أخبار الفن

من خذلان الأهل إلى تجارب الحب المعقدة.. أفلام ميدفيست تستكشف أعماق العلاقات الإنسانية

ضمن فعاليات مهرجان ميدفيست السينمائي، المقام في الفترة من 12 وحتى 15 سبتمبر الجاري، عرض برنامجين للأفلام تحت عناوين مختلفة، تتمحور حول العلاقات، حيث عرض خلال فعاليات اليوم الثاني، 9 أفلام، من بينها 5 أفلام مصرية.

حمل البرنامج الأول عنوان “صورة العيلة”، حيث اشتركت الأفلام المعروضة في تناول العلاقات الأسرية، وتحديداً مع الأب أو الأم. الأفلام المعروضة شملت: رفقاء سكن (روائي مصري)، قلت لك (تسجيلي مصري)، Everything Will Be Alright (روائي كندي)، وAll Through the Night (روائي إنجليزي).

كان الفيلم المصري “رفقاء السكن” من نوعية الأفلام القصيرة جداً، وركز على فكرة افتقاد فتاة لنقاشات والدتها حول سلوكياتها، شعرها، وأسلوب حياتها وحركتها في المنزل بعد رحيل الأم. يبدأ الفيلم بكوبليه من أغنية أم كلثوم “والنهارده الحب والشوق والحنان.. لما تسألني أقولك كان زمان.. كان زمان.. لسه فاكر كان زمان.. كان زمان”.

أما الفيلم الثاني Everything Will Be Alright، فتدور أحداثه خلال بدايات انتشار جائحة كورونا، تعيش البطلة مأزق الاختيار بين البقاء في باريس – حيث تعمل كمعلمة – والقرار بإجراء عملية الإجهاض خلال أسبوع، أو العودة إلى بلدها العربي بسبب إصابة والدها بفيروس كورونا وحالته الحرجة. تعبر البطلة عن صعوبة هذا الاختيار من خلال رواية أسطورة أورفيوس الإغريقية لطلابها.

وفي الفيلم الثالث All Through the Night، تدور الأحداث حول معضلة البطل مع والده المصاب بمرض ألزهايمر. خلال ليلة واحدة، يُضطر البطل للعودة إلى المنزل لرعاية والده بعدما احتاجت المسؤولة عن رعايته إلى إجازة. يواجه الشاب صعوبة بين ذكريات والده التي تحمل له إساءة في الماضي، وواقعه الحالي الذي يتطلب منه الرعاية والدعم الكبير.

وحاز الفيلم التسجيلي قلت لك، على إعجاب كبير من الحاضرين في قاعة العرض بالجامعة الأمريكية. تدور قصته حول “ملك السيد”، الشخصية الرئيسية ومخرجة الفيلم، التي تعرض جزءًا من معاناتها مع مرض بطانة الرحم المهاجرة.

يبرز الفيلم تحديات ملك في مواجهة تصورات المجتمع حول آلام الدورة الشهرية، متمثلة في صوت والدتها التي تنصحها بأن الألم سينتهي بعد الزواج والولادة. ومع ذلك، تستمر ملك في البحث عن تشخيص لحالتها، وتدخل في رحلة علاجية تدرك فيها أن المرض مزمن ولا يمكن الشفاء منه تماماً.

حضر الجلسة النقاشية عقب برنامج الأفلام الأول، صانع الأفلام والمبرمج مروان عمارة، والدكتورة جيداء مكي أستاذة المخ والأعصاب، والإعلامية نادين إميل. وقالت مكي: “علاقات الأهالي مع الأبناء معقدة جداً، وليس من السهل التصالح معها أو تجاوزها. ما يحدث بيننا وبين أهلنا يمكن أن يستمر كحمل على ظهورنا، ومن المستحيل الانقطاع عنهم تماماً”.

وأشارت إلى فيلم Everything Will Be Alright، قائلة: “رغم أن والد البطلة كان مسيئًا، فإنها قررت السفر إليه رغم حاجتها للبقاء في باريس”.

وأضافت أن فيلم All Through the Night يجب أن ينبه الآباء إلى مدى أهمية تفاعلهم مع أبنائهم، لأنهم قد يكونون سندًا لهم في المستقبل.

في الجزء الثاني من عروض الأفلام، عرض 5 أفلام تحت عنوان “صورتي أنا وأنت”، وهم: اليوم اللي شوفتك فيه (روائي مصري)، أسبوعين ويومين (روائي مصري)، ghost geer (أسترالي روائي)، بتتذكريني (لبناني–فرنسي روائي)، وEmily (أمريكي روائي).

ركز هذا البرنامج على ثيمة العلاقات العاطفية الحميمية. الفيلم المصري “اليوم اللي شوفتك فيه”، قدّم قصة بسيطة خالية من الحوار عن شاب يعيش حالة من الوحدة ويبحث عن حبيبة من شباك منزله. أما الفيلم المصري الثاني أسبوعين ويومين، فتعرض لفترة حرجة في حياة الأزواج، وهي المرحلة التي تسبق الدورة الشهرية وقلق كل طرف حول إمكانية حدوث حمل.

أما الفيلم الأسترالي ghost geer، فيتناول أزمة فتاة صغيرة تُخبرها والداها بضرورة تقبل انفصالهما. تكتشف الفتاة أن والدها على علاقة بسيدة أخرى، ويبرز الفيلم تعبيرات وجه الفتاة عند علمها بهذا الخبر، وكأن الأب قد دخل في محاكمة شرسة في عينيها.

أخذ فيلم بتتذكريني الجمهور في حالة من الشجن والرومانسية، مع قصة زوجين تقدمًا في العمر ويتذكر كل منهما اللحظات الرومانسية التي جمعتهما في شبابهما. يأتي صوت من بعيد ليُنذر برحيل الحبيب، بينما يغرق كل منهما في الذكريات.

الفيلم الأخير Emily يتناقض تماماً مع بتتذكريني، حيث يعرض قصة سيدة تعاني من خيانة زوجها بعد تقدمها في العمل، وتقرر الحكي مع شخص غريب في لحظة صراحة، لتصبح في شك حول ما إذا كان ما حدث حقيقيًا أم أنها أصيبت بالخرف.

حضر الجلسة النقاشية الخاصة بالبرنامج الثاني للأفلام كل من المخرج يحيى إسماعيل، والدكتور مصطفى النحاس استشاري الطب النفسي، والممثلة جيهان الشماشرجي.

تناول النقاش فيلم ghost geer، حيث تحدث الدكتور النحاس عن أهمية مصارحة الأطفال بوضوح في مواقف الانفصال، وأشار إلى أن الطمأنينة مهمة جدًا للأطفال في مثل هذه المواقف.

بينما علقت الشماشرجي على التمثيل في فيلم بتتذكريني، معبرة عن إعجابها الشديد بأداء الممثلين، وقالت: “حسيت قد إيه السينما جميلة، وقد إيه بتضربنا في خلاط مشاعر وبتشدنا لحيوات أشخاص مختلفة نختبر تجاربهم ونحن نشاهد الفيلم”.

وأضاف إسماعيل: “الطب النفسي يفيدني جداً في توجيه الممثلين أثناء أدائهم للشخصيات. عندما بدأت أخرج، كنت أشعر بالقلق حول توجيه الممثلين، لكن اعتمدت على الطب النفسي لرسم الشخصيات بناءً على نهج نفسي معين، مما ساهم في تطور العمل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *