلا بالتلميذ، وكم كانت فرحته حينما تغير الوضع، وأصبح الريحاني يناديه بإسمه، فكان في غاية السعادة.

وحكي فؤاد المهندس في لقاءاته التليفزيونية الأشياء الكثيرة التي تعلمها منه واصفا بأنه كان بالنسبة له ” الهرم الرابع” فكان رجل يسعى للقيمة، يجيد تقديم أعمالا قوية وهامة، ومنضبطا، وغير أناني، فاستحق أن يكون زعيم المسرح الفكاهي أو ملك الكوميديا الحزينة.

الصديق الانتيم لمبتكر مدرسة المدبوليزم

كانت هناك علاقة الصداقة الطويلة وممتدة لأكثر من 45 عاما، بين فؤاد المهندس وبين صاحب مدرسة “المدبوليزم” أو مدرسة الضحك للضحك، التي ابتكرها عبد المنعم مدبولي، وقدم من خلالها العديد من الأعمال الكوميدية، هذه العلاقة التي تحدث عنها مدبولي في أحد لقاءته وقال أن بداية التعارف بينهما كانت من خلال برنامج ” بابا شارو” فتعرفا علي بعضهما البعض من خلالها، وتوطدت علاقتهما فيما بعد، وقال مدبولي إن المهندس كان يمثل ويغني ويقلد ويؤلف، فاستغله في برنامج كان يخرجه اسمه “طرزان” فاستعان بالمهندس كيف يقلد صوت الطبلة والبغبغان، وقال أن صداقتهما امتدت للتعاون معا في أكثر من فيلم كوميدي.

يشار أنه حدثت واقعة كادت أن تفسد العلاقة بين الصديقين، حينما لم يصل الفنان فؤاد المهندس لاتفاق يرضيه مع المسئولين عن التليفزيون المصري لعمل فوازير “عمو فؤاد” التي اشتهر بها لسنوات طويلة، ليفاجأ أن المسئولين تعاقدوا مع رفيق دربه عبدالمنعم مدبولي لتقديم الفوازير باسم “فوازير جدو عبده” وهو ما أصابه بحالة حزن، خاصة أن مدبولي لم يتواصل معه، عقب عرض الفوازير عليه، لكن سرعان ما تم تصفية الأجواء بينهما، وحكى المقربون منه أنه بكي بشدة حينما علم بوفاة صديقه “الأنتيم” 9 يوليو 2006، ليغادر المهندس الحياة بعدها بأقل من شهرين وتحديدا 16 سبتمبر بنفس العام.

مكتشف الزعيم

يحسب للفنان فؤاد المهندس، أنه مكتشف الزعيم عادل إمام، الذي ظل يصفه حتى آخر يوم في عمره أنه “ابنه البكري” أو الابن الذي لم ينجبه، الذي اكتشفه من بين أكثر من 20 شابا تقدموا لعمل دور “دسوقي أفندي” في مسرحيتة “أنا وهو وهي” حينما شعر المهندس أنه أمام شاب موهوب وذكي، وتوقع أن يكون صاحب شأن بالمستقبل، وهو ما كان.

حكي المهندس في لقاء له أنه رأي في عادل إمام، موهبة لم يراها من قبل، فحينما منحه دور دسوقي أفندي، فوجئ بعادل على خشبة المسرح، وهو يبدع ويتألق، لتزداد مساحة دوره يوما بعد يوم، ثم يستعين به في مسرحيات أخرى وبمساحات أفضل، وبدأ عادل في استغلال الفرص التي تمنح له استغلالا حسنا، وبمرور الوقت نجح عادل إمام أن يحقق نجومية طاغية، وأن يتصدر اسمه أفيشات أعماله، ولم يجد فؤاد المهندس أي مشكلة في قبول أدوار ثانية وثالثة بأفلام عادل إمام، فكما كان يدفعه للأمام، وهو ما يزال في بداية مشواره، فها هو الأن الأب الذي يحلم بتفوق ابنه عليه.

وفي تصريحات له فسر الفنان عادل إمام أسباب نجاج فؤاد المهندس، حينما قال في احد لقاءاته أن المهندس بداخله إنسان كبير، وكم من الطفولة لا يوصف.

وقال عادل: “لما بدأت أشتغل معاه، ما كنتش أعرفه خالص، لاقيت واحد بيقابلني كأنه عارفني من ألف سنة، وبترحاب شديد جديا، رغم أنه كان في عز مجده، لكن كان بيقف وراء الجيل الجديد وبيدعمه”.

وتابع الزعيم: “فؤاد المهندس كان ممثل حقيقي، وأول نجم يكون صديق ليا، ومكانش عايش النجومية، لكن عايش للبساطة، واستفدت منه ومن حب الجمهور له، وكان له عادات وتقاليد بيعملها قبل أي دور، كان بيحب يقرأ قرآن، وكان في قمة الالتزام، ولديه كرم أخلاق وضيافة عير عادية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *