أخبار مصر

شيخ الأزهر يطالب بالتضامن مع غزة انطلاقا من صلة الدم والرحم والمصير المشترك

– الطيب: أخلاق محمد ﷺ تنوعت عددا ومنزلة وعلو درجة وكمال شأن حتى وصف بالإنسان الكامل
– القتال في الإسلام لا يُباح إلا لرد عدوان على حياة المسلمين أو دينهم أو عرضهم أو أرضهم
– شيخ الأزهر ينادي بتجديد وعي الأمة بذاتها واعتزازها بتاريخها العريق وبقدراتها المادية والروحية

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن المتأمل في صفات رسول الله محمد ﷺ؛ يحار فلا يدري بأيها يبدأ ولا بأيها يختم، ولا ماذا يأخذ من هذا الوابل الصيب من صفات الجمال والجلال، وكيف لا! وقد وصف الله سعة أخلاقه الشريفة بوصف العظم في قوله تعالى: “وإنك لعلى خلق عظيم”، كما وصفته زوجه السيدة عائشة -رضي الله عنها- حين سئلت عن أخلاقه: «كان خلقه القرآن»، ما يعكس الأفق المتعالي لهذا الخلق النبوي، وصعوبة حصره واستقصائه.

وأوضح شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بمركز المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن المطابقة بين أخلاق القرآن وأخلاق الرسول ﷺ هي السر في تميز رسالته بأنها خاتمة للرسالات الإلهية وموجهة للعالمين كافة، بخلاف الرسالات السابقة التي كانت محددة بأقوام وأزمان معينة.

وأضاف أن أخلاق محمد ﷺ تنوعت، حتى وصف بالإنسان الكامل، ولكن صفة الرحمة تميزت بالذكر في القرآن في قوله تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، مما يدل على أن الرحمة كانت سجية راسخة في مشاعره، فطبَّق هذه الرحمة في كل تصرفاته حتى في ميادين الحروب.

وأشار إلى أن القتال في الإسلام لا يُباح إلا إذا كان لرد عدوان، وله قواعد وضوابط شرعها الله تعالى، أهمها قاعدة العدل: “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا”، وقاعدة المعاملة بالمثل: “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به”.

وأكد فضيلته على مبدأ الفضيلة والإحسان في القتال، مشيرًا إلى وصية الخليفة الأول أبو بكر رضي الله عنه لقائد جيشه: «أوصيكم بتقوى الله… ولا تهدموا بيعة».

كما تحدث عن معاملة الأسرى في الإسلام، التي تدور حول إطلاق سراحهم دون مقابل أو بفدية، مع الالتزام بإطعامهم والإحسان إليهم، وفقًا لما أمر به النبي ﷺ: «إن الله رفيق يحب الرفق».

وأشار شيخ الأزهر إلى الفارق الكبير بين الحرب في الإسلام، التي تحترم حقوق الإنسان، وبين الحروب الحديثة التي تحولت إلى إبادات جماعية ومجازر بشعة، واصفًا المقارنة بين النموذجين بأنها مضللة.

واختتم الطيب حديثه بتأكيده على ضرورة تجديد وعي الأمة بذاتها، وتاريخها العريق، وقدراتها المادية والروحية، داعيًا للتضامن مع شعوب غزة والسودان واليمن، مشددًا على أن هذا التضامن هو واجب قرابة الدين وصلة الدم والرحم والمصير المشترك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *