أخبار الفن

نادي سينما الجزويت يعرض «في مزاج للحب»

عرض نادي سينما الجزويت أمس السبت، في مسرح ستوديو ناصيبيان، بجمعية النهضة العلمية والثقافية “جزويت القاهرة”، الفيلم الصيني “في مزاج للحب أو In the Mood for Love” إنتاج عام 2000 للمخرج وونج كار واي، وذلك ضمن ثيم “هكذا كانت الوحدة” لأفلام شهر سبتمبر، وناقشت الفيلم الكاتبة والناقدة آية طنطاوي، مُبرمجة نادي السينما.

يحكي الفيلم قصة “الوقوع في الحب” بين اثنين من الجيران، يتعرفان على بعضهما في حي فقير يعيشان فيه في هونج كونج، وأثناء تعرفهما يكتشف كل منهما أن زوجه يخونه مع زوج الآخر، فيحاولان -معًا- أن يكتشفان كيف بدأت علاقتهما.. وبمرور الوقت يقرران أنه بالرغم من مشاعرهما تجاه بعضهما البعض إلا أنهما سوف يبتعدان ولن يردا لهما الخيانة.

يظهر في الفيلم فقط وجه من تعرضوا للخيانة، وهما يقعان في حب بعضهما، ليؤكد المخرج على أن اهتمامه الأكبر بالوقوع في الحب وليس الخيانة، فكما تشير آية طنطاوي: إن مشاعرهم انعكاس لنفس الفكرة وهي الوقوع في الحب” كما أنه اهتم بالأشخاص على حساب القصة، فهي عادية ورتيبة وليس بها أحداث، لكن أبطالها مفعمين بالتفاصيل الانسانية، كيف يتحركون، يشعرون وكيف يُعبرون.

تقول طنطاوي، إنها اهتمت بأن تكون أفلام شهر سبتمبر عمن يشعرون بالوحدة، وكيف صورهم المخرجون، ففي هذه القصة يستخدم وونج كار واي، أبطاله ليعبر عن شعور الإنسان بالوحدة بين عائلته وأصدقاؤه، فبالرغم من أن لكل منهم حياة كاملة، إلا أننا نراهم فُرادى يتقاطعون في بعض الاتجاهات، في الشارع وفي العمل وفي لعبة الـ”ماجونج” اليومية في بيت أحد الجيران، كلهم جيران لا تربطهم حكاية، بل يربطهم المكان والشعور بالوحدة.

تُضيف طنطاوي، أن فيلم “في مزاج للحب” يُعد واحد من أهم 10 أفلام في تاريخ السينما العالمية، وأنها شاهدته كثير من المرات، وفي كل مرة تتسائل هل يتناول الوحدة أم الحب أو الخيانة، حيث يُركز فيه مخرج العمل على الشخصيتين الرئيسيتين من خلال المشاهد التي حاول فيها عكس مشاعرهم الداخلية على شاشة الكاميرا دون أن يستخدم “الحوار” لكنه جعلنا نرى تدريجيًا كيف تعرفا على بعضهما ووقعا في الحب، كيف التقيا وتكررت مقابلاتهما في مساحات ضيقة جدا، وفي هذا القرب الشديد يشعر كل منهما بالوحدة.

عبر المخرج من خلال الصورة عن المشاعر السلبية والاحساس الداخلي بالعتمة من خلال استخدام كادرات ضيقة لأبطال يبدو أنهم -مخنوقين- بحسب طنطاوي، ورغم بساطة الفيلم في الانتاج، والذي قد يعتقد البعض أن التصوير تم في مدة لا تزيد عن عدة أسابيع إلا أنه استمر في تلك المرحلة لمدة خمس سنوات، حيث أن مخرج العمل يعتمد على الارتجال، فهو لم يعتمد على سيناريو، وكان يترك الممثلين أمام الكاميرات يتحركون ويتبادلون أطراف الحديث، حتى يلتقط بكاميراته الانفاعلات التي يريد إظهارها.

فتظهر عدد من المشاهد التي تُكمل قصة واحدة بسيطة يمكن ترجمتها إلى سطر واحد، بعدة مشاهد وانفعالات وانطباعات انسانية متفردة ومؤثرة، تحكي قصة حب في فترة الستينات في هونج كونج -الصين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *