كذاب ابن كذاب
دكتور / السيد مرسى
هناك فارق بين الانتهازية والكذب، فللانتهازية حدود، والكذب ليس له حدود، ولما كان مسيلمة أشهر كذاب وقد أدعى النبوة، وأظهر الله كذبه وأصبح لقبه الكذاب، وذكره ابن كثير في البداية فقال “أنه بصق في بئر فغاض ماؤها، وفي أخرى فصار ماؤها أجاجاً، وسقى بوضوئه نخلا فيبست، ودعا لرجل أصابه وجع في عينيه فمسحهما فعمي”، وتم القضاء عليه وعلى اتباعه، في حروب الردة في عهد ابى بكر الصديق.
وفى هذا العصر كذاب جديد اسمه بنزيون ميليكوفسكي (فيما بعد أصبح أسمه بنيامين نتنياهو) ولد في وارسو في بولندا، أمه سارة (لوري) ووالدة ناثان وكان يعمل حاخامًا، وتم تغيير اسم العائلة إلى نتنياهو، استقرت هذه الأسرة في القدس.، درس نتنياهو في معهد ديفيد يلين للمعلمين والجامعة العبرية بالقدس، على الرغم من أن والده كان حاخامًا، إلا أن نتنياهو كان علمانيًا وقد تزوج من تسيلا سيغال التي التقى بها خلال دراسته في فلسطين. ، وقد برع نتنياهو فى فن الكذب والمراوغة سواء في الأوساط السياسية أو مع أصحابه و خصومة ولا سيما منذ تقلد الوزارة في 1996 ،وبعد طوفان 7 أكتوبر أخذ يتنفس الكذب سواء مع العامة أو مع الخاصة فيما يتعلق بخسائر جيشه في غزة أو بالأفراج عن الأسرى رغم هذا الضغط الجارف من الشعب الإسرائيلي من أجل أبرام صفقة تبادل وبالكذب أفشل كافة المفاوضات باعتراف أعضاء الوفد الإسرائيلي المشارك وكذلك وزير دفاعه يواف غالانت ، وعندما شعر انه سيغرق ، الأن يحاول إنقاذ نفسه من خلال مساعدة ترامب وهزيمة هاريس ، كما ورد على لسان الصحفي الأمريكي توماس فريدمان بجريدة نيويورك تايمز إن الرئيس بايدن ونائبته كاملا هاريس ليسا بحاجة إلى التذكير “بأن بنيامين نتنياهو ليس صديقهما، أو صديق أمريكا والأمر الأكثر خزياً ، أنه ليس صديقاً للرهائن الإسرائيليين في غزة”.
ثم يضيف فريدمان ” يخبرك المسؤولون بالحقيقة في السر ويكذبون في العلن،…وعقيدة نتنياهو البقاء أكثر في منصبه بعد توجيه الاتهام إليه في عام 2019 بتهمة الاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، والآن يجب عليه البقاء في السلطة حتى لا يُسجن إذا أدين”، أو عليه أن يوضح لماذا أطال المفاوضات ثم أشار الكاتب “أن نتنياهو لديه مصلحة فى بقاؤه السياسي ، حتى لو كان ذلك يقوض بقاء إسرائيل على المدى الطويل”.
ختاما ورد بصحيفة نيويورك تايمز حوارا حول إقامة الدولة الفلسطينية واتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية، جاء فيه ما يلى “لا تصدق نتنياهو حول حل الدولتين، ويجب أن يعرف الأميركيون أنه لا قيمة لكلام أو التزام ما من نتنياهو، فهو رجل بلا كلمة، وحتى شركاؤه الطبيعيون يسمونه كذاب ابن كذاب “.
الى اللقاء: دكتور / السيد مرسى