أخبار الفن

مئوية فؤاد المهندس.. لمحة عن أبرز أعماله المقتبسة التي تناقش إشكالية التحرر الوطني والثقافة الغريبة

تمر في شهر سبتمبر الجاري الذكرى المئوية لميلاد الفنان الكبير فؤاد المهندس، حيث ولد في 6 سبتمبر من عام 1924 بحي العباسية، وكان والده زكي المهندس من كبار علماء اللغة العربية، حيث شغل عمادة كلية دار العلوم، وعضوية مجمع اللغة العربية في منتصف الأربعينيات.

ودرس فؤاد المهندس بكلية التجارة، والتحق بمسرح الكلية، وفي تلك الفترة أقنع نجيب الريحاني بأن يخرج لفريق مسرح الكلية عرضا بعنوان “حكاية كل يوم”، والذي أجاد المهندس وزملائه في أدائه، ليحقق فريق مسرح كلية التجارة الفوز بكأس يوسف وهبي.

ومنها هنا بدأت العلاقة بين الريحاني والمهندس، حيث انضم بعدها لفرقة الريحاني ليسطع نجمه بعدها بشكل تدريجي في المسرح والسينما والدراما التلفزيونية.

-ساعة لقلبك.. كوميديا التحرر في زمن ثورة يوليو

ويعتبر فؤاد المهندس رائدًا وعلما من رواد الكوميديا في مرحلة الاستقلال، ارتبط نجمه بتشكل الكوميديا من خلال دعم دولة التحرر الوطني منذ اشتراكه في برنامج “ساعة لقلبك” في الإذاعة الوطنية، بعد شهور من ثورة يوليو عام 1952.

– جلاء الإنجليز وبقاء التأثير الثقافي

ووفقا لكتاب “مهندس البهجة.. فؤاد المهندس ولا وعي السينما” للدكتور وليد الخشاب، فإن فؤاد المهندس يمثل قيمة فنية وثقافية عربية بوصفه مثال الكوميديا الوطنية والجناح الفكاهي للدولة الوطنية “دولة التحرر في مرحلة ما بعد الاستعمار”.

وتأكدت نجومية فؤاد المهندس مع تألقه في مسرح التلفزيون العربي، وهو الاسم الرسمي لتلفزيون الجمهورية العربية المتحدة، الذي هو الاسم الرسمي لجمهورية مصر العربية.

ويضيف الخشاب، “ومع كل هذا التركيز على العروبة وعلى الهوية المستقلة الوطنية، إلا إن الاقتباس من الغرب دمغ أعماله في المسرح والسينما، ورغم تخلص مصر من الاحتلال العسكري الإنجليزي بعد حركة يوليو 1952 والجلاء التام للقوات البريطانية عن مصر في 1954، ثم جلاء القوات الغازية في 1956 بعد حرب السويس أو العدوان الثلاثي، إلا إن التأثير الثقافي البريطاني استمر قويا في المسرح المصري، كما يتضح من دراسة الاقتباس في إنتاج فؤاد المهندس الكوميدي المسرحي والسينمائي”.

ويذكر الخشاب، “على سبيل المثال فيلم مطاردة غرامية مقتبس اقتباسا كليًا عن مسرحية بوينج بوينج الفرنسية، التي ظهرت على خشبة المسرح عام 1960، عبر اقتباسها السينمائي الأمريكي في فيلم بالعنوان نفسه، من إخراج جون ريتش عام 1965، لكن الفيلم المصري يتضمن كذلك اقتباسا جزئيا لموتيفة الطبيب النفسي الذي يعالج رجلا وسيما مشكلته أن عشرات النساء يقعن في غرامه، والقادمة من فیلم ما الأخبار يا حلوة؟ أو حرفيًا ما الجديد يا قطة؟، من إخراج كلايف دونر، وتأليف وودي آلن عام 1965.

وتابع، “فكرة الخادم الأرستقراطي الذي يساعد سيده في مغامراته الغريبة والذي لا يخدم إلا العزاب قادمة من الفيلم الأمريكي كيف تقتل زوجتك وتنجو بفعلتك؟ من إخراج ريتشارد كوين عام 1965”.

وواصل، “وربما رأينا في مطاردة غرامية أن تكرار موتيفة البطل الأعزب وخادمه اللذين يمثلان أدوارا مختلفة (دور الياباني الإيطالي الأمريكي، إلخ)، هو استلهام لفكرة قادمة من فیلم كيف تقتل زوجتك؟، في الفيلم الأمريكي يمثل السيد وخادمه مشاهد مغامرات يستخدمها السيد فيما بعد في رسم شرائط الكوميكس، حيث إن مهنته هي مؤلف قصص مصورة”.

وأردف، “كما أن اسم شخصية فانتوماس مقتبس من شخصية بطل قصص الجريمة الفرنسي الذي ظهر لأول مرة عام 1911 في روايات من تأليف بيير سوفيستر و مارسل (آلان والذي كان يرتدي ملابس رسمية (ردينجوت أشبه بالملابس التي كان يرتديها حسن مصطفى في اللحظات الجليلة، لكن الفيلم المصري اقتبس اسم فانتوماس كذلك من فيلم فانتوماس الفرنسي الذي عرض عام 1964 من إخراج اندريه هونبيل”.

-سيدني الجميلة.. نسخة مصرية أكثر إشراقا

ويعرض الخشاب نموذجا آخر في حديثه عن مسرحية فؤاد المهندس الشهيرة “سيدتي الجميلة”، أما اقتباس المسرحية الإنجليزية “روح المرح” أو “الروح المرحة”، والفيلم الإنجليزي الذي يحمل العنوان نفسه فقد خلف لنا مسرحية المهندس “حواء الساعة 12″، وإن كانت المسرحية المصرية قد بسطت الأصل الإنجليزي وجعلته أكثر إشراقا وابتعادا عن الكوميديا السوداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *