آراء وتحليلات

معركتي مع ذبابة المستشفى

المهندس / رمضان حجاب
معركة حامية الوطيس ومن نوعٍ خاص خُضت غمارها فجر الأحد الماضي بالمستشفى العام حيث عاودتني آلام القلب المبرحه وهو المُتْعَبُ من الأساس وللحق انا من اتعبته فسامحني ايها القلب…. لحظات عصيبه من شدة الألم لنقص علاج الكونكور ٢.٥.. وكان لابد من التحرك (لها) للمستشفى وتحركنا وبصحبتي رفقة بارك الله فيهم نجلاي رامز ورائد وشقيقي حماده وآخرون.. دقائق وكنت اتمدد على احد الاسره (الغير مريح) بالمره وهذا ليس بغريب على قطاع الصحه العام… وحضر الطبيب وكشفٌ سريع وقياس ضغط وجرعة أكسجين وحبايه أسفل اللسان واربعه للمضغ وبعض الاستفسارات وهكذا… وهنا كانت قد بدأت معركتي مع الذباب.. اي نعم.. معركتي مع هذه الحشره اللعينه ورغم آلامي وأناتي المتواليه فربما قد نسيتها وانا اهُش هذه الحشره واخيرا لاحظ مرافقيي هذا فتطوعوا بعمل اللازم واشتركوا في المعركه نيابة عني.. شعور بالانتصار يراه البعض في عيناي كقائد يزهو بانتصاره وانكسار الآخر ودحره في لحظات..
مر وقت قليل ودخل رجل مُسن يدعي عمِ حربي ضرير.. رث الثياب.. شعر ولحيه طوال وواضح انه ممن يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وهم كُثُر هذه الأيام ويجره شاباً ادخله والقاه بجواري على سرير لا يختلف كثيرا عن سريري اللعين ووضع الرجل عصاه بجواره ربما خوفا من فقدانها فهي من تهديه الطريق إن هو ضل… ثم اتي ضيف اخر مريض يصرخ.. كل هذا والمعركه يدور رحاها بين رفقتي والذباب ورقد الرجل بجواري ايضا وصوته يسمعه القاصي والداني من ألم احتباس البول لديه.. اقول هذا وقد غمرني شعور بالغبطه كون عدوي سيتشتت ووجد فريستين اخريين وهذا ما قد حدث فتنفس رفقتي على اثره الصعداء……. ياتي هذا في لحظة تكاثر فيها الذباب واقصد (بالتكاثر) هنا التزايد وليس التوالد… وحصلت انفراجه سريعه مافتأت ان زالت بذهاب وخروج من على يميني عمِ احمد عليان بعد ان زال سبب معاناته… وبينما انا ارقب زجاجة المحلول لعمِ حربي بشكلها المعتاد وينساب منها المحلول ببطء واعاني كما يعاني هو من البروده الظاهره والتي زالت باحضار بطانيتين من البيت تبرعت باحداها لعم حربي والذي حاربه الذباب شر حربٍ ونما الي مسامعي دعواته (بارك الله فيك بارك الله فيك يابني) شعرت اثناؤها براحة داخليه… ولا زال ينادي (يا دكتوووور يا نااااااس يا استاااااذ الدبان اكلني حرام) وانا مستمرا اراقب محلوله (ولا ادري لماذا) … و الذي انتهى بالفعل ووابلغت انا الممرضه بذلك…
بينما جسدي يرتعش من البروده والتي بسببها لم يتمكن الممرض من عمل رسم القلب الا رابع مره وبين المره والأخرى ساعة بأكملها
ومن ثم غادر عمِ حربي ونيسي معتمدا على عصاه فقط كون مرافقه غير متواجد ويتمتم بكلمات لم افهمها… وحصلت على رسم القلب المقيت اخيرا واختبار دم ووعد بعمل أشعة ايكو وانزيمات قلب…. وهنا تحولت معركتي لتحديد موعد أشعة الايكو فانا بلا واسطه لديّ تعجل بها
وتلك كانت معاناتي مع اناتِ العظيماتِ
مهندس / رمضان حجاب

مقالات ذات صلة