آراء وتحليلات

كلمة العدد 1382.. “”إلي افريقيا مجدداً””

يكتبها د. محمود قطامش

لا ادري لماذا هذا الربط بين اي تحرك مصري تجاه القرن الأفريقي وألازمه علي سد النهضه مع اثيوبيا ورفضها احترام الحقوق المائيه المصريه وعدم توقيع اتفاق ينظم عمل السد ويضمن تدفق حصة مصر والسودان من مياه نهر النيل ……. اقول ان الربط المستمر بين التحرك المصري في افريقيا وتصنيفه دوما من باب المناكفه السياسيه وكأن ليس لمصر مصالح حيويه بالقاره الافريقيه في ظل الرغبه الشديده للقاهره باستعادة الدور التاريخي لمصر في قارتها بعد غياب ……..وهاهي تحركات مصريه نحو ارتيريا والصومال وجيبوتي والسودان وتنزانيا وكينيا وأوغندا وغيرها من الدول الافريقيه و ايضا هاهي القاهره توقع اتفاقا للتعاون الأمني والعسكري مع الصومال وقامت اثيوبيا بتوقيع اتفاقا لا يحظي باي اعتراف مع ارض الصومال تحصل بموجبه علي منفذ بحري وقاعده عسكريه وتسهيلات لوجستيه في جنوب البحر الاحمر ……. من الصعب علي اي محلل سياسي حصر التحركات المصريه في اطار مضايقة اثيوبيا في الوقت الذي تقوم فيه اثيوبيا بعقد الاتفاقات وعمل التحالفات مع دول اقليميه وغير اقليميه ودوليه ولديها اتفاقات عسكريه وأمنيه ودفاع مشترك مع دول عربيه وغير عربيه ولم تعترض القاهره علي ذلك ولا يمكن النظر اليها علي انها استهداف الي مصر.
نعم هناك خلافا مصريا اثيوبيا بشأن سد النهضه وقد سلكت فيه القاهره طريق المفاوضات اكثر من عشره سنوات في رحله مضنيه ولم تصل معها الي اي نتائج ملموسه ولجأت مصر الي مجلس الامن والي الاتحاد الافريقي وكل ما من شأنه ان يساعد علي اقرار اتفاق بالطرق الفنيه السلميه الدبلوماسيه والقانونيه وعليه لايمكن النظر الي الوجود المصري في الصومال علي انه يشكل تهديدا الي اثيوبيا والقاهرة تدرك حجم الارهاب الموجود في الصومال ودروس الماضي حاضره من التواجد العسكري الامريكي والباكستاني هناك …. كما ان اي قاعده عسكريه لاثيوبيا علي ارض الصومال لايمكن اعتبارها علي انها تشكل خطرا او تهديدا للملاحه البحريه في البحر الاحمر وقناة السويس الذي سلامته ليست مطلبا مصريا بقدر ماهي مطلبا عالميا لضمان حركة التجاريه العالميه علاوة علي ان جيبوتي واريتريا والصومال جميعها تعج بالعديد من القواعد العسكريه من دول مختلفه ولم تعلن القاهره انزعاجها من احداها يوم وبالتالي فان تلك القاعده الاثيوبيه المزعومه لن تكون ذات اثر بالغ الخطوره علي الامن القومي المصري لكن علي الجميع ان يدرك ان القاهره استدارت لبعدها الاستراتيجي وعمقها الحيوي الأفريقي مره اخري وماذلك إلا تصحيح لأخطاء سنوات من البعد وما الاعتراض الاثيوبي إلا من باب المماحكه السياسيه لمصر و عدم ثبات استراتيجي في الوقت الذي يعي فيه الجميع ان من يكسب هو من يكون اكثر ثباتا واكثر هدوءا في لعبه عض الأصابع السياسيه .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش
[email protected]
مصر تلاتين

مقالات ذات صلة